قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إنه رغم التحذير المتكرر من العلماء الثقات، ورغم النصوص الواضحة في شرعنا، واتفاق علماء الأمة سلفا وخلفا على خطورة التكفير، فإن البعض لازال يتساهل في الحكم بالكفر على مركتبي بعض الذنوب استنادا على نصوص لاتسلم من الضعف أو التأويل.وحذر وكيل الأزهر المتساهلين في الحكم بالكفر قائلا: "وليعلم هؤلاء أنهم يرتكبون خطئا جسيما ويوردون أنفسهم مورد الهلاك، فالتكفير من أوسع أبواب الإفساد، وليس من مهام علماء الدين الحكم على عقائد الناس، وإنما مهمتهم البيان والتوضيح للمكفرات دون إسقاط الكفر على الأشخاص بارتكاب بعضها، فقد يرتكبها جهلا أو لعذر لم يطلع عليه العالم".وأضاف "شومان" عبر صفحته علي فيسبوك: «لذا فواجب العلماء التحذير من ترك الصلاة والصيام وغيرهما من أركان الدين دون الحكم على المقصر عن شيء منها بالكفر، فليس الترك على محمل واحد، فقد يكون الترك إنكارا وقد يكون نسيانا أو تكاسلا أو جهلا ولكل حكمه بضوابطه من أهل اختصاصه، وفي جميع الأحول فإن الحذر من التكفير مقدم على الإقدام عليه، ويكفي في ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم:" إذا قال المرء لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه"». وأشار وكيل الأزهر إلى أن هذا يقتضي أنه لو اُحتمل كفر شخص بنسبة 99٪ واُحتمل عدم كفره بنسبة 1٪ وجب الكف عن تكفيره وترك أمره لخالقه، وكيف يحكم بكفر شخص أفطر في رمضان مثلا ولو لم يكن صاحب عذر مع قوله - صلى الله عليه وسلم:" من قال لا إله إلا الله دخل الجنة..."؟! فليحذر من يسقطون أحكام الكفر على الناس من غضب الله وسوء الخاتمة.وتابع : ولا ينبغي في نفس الوقت أن يفهم الناس من ذلك أن ترك ركن من أركان الدين أو أن ارتكاب المعاصى ولو لم تكن من الكبائر بالأمر الهين في شريعة الإسلام».
مشاركة :