ميسي ورونالدو يواصلان تحطيم الأرقام القياسية

  • 11/24/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

على ما يبدو أن الصراع بين الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو لا يتوقف على قيادة فريقيهما للألقاب، بل أصبح هناك سباق محموم بين أفضل لاعبين في العالم على تحقيق الأرقام القياسية التي تتهاوى الواحد تلو الآخر تحت أقدامهما. ودخل ميسي تاريخ العظماء في الدوري الإسباني بعدما أصبح أفضل هداف للمسابقة عبر العصور بوصوله إلى رقم قياسي تاريخي يبلغ 253 هدفا. وهز ميسي الشباك 3 مرات ليقود فريقه لاكتساح ضيفه إشبيلية 5 - 1 وليحطم رقم تيلمو زارا مهاجم أتلتيك بيلباو القياسي السابق وهو 251 هدفا والصامد منذ عام 1955، بل وتجاوزه بهدفين. ووسط أجواء احتفالية، غادر الأسطورة الأرجنتيني ملعب «كامب نو» مرتديا شارة قيادة فريقه في إحدى ذراعيه ومتأبطا الكرة بالذراع الأخرى ليمر من بين زملائه الذين اصطفوا على الجانبين لتحيته تعلو وجهه ابتسامة عريضة أعادت التوافق بينه وبين ناديه بعد أسبوع من التوتر الذي شاب علاقة الطرفين. ولم يقتصر فضل الأهداف الثلاثة التي أحرزها ميسي في المباراة التي فاز فيها فريقه على منافسه إشبيلية 5 - 1 على منحه لقب الهداف التاريخي لمسابقة الدوري الإسباني فحسب؛ بل أضفت أيضا بعض الهدوء والسكينة على أجواء النادي الكتالوني، بعد أن أصبح استمرار اللاعب مع برشلونة في المستقبل محل شك كبير في الأيام القليلة الماضية، إلا أن ملعب «كامب نو» نجح من خلال مباراة إشبيلية في استعادة ميسي في أبهى صوره، الذي أرعب منافسي برشلونة خلال 10 أعوام قضاها حتى الآن بين جدران النادي العريق. وقال جوسيب ماريا بارتوميو رئيس نادي برشلونة بعد المباراة في تصريحات لشبكة «كنال بلوس» التلفزيونية: «لقد كان مبهرا ورائعا وعملاقا.. لا توجد صفات تعبر عن هذه الحالة.. نحن أمام اللاعب الأفضل في العالم وفي التاريخ.. إنه ما زال شابا وأمامنا الكثير من الأعوام لنستمتع بوجوده.. علينا أن ننحني للرائع ليو ميسي». وحملت الجماهير في «كامب نو» لافتة تقول: «الأسطورة مستمرة»، عندما نجح ميسي في معادلة الرقم القياسي لزارا، بينما قرر لاعبو برشلونة الاحتفاء بأيقونة فريقهم عندما أحرز هدفه الثاني في اللقاء الذي سمح له بكسر رقم زارا وقاموا برفعه في الهواء عدة مرات، كما أعادوا ذلك المشهد نفسه في نهاية المباراة واصطفوا على الجانبين أثناء توجه النجم الكبير إلى خارج الملعب. وسجل زارا رقمه القياسي في 277 مباراة في مسيرته التي امتدت 15 عاما مع النادي القادم من إقليم الباسك، بينما احتاج ميسي، قائد منتخب الأرجنتين، الذي كان عمره 17 عاما عندما أحرز هدفه الأول في الدوري الإسباني في مايو (أيار) 2005، إلى 289 مباراة ليرفع رصيده إلى 253 هدفا. واحتفى ميسي بتحطيم الرقم القياسي، معربا عن امتنانه لكل من ساعده، وقال: «عندما سجلت هدفي الأول ضد البشيتي لم أكن أتخيل أنني سأحطم أي رقم قياسي، ناهيك بذلك الذي يحمله العظيم تيلمو زارا». وأضاف: «نجحت في تحقيق ذلك بسبب المساندة التي تلقيتها من كثير من الناس خلال الوقت الذي أمضيته هنا، وأود أن أهديهم جميعا هذا الإنجاز. أشكر كل من كان معي. أريد أيضا إهداء ذلك للناس الذين لم يصبحوا معنا الآن. لن أنساكم أبدا. أشكركم جميعا على الوقوف بجانبي». وقامت أنتونيا روكوزو، زوجة النجم الأرجنتيني بتهنئة زوجها عبر حسابها الشخصي أيضا وقالت: «نحن فخورون