ظروف اقتصادية مضطربة وغير مستقرة تعاني منها الكثير من الدول الإسلامية والعربية، ألقت بظلالها على مواسم الحج والعمرة خلال الأعوام الأخيرة، ما أدى إلى تراجع العائدات وضعف القدرة الشرائية للكثير من ضيوف المملكة الحجاج والمعتمرين. وفي هذا الخصوص، حاورت صحيفة “مكة” الإلكترونية، نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة الأستاذ مروان شعبان، والذي أبرز أهم الإشكاليات التي تعيق النمو الاقتصادي وتقف حائلًا أمام زيادة العائدات في مواسم الحج والعمرة. وأكد مروان شعبان أن “هناك تراجعًا ملحوظًا في العائدات من موسم الحج والعمرة الأخير”، مضيفًا “إحصائيًا لا يوجد تغيير كبير سلبي أو إيجابي؛ فالأعداد لا تختلف عن العام الماضي؛ ولكن ينبغي النظر في مستوى العائد من المعتمرين في الفترة الحالية مقارنة بالسنوات الماضية، فالمؤشر غير جيد”. وأوضح “ذلك ربما لارتباط المهنة بالظروف المالية الاقتصادية والسياسية في عدد من الدول الإسلامية والعربية وهذا يؤثر سلبًا في حجم العائدات”. وحول الإجراءات التي يمكن اتخاذها في سبيل إنعاش الحركة التجارية في مكة المكرمة، رأى أن “السياحة الداخلية في جانب الحج والعمرة كانت ظاهرة جيدة، ومن الممكن أن تنعش الحركة السوقية، واليوم لدينا مكاتب كثيرة تمثلنا في عدد من عواصم العالم بدلًا من المكاتب السياحية الأجنبية”. وعن دور اللجنة الوطنية للحج والعمرة، قال إنها “إحدى أذرع التجار المنبثقة من مجلس الغرف السعودية، ولهذه اللجنة خصوصية إذ أنها الوحيدة التي مقرها خارج مقرات الغرف السعودية وهي في مكة نظرا للقيمة المقدسة لهذه المدينة وأهمية وظيفتها وعملها واستعداداتها للمواسم بشكل مستقل عن الغرف”. وأكد أن هدف اللجنة هو العمل على تذليل العقبات والصعاب أمام القطاع الاستثماري والتجاري وتقديم مؤشرات عددية وسعرية للتجار لمواكبة المتغيرات وتطوير الشركات وتدريب العاملين فيها وتطوير مهاراتهم ماليًا وإداريًا. واستدرك “من الجانب الآخر نعمل على إعادة دراسة للجنة وإعادة هيكلتها وتطويرها حتى تتواكب مع العدد الكبير في شركات العمرة الجديدة، لتكون قائمة بدورها على أكمل وجه في خدمة الحجاج والمعتمرين وإنعاش الحركة الاقتصادية”.
مشاركة :