عواصم (وكالات) أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» مايك بومبيو، المرشح لمنصب وزير الخارجية، التقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون خلال زيارة سرية إلى بيونج يانج الأسبوع الماضي، حيث أجرى «مباحثات سلسة»، وتشكلت «علاقة جيدة»، في تسريع مفاجئ لقمة مرتقبة بين زعيمي البلدين نهاية مايو أو مطلع يونيو المقبلين. وفي تطور متزامن، أعلنت كوريا الجنوبية أنها تسعى إلى إبرام اتفاق سلام مع كوريا الشمالية ينهي حالة الحرب رسمياً بين البلدين المستمرة منذ 65 عاماً، إذا ما تخلت الأخيرة عن طموحاتها النووية «تماماً»، وذلك خلال القمة المرتقبة بين زعيمي الشطرين في 27 أبريل الحالي، التي بدأت أمس مباحثات مشتركة بشأن البروتوكول والشؤون الأمنية والتغطية الصحفية. بالتوازي، كشفت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية أن الزعيم الصيني شي جينبينج سيزور بيونج يانج، مرجحة أن تتم الزيارة بعد القمة الأميركية- الكورية الشمالية. وقال ترامب على تويتر «مايك بومبيو اجتمع مع كيم جونج أون في بيونج يانج الأسبوع الماضي. الاجتماع مر بسلاسة وتشكلت علاقة جيدة. يجري الآن العمل على تفاصيل اجتماع القمة. نزع السلاح النووي سيكون أمراً عظيماً للعالم وكذلك لكوريا الشمالية». وأضاف ترامب من منزله الفخم في مارا لاغو بفلوريدا حيث استقبل رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، الليلة قبل الماضية أن محادثات «على أعلى مستوى» جرت مع زعيم كوريا الشمالية قبل القمة المقررة بينهما والمرجح أن تعقد مطلع يونيو المقبل. وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن بومبيو وزير الخارجية المُعيَّن، قام خلال عطلة عيد الفصح بزيارة سرية إلى بيونج يانج التقى خلالها الزعيم الكوري الشمالي. وتحدث ترامب عن «خمسة أماكن» يمكن أن تعقد فيها القمة التاريخية «إذا سارت الأمور على خير» مضيفاً «إنهم يحترموننا ونحن نحترمهم. حان الوقت لكي نتحدث ونحل المشكلات. هناك فرصة حقيقية لحل مشكلة عالمية. هذه ليست مشكلة الولايات المتحدة واليابان أو بلد آخر، هذه مشكلة يواجهها العالم». ورداً على سؤال إن كان اللقاء سيعقد في الولايات المتحدة، رد ترامب بقوله «لا»، دون توضيح آخر. وأفاد البيت الأبيض أن ترامب لم يتواصل مباشرة مع جونج اون، خلافاً لما قاله رداً على سؤال بهذا الشأن مثيراً حالة من الالتباس. وذكر شخص مطلع على المحادثات بين واشنطن وبيونج يانج، أن الإمكانيات لعقد القمة بين الزعيمين تشمل جنيف وعدة أماكن في آسيا وجنوب شرق آسيا، مستثنياً بكين وبيونج يانج وسيؤول وبانمونجوم (موقع توقيع الهدنة الكورية) حيث سيقابل الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن نظيره الشمالي، الأسبوع المقبل. ونشر موقع «بلومبيرج بيزنس نيوز» الأميركي، خارطة لـ9 مواقع محتملة للقمة وهي: بانكوك، وجنيف، وهلسنكي، وسنغافورة، وستوكهولم، وأوسلو، وبراغ، ووارسو إضافة إلى أولان باتور عاصمة منغوليا. وبشأن القمة المرتقبة خلال 10 أيام بين سيؤول وبيونج يانج، أكد ترامب أنه يشجع الكوريتين على بحث إنهاء حالة الحرب بينهما، قائلاً «أبارك جهودهما لبحث إنهاء الحرب بينهما. الناس لا يعرفون أن الحرب لم تنته». وفيما يشي بتنسيق أميركي- كوري جنوبي لصيق بشأن التطورات المرتقبة على أزمة شبه الجزيرة الكورية، أكد ترامب أن القمة المقررة بين زعيمي الشطرين في 27 أبريل الحالي يمكن أن تبحث إبرام معاهدة سلام بين البلدين تحل محل اتفاق الهدنة الساري بينهما منذ وضعت الحرب أوزارها في 1953. وتأكيدا لما أعلنه ترامب، قال مسؤولون كوريون جنوبيون إنهم يدرسون سبل التوصل إلى اتفاق جديد خلال القمة المقبلة بين الكوريتين. وصرح مسؤول في مكتب رئيس كوريا الجنوبية بسيؤول «نحن نتطلع إلى تغيير اتفاق الهدنة الحالي إلى اتفاق سلام». وشكر ترامب الرئيس الصيني شي جينبينج على المساعي التي قام بها بشأن الأزمة مع كوريا الشمالية، وأشاد بصورة خاصة بموقفه «الحازم» في مسألة المبادلات التجارية مع بيونج يانج. وواظبت الولايات المتحدة على اشتراط نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية لإجراء مفاوضات مباشرة مع كوريا الشمالية. ويظهر ايفاد بومبيو، أحد أقرب مساعدي ترامب والذي سيصبح وزيراً للخارجية الأميركية خلال أيام، إلى أي مدى باتت القضية الكورية الشمالية أولوية دبلوماسية بالنسبة إلى إدارة ترامب الذي أثار مفاجأة كبرى في 8 مارس المنصرم، حين قبل دعوة للقاء كيم جونج أون، تم نقلها عن طريق كوريا الجنوبية. وتأتي المهمة السرية لبومبيو في بيونج يانج، على وقع انفراج في العلاقات بين شطري شبه الجزيرة الكورية جاء ثمرة مبادرات دبلوماسية عدة خلال الأشهر الأخيرة. وكانت المعارك في شبه الجزيرة انتهت في 1953 إثر اتفاق هدنة دون توقيع أي معاهدة سلام، ما يعني أن الكوريتين لا تزالان تقنياً في حالة حرب.
مشاركة :