بك.. أهنئك.. نحبك»، في إشارة إليها وإلى ابنهما تياغو. وعادل ميسي، 27 عاما، رقم زارا من ركلة حرة نفذها ببراعة معتادة في الدقيقة 21، وهز الشباك مرة أخرى من مدى قريب في الدقيقة 72، ثم أحرز هدفه الثالث في اللقاء بعد 6 دقائق بتسديدة قوية من عند حافة منطقة الجزاء. واحتفل زملاء ميسي بالمهاجم الأرجنتيني وسط فرحة عارمة، حيث قال تشابي قائد برشلونة: «نحن جميعا سعداء من أجل ليو.. حقق إنجازا رائعا وتاريخيا». من جانبه، أشار أندوني زوبيزاريتا مدير الكرة ببرشلونة قائلا: «ليو سيكرم بالطريقة الأفضل.. إنه لاعب أثرى الليغا.. لحظة التكريم الأساسية كانت عندما خرج من الملعب ممسكا بالكرة ومرتديا زيه الكروي.. لقد كان أمرا رائعا». وأعرب لويس إنريكي المدير الفني لبرشلونة عن امتنانه لكونه أصبح مدربا لميسي، وقال: «كنت أعتقد أن الرقم القياسي لزارا لا يمكن تحطيمه.. زارا حقق هذا الرقم عندما كان عدد اللاعبين المهاجمين أكبر من عدد اللاعبين المدافعين بشكل عام، ولكن أن يتمكن لاعب من تحطيم هذا الرقم في ظل المستوى الفني الذي نلمسه الآن مع اللاعبين الحاليين ليس فقط على الجانب البدني، ولكن أيضا على الجانب التجهيزي، فأنا أعتبره شيئا فريدا ولن يتكرر». وسجل ميسي 206 أهداف بقدمه اليسرى و38 هدفا بقدمه اليمنى و8 أهداف برأسه إضافة إلى هدف واحد بيده كان من المفترض عدم احتسابه. وكان ميسي عادل الرقم القياسي لهداف دوري أبطال أوروبا الشهر الماضي عندما رفع رصيده إلى 71 هدفا بالتساوي مع راؤول المهاجم السابق لريـال مدريد، وشالكه الألماني. وما زال ميسي يحلم بتحقيق إنجازات لم يستطع إلى الآن تحقيقها، وأهمها الفوز مع بلاده بلقب كأس «كوبا أميركا» التي كان قريبا من تحقيقها عندما خسرت الأرجنتين في نهائي 2007. ويتطلع ميسي لتحقيق ذلك عام 2015 في تشيلي. كما يأمل ميسي كسر رقم غابرييل باتيستوتا كبير هدافي منتخب الأرجنتين البالغ 56 هدفا، حيث يفصله عن ذلك 11 هدفا. على الطرف الآخر، لا يجلس كريستيانو رونالدو فقط لمتابعة ميسي، بل ينطلق أيضا لتحقيق أرقام قياسية غير مسبوقة. واقترب رونالدو خطوة أخرى من تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد الذي يحمله غريمه الأرجنتيني أيضا برصيد 50 هدفا. وسجل رونالدو مرتين في انتصار ريـال مدريد المتصدر برباعية دون رد على مضيفه إيبار ليرفع رصيده إلى 20 هدفا في 11 مباراة في دوري الأضواء الإسباني هذا الموسم. وإذا واصل أفضل لاعب في العالم التهديف بهذا المعدل نفسه، فان حصيلته الإجمالية قد تتجاوز 60 هدفا بنهاية الموسم ليتفوق بشكل مريح على رقم ميسي القياسي المسجل في موسم 2011 - 2012. ورونالدو، البالغ من العمر 29 عاما والذي غاب عن هزيمة ريـال مدريد أمام مضيفه ريـال سوسيداد في أغسطس (آب) الماضي بسبب الإصابة، هو أول لاعب يسجل 20 هدفا في أول 12 جولة بالدوري الإسباني. ومنذ انضمامه إلى ريـال مدريد من مانشستر يونايتد في 2009 سجل رونالدو 197 هدفا في الدوري الإسباني. ويتفوق رونالدو على ميسي في عدد مرات التسجيل 3 مرات في مباراة واحدة (هاتريك)، حيث حقق ذلك في 22 مناسبة ليشارك إنجاز زارا وألفريدو دي ستيفانو وبفارق 3 مرات عن ميسي. كما يتفوق رونالدو بحمل الرقم القياسي لأفضل هداف بدوري أبطال أوروبا خلال موسم واحد، وحققه الموسم الماضي بتسجيله 17 هدفا عندما فاز ريـال مدريد باللقب للمرة العاشرة، بينما أفضل رقم سجله ميسي 14 هدفا في موسم 2011 - 2012.

مشاركة :