مراكش: حاتم البطيوي ولحسن مقنع وجه صلاح الدين مزوار، وزير خارجية المغرب، نداء من أجل تنمية أفريقيا «القارة التي تظل ورشا مفتوحة ينبغي التعامل معها بشكل مختلف». وقال مخاطبا المسؤولين الأميركيين مساء أول من أمس، في ختام القمة العالمية لريادة الأعمال في مراكش، إن «أفريقيا محتاجة لكم كشريك وليس كوصي». وأضاف مزوار «الرئيس باراك أوباما فهم ذلك. ونائب الرئيس جو بايدن الذي حضر القمة سيبلغ هذه الرسالة إلى أميركا». وزاد قائلا إن «أفريقيا تحتاج إلى شريك موثوق، يعمل معها بجد، لكنه أيضا يتفهم المشاكل. فتغيير المجتمع ليس بالعمل السهل وتلزمه الكثير من الإرادة». وقال مزوار «أنا متأكد أن شركاءنا الأميركيين تمكنوا عبر هذه القمة من قياس الطاقات التي تزخر بها أفريقيا بشبابها ونسائها». وذكر مزوار أن المغرب يبقى في صلب الدينامية التي تشهدها القارة الأفريقية من أجل إرساء شراكة جنوب - جنوب متفاعلة ومتضامنة. وأضاف أن أفريقيا القرن الحادي والعشرين تدرك كيفية التخلص من سلبيات الماضي، وتنظر بتفاؤل إلى المستقبل، مجددا التأكيد على إرادة المغرب في مواصلة دعمه لشراكة متفاعلة ومتضامنة مع بلدان القارة. وقال إن قمة مراكش سترسي أسس شراكة موجهة نحو المستقبل، مشيرا إلى أن عقد القمة في مراكش يعكس قيم الانفتاح التي تميز المغرب. وأشار مزوار إلى الأرقام التي حققتها القمة، التي فاقت كل التوقعات. وقال إن العدد النهائي لرجال الأعمال المشاركين فيها بلغ 6800 رجل أعمال من 60 بلدا، 35 في المائة منهم نساء، و60 في المائة منهم من المغرب. وتحدث خلال القمة 194 متحدثا، وجرت تغطيتها من طرف 405 صحافيين من مختلف بقاع العالم. وحضر القمة أيضا 600 طالب من المغرب وأفريقيا، وتابع أشغال القمة 22 مليون شخص عبر العالم على شبكات التواصل الاجتماعي، ضمنهم 7.5 مليون شخص على «فيس بوك»، و14.5 مليون على «تويتر». وقال مزوار، في إشارة إلى الزيارة التي قام بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى أميركا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، التي تقرر خلالها تنظيم القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال في المغرب «قبل عام اجتمع قائدان - الرئيس أوباما والملك محمد السادس - ينتميان لنفس الجيل ويتقاسمان نفس القيم، قيم الحرية والتقدم والديمقراطية والسلم والتسامح، ونفس النظرات والتطلعات للمستقبل. وقررا معا العمل من أجل أفريقيا، القارة الغنية بالقدرات والمليئة بالأمل والرغبة في بناء مستقبل زاهر». وأشار مزوار إلى المشاركة القوية لأفريقيا في القمة، وحضور مسؤولين كبار، منهم الرئيس الغابوني علي بونغو والرئيس الغيني ألفا كوندي. وأشاد مزوار بالنجاح الذي حققته قرية الابتكار التي نظمت على هامش القمة، والتي عرض فيها رجال أعمال شباب من المغرب وأفريقيا أفكارهم ومشاريعهم المبتكرة. وقال «قررنا ألا نقف عند هذا الحد، وأن نجعل من هذه القرية موعدا سنويا. وفي السنة المقبلة ستكون أكبر». من جانبها، أعلنت ماريا كونتريراس سويت، الوزيرة الأميركية المكلفة بالشركات الصغرى، أن الرئيس أوباما قرر تنظيم الدورة المقبلة من القمة العالمية لريادة الأعمال في أفريقيا جنوب الصحراء. وأنه سيعلن في وقت لاحق عن البلد الذي جرى اختياره لاستضافتها. وقالت إن هدف قمة ريادة الأعمال هو نشر الفكر المقاولاتي، الذي يشكل قوة لإخراج الناس من الفقر والهشاشة، ودعوة لاقتباس التجربة الأميركية، ونشر قيم الحرية والديمقراطية وإعطاء الأمل في مواجهة التطرف والإرهاب. وأشارت إلى أن قمة مراكش قد حققت هذه الأهداف. وقالت الوزيرة الأميركية إنها شخصيا تجسد قصة نجاح في أميركا، مشيرة إلى أنها هاجرت رفقة أمها من المكسيك إلى أميركا وعمرها لا يتجاوز خمس سنوات. واشتغلت أمها في مصنع. وكانت جدتها توصيها في رسائلها بالعمل والاجتهاد، وتقول لها «في أميركا لا يوجد مستحيل، وإذا ما اجتهدت وعملت بجد فستصبحين يوما وزيرة». وقالت سويت «أنا فخورة اليوم لأنني حققت لجدتي هذا الحلم، وفخورة أكثر بانتمائي لبلد وفر لي الشروط والوسائل لتحقيق هذا الحلم». وفي إحدى الجلسات الأخيرة من القمة، نوه الرئيس الغيني ألفا كوندي بالموقف المغربي من بلده الذي يجتاز أزمة متعددة الأبعاد بسبب انتشار داء إيبولا. وقال «في الوقت الذي أغلق فيه كل جيراننا الحدود في وجهنا، حافظ المغرب على رحلات طيرانه إلى غينيا عبر توفير رحلة أسبوعية. وهذا أمر لن ننساه أبدا». وأضاف أن المغرب لم يمنع بلده من المشاركة في القمة العالمية لريادة الأعمال في مراكش، والتي حضرها شخصيا على رأس وفد يضم 200 من رجال الأعمال. وبخصوص قرار المغرب تأجيل كأس أفريقيا، قال كوندي إنه يتفهم موقف المغرب ويتضامن معه. وفي اختتام القمة، أعلن رجل الأعمال المغربي عثمان بنجلون، رئيس مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية وشركة التأمين الملكية الوطنية، أنه أطلق جائزة ريادة الأعمال في أفريقيا بقيمة مليون دولار، والتي ستنظم العام المقبل في المغرب. وجرى في نهاية القمة التوقيع على العديد من الاتفاقيات بين المجموعات المالية والصناعية المغربية الكبرى والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والتي تهدف إلى دعم تطوير الشركات الصغرى والمتوسطة، ومرافقتها في توسعها الدولي خاصة في أفريقيا. وتعهدت الشركات الكبرى بمصاحبة الشركات الصغرى والمتوسطة كعملاء ومتعاقدين من الباطن في صفقاتها الدولية.
مشاركة :