قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة ستنضم مجدداً إلى اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ إذا تم تقديم عرض مناسب لها. وأضاف ترامب، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في مار آلاجو بفلوريدا: «لا أريد العودة إلى تي بي بي (تلك الاتفاقية)، لكن إذا عرضوا علينا اتفاقاً لا أستطيع أن أرفضه نيابة عن الولايات المتحدة، فسأفعل ذلك». ونفى صحة بعض التقارير الإخبارية التي تحدثت عن أن الولايات المتحدة تعيد التفاوض للانضمام إلى الاتفاقية.وقال السيناتور الأمريكي بن ساس للصحفيين الأسبوع الماضي، إن الرئيس وجه المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو والممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر؛ للتفاوض بشأن إعادة انضمام الولايات المتحدة للاتفاقية. وأعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أنه وافق على بدء محادثات حول «اتفاقات تجارية» مع الولايات المتحدة، معترفاً في الوقت نفسه باستمرار الخلافات في وجهات النظر في هذا الشأن مع الرئيس الأمريكي الذي استقبله في فلوريدا. وقال آبي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب، «اتفقنا على البدء بمفاوضات حول اتفاقات تجارية حرة وعادلة ومتبادلة». لكنه لم يذكر ما إذا كان يتوقع أن يفضي ذلك إلى اتفاق أمريكي ياباني أو اتفاقية أوسع للتبادل الحر في المحيط الهادئ، يعارضها ترامب بشدة حالياً. وأوضح آبي أن الخبراء سيناقشون حلولاً ممكنة ويعرضونها، مما يمنح بعض الوقت لإعادة ترامب إلى صف الشراكة عبر المحيط الهادئ، الاتفاق الإقليمي الذي وقع في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. ووقعت 11 دولة تقع على جانبي المحيط الهادئ ليس بينها الصين، هذه الاتفاقية التي قرر ترامب الانسحاب منها في يناير/ كانون الثاني 2017. ولم يُعفِ ترامب اليابان من الرسوم الجمركية التي فرضها على واردات الألمنيوم والفولاذ، كما فعل مع حلفاء واشنطن الآخرين. وحول الألمنيوم، قال آبي، إن «الفولاذ والألمنيوم اليابانيين يسهمان بشكل كبير في الصناعات والوظائف الأمريكية، بدون أن يهددا أمن الولايات المتحدة». وقال ترامب، إن «وسائل الإعلام لم تغطِّ الشراكة عبر المحيط الهادئ بشكل صحيح». وأضاف، «لا أريد العودة إلى اتفاقية التجارة الحرة عبر المحيط الهادئ، لكنني سأفعل إذا عرضوا علينا اتفاقاً لا يمكنني أن أرفضه باسم الولايات المتحدة». وأضاف، «أُفضّل الاتفاق الثنائي، وأعتقد أنه أفضل لبلدنا. أعتقد أنه أفضل لعمالنا، وأنا أفضّل بفارق شاسع اتفاقاً ثنائياً». من جهته، صرح رئيس الوزراء الياباني، «لسنا مهتمين باتفاق ثنائي... موقف بلدنا هو أن اتفاق التبادل الحر لدول المحيط الهادئ هو الخيار الأمثل للبلدين وسنتحاور على هذا الأساس».ولأشهر رفض آبي طلبات ترامب بدء محادثات ثنائية، لكن الخلاف خرج إلى العلن أمس الأول الأربعاء. وخلال اجتماع، تحدى ترامب آبي أمام الكاميرات، مطالباً بشروط أفضل للتجارة. وقال ترامب، بينما كان أعضاء وفدي البلدين يجلسون حول طاولات على غداء في مار آلاجو، «كما يعرف رئيس الوزراء، أنهم يتدبرون أمرهم بشكل جيد جداً في مواجهة الولايات المتحدة. لدينا عجز هائل». وشدد الرئيس الأمريكي على «العلاقة الجيدة جداً» التي تربطه بآبي، لكنه لم يتردد في تجاوز الأعراف في مثل هذه اللقاءات الدبلوماسية، ليذكر آبي بأن عليه بذل مزيد من الجهود لتأمين علاقات تجارية «حرة وعادلة ومتبادلة». وأوضح أن «كلمة متبادلة تعني أنه عندما نجلب سيارة نفرض عليكم رسماً. وعندما تذهب سيارة إلى اليابان، ولا يسمح لها بالذهاب إلى هناك، علينا خفض الحواجز ودفع الرسوم نفسها». وأضاف أن «هذا الأمر ينطبق على دول أخرى أيضاً»، مؤكداً أنه يريد خفض العجز. وأخيراً قال ترامب، «إنه لقاء مهم للغاية، ربما لأنني أفضل ذلك. أحب عالم المال وعالم الاقتصاد، وعلى الأرجح أدائي في هذا المجال هو الأفضل». (وكالات)
مشاركة :