أكد محمد توفيق، الكاتب الصحفي ومؤلف كتاب الخال، أن اللغة العامية الصعيدية التي كان يكتب بها عبدالرحمن الأبنودي “الخال” كانت أحد أسباب شهرته بشكل واسع في الدول العربية وإحساسهم إنه قريب منهم، خاصة السودان وتونس. وأضاف، في حواره مع إبراهيم عيسى، على نجوم إف إم، عبر برنامج “لديّ أقوال أخرى”: “الخال اتولد في أبريل في قرية أبنود في أيام تطلق عليها في الصعيد أيام الحسومات، وهي أيام معروف في الصعيد أن مفيش حد بيتولد فيها بيعيش، ولكن الأم “فاطمة قنديل” كانت متمسكة بابنها وكانت تناجي ربنا كل يوم إن ابنها يعيش، عشان كدة الخال كان دايما حاسس بالامتنان لأمه وإنها سبب إنه فضل عايش بسبب دعائها له وتمسكها به”. وعن بداية الأبنودي في الكتابة قال: “هو وأمل دنقل كانوا مع بعض في المدرسة في نفس الفصل وقرروا يكتبوا شعر في نفس الوقت، لما عرضوا على مدرسهم أشعارهم، المدرس قال لأمل يكتب بالعربية الفصحى وعبدالرحمن يكتب بلغة بلده العامية في الصعيد. وفِضل عبدالرحمن عايش بالنصيحة دي طول عمره ومتمسك بيها”. وأضاف: “الأبنودي استوