ثلاث قصص قِصار

  • 4/18/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عاشقٌ منحُوتهَالاتٌ قاتمةُ السَّواد تُحيط بأجفانها الحنطيَّة، لمست بأنملة سبّابتها اليمنى تقويس حاجبها الرفيع، ونفضت الأتربة الملتصقة بعَرَق جبهتها.بالأمس كانت أنوثتها مُرصّعة في عيون عُشّاقها العابرين، حيث لم يبق بصدرها سوى عاشقٍ منحوتٍ ادّخرتهُ لأيامها هذه.تَكَسّر آخر أعواد أمَلِها هذا الصباح، لتدفن بين شفتيها المكتنزتين أرخص أنواع التبغ، وتراقب دخانه وهو يظلِّل البقع السبع اللاتي تركها آخر عشَّاقها حول عنقها الطويلة.. تَعقِدُ شالها الممزَّق بعد أن لفَّت شعرها الدُّهني الطويل، لتترك قِطَّتها الرماديّة في المكان وتذهب.صبيحةٌ صفراء تَدَاعت الأيام على زوجها وانتشله الموت من بين زوابع الحياة في صبيحةٍ صفراء، وذلك حين أتت لتوقظه من نومه هزَّته من كتفه وهي تناديه:- يا فلان يا فلان يفتقدك الصباح... كانت الهزّةُ الرابعة جالبة لأطراف أصابعها برودة جسده الميت، فمرَّرَت أناملها على أجفانه لتجدها يابسة... رفعتها ببطء لتُبصر عينيه وقد ابيضَّتا من نزعة الموت.ألواحُ الجوعأرغفة الخبز المرصوصة جَذَبت لُعابه، واستفزّت معدته المُشبعة بالجوع، أمعن النظر في عصا استخراج الخبز من التّنور، أعاد الخبّاز كوفيته الحمراء إلى الخلف وَصَرَخ:- ابتعد عن العصا كي لا تؤذيك.ثَقَبت الصرخة سمعه وَدَفَعته خطوات إلى الوراء، اهتزاز قفا الخباز وهو يخرج الخبز كان كبشارة إسكات جوعه... خَرَجَ بعدها وهو يقضم رغيفاً جَرَفَ بعض ألواح جوعه.* كاتب وأديب من السعودية

مشاركة :