الجمعية الوطنية الكوبية تجتمع لطي صفحة الأخوين كاسترو

  • 4/19/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هافانا - (أ ف ب): افتتحت الجمعية الوطنية الكوبية أمس الاربعاء دورة انعقادها في جلسة مخصصة لاختيار رئيس جديد لكوبا لتمهد بذلك الطريق لعملية انتقال تاريخي بعد ستة عقود من الحكم الحصري للأخوين كاسترو. وسيعرف اسم الرئيس الكوبي الجديد اليوم الخميس بعد انتهاء هذه الدورة التي بدأت أمس الاربعاء بحضور راوول كاسترو وخلفه المفترض المسؤول الثاني في النظام ميغيل دياز - كانيل. وبحسب البرنامج الذي وزع على وسائل الاعلام الرسمية سيتولى النواب اولا افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة وتعيين كوادر البرلمان قبل ان يتولوا انتخاب 31 عضوا في البرلمان ليشكلوا مجلس الدولة وبالتوازي رئيس مجلس الدولة الجهاز التنفيذي الاعلى. ويخلف رئيس مجلس الدولة راوول كاسترو. ويتوقع ان تتم عملية التصويت بعد ظهر امس لكن هوية الرئيس الجديد لن تكشف الا اليوم الخميس بداية من الساعة 09.00 بالتوقيت المحلي (13.00 بتوقيت)، بحسب وسائل الاعلام العامة. ومنذ ثورة 1959. لم تشهد كوبا سوى انتقال حقيقي واحد على مستوى الرئاسة، وكان ذلك في 2006. عندما نقل فيدل كاسترو، المريض، السلطة إلى اخيه الأصغر بعد حكم من دون منازع استمر أكثر من 40 عاما. وقد توفي فيدل كاسترو اواخر 2016. وحان اليوم دور راوول (86 عاما) للتخلي عن كرسي الرئاسة إلى ممثل عن الجيل الجديد، الذي يتوقع ان يكون النائب الأول للرئيس ميغيل دياز كانيل وهو مدني في ال 57 من العمر. وكان تم اعداد المسؤول الثاني في النظام منذ 2013. لشغل هذا المنصب. وهو يمثل بانتظام منذ بضع سنوات حكومته خلال مهام في الخارج، وتزايد حضوره في وسائل الاعلام. وإذا ما انتخب، فيتعين على مهندس الإلكترونيات الذي ولد بعد الثورة، ان يرسخ سلطته ويتابع عملية «التحديث» الضرورية للنموذج الاقتصادي للجزيرة الذي بدأه الشقيق الاصغر لكاسترو. وهي أعباء تبدو ثقيلة على رجل تتسم شخصيته بالتحفظ وصعد في الظل مراتب الحكم في كوبا. قال بول وبستر هاي استاذ العلاقات الدولية في بوسطن بالولايات المتحدة، والسفير البريطاني السابق في كوبا «سيكون من المهم مراقبة ما إذا كان (دياز كانيل) قادرا على مقاومة ضغوط هذه المهمة». وأضاف «لم يضطر فيدل وراوول إلى تبرير مواقفهما. قاما بالثورة ولم يشكك أحد في حقهما بأن يكونا رئيسين. (لكنهما) لم ينشئا نموذجا ديمقراطيا يتيح ظروف القيام بتغيير، وهذا واحد من أبرز الاسباب التي تجعل دياز كانيل يواجه مهمة صعبة». وللمرة الاولى منذ عقود، لم يعرف الرئيس ثورة 1959. ولن يرتدي الزي الاخضر الزيتوني ولن يرأس الحزب الشيوعي الكوبي. لكنه يمكن ان يسد هذا النقص على صعيد الشرعية بفضل راوول كاسترو الذي سيحتفظ برئاسة الحزب القوي الواحد حتى 2021. ولتولي هذا المنصب، سيكون عليه حشد الحرس القديم للمسؤولين «التاريخيين» الذين يعتبر معظمهم مترددا حيال الإصلاحات الاكثر طموحا. ومستوى مسؤولية هؤلاء في إطار مجلس الدولة الجديد، سيعطي مؤشرا حول الارادة الإصلاحية للنظام، كما حول هامش المناورة للرئيس الجديد. ولم يقدم الرئيس الجديد، المضطر إلى التقيد باستمرارية النظام، برنامجا، لكن عليه ان يأخذ في الاعتبار «خطوطا توجيهية» صوت عليها الحزب الواحد والبرلمان، وترسم التوجهات السياسية والاقتصادية التي يتعين تطبيقها حتى 2030.

مشاركة :