قال رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، إنه لم يندم على الدعوة لإجراء الاستفتاء على عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي، رغم اعتقاده بأن الناخبين اختاروا القرار الخاطئ بالتصويت على الخروج من التكتل الأوروبي.وفي أول ظهور تلفزيوني له منذ تركه منصبه، أضاف زعيم المحافظين السابق لشبكة (سي إن إن) أن القرار بإجراء التصويت كان يتعلق بـ "السياسة" فقط، في إشارة منه إلى رغبته في تعديل موقف بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفعه إلى قيادة حملة البقاء، قبل أن يفاجئه الناخبون بالتصويت للخروج.وتابع كاميرون، الذي فاز بالانتخابات العامة مرتين متتاليتين لحزب المحافظين في سابقة أولى منذ مارجريت ثاتشر "لست نادما على إجراء استفتاء، أعتقد أنه كان الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله."وأردف "لا أعتقد أنك تستطيع أن تنتمي إلى هذه المنظمات (الاتحاد الأوروبي) وترى قوتها تنمو، ومعاهدة بعد معاهدة، وانتقال السلطة من وستمنستر (البرلمان البريطاني) إلى بروكسل (مقر الاتحاد الأوروبي) ولا تسأل الناس عما إذا كانوا سعداء بأن يتم حكمهم بهذه الطريقة"، مستدركا "لكني لم أغير رأيي بشأن نتيجة الاستفتاء، كنت أتمنى أن تكون نتيجة الاستفتاء مختلفة، أعتقد أننا اتخذنا المسار الخطأ".وردا على سؤال حول ما إذا كان قلقا من أن يتم تذكره دائما بأنه الرجل الذي قرر إجراء الاستفتاء وأدى إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قال رئيس الوزراء السابق "أعتقد أن الناس يتخذون قراراتهم بأنفسهم، من الواضح أنني كنت على حق في إجراء استفتاء، قطعت وعدا للشعب البريطاني و أوفيت به".وأوضح أن "النقطة التي سأدلي بها هي أن الناس يقولون إن ذلك كله يتعلق بالسياسة، وبالطبع، هناك دائما سياسة متضمنة في هذه القرارات، ولكن كان هناك أيضا كما أعتقد مشكلة أساسية تماما لدى بريطانيا وهي تطور العملة الموحدة، بداية القرارات التي تتخذ بشأننا دون الرجوع إلينا، كنا بحاجة إلى إصلاح موقفنا، أردت أن أصلح موقفنا داخل الاتحاد الأوروبي، اختار الجمهور البريطاني أننا سنصلحه من خارج الاتحاد".وأعرب كاميرون عن تمنياته لرئيس الوزراء الحالية تريزا ماي بالتوفيق في عملها، وأن تعمل على الاحتفاظ بعلاقات طيبة وقوية مع الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن بريطانيا هي خامس أقوى اقتصاد في العالم، ومن المشروع محاولة أن تصبح شريكا وصديقا وجارا للاتحاد الأوروبي بدلا من أن تصبح عضوا فيه، مضيفا أن ذلك كان خيار الناخبين وهو ما يتقبله.وقال رئيس الوزراء السابق "نادم بشدة على عدم تصويت البرلمان لصالح القرار في عام 2013، أعتقد أنها اتخذت القرار الصائب، الأمر لا يتعلق بتغيير النظام في سوريا، رغم أننا بحاجة إلى ذلك".و اتخذت ماي قرار قصف سوريا قبل ثلاثة أيام فقط من عودة البرلمان للانعقاد بعد عطلة عيد الفصح، وهو ما أثار موجة كبيرة من الانتقادات في الشارع السياسي البريطاني، متهمين زعيمة المحافظين بتعمد اتخاذ ذلك القرار قبل عودة البرلمان للانعقاد خوفا من خسارة التصويت كما حدث في عام 2013.
مشاركة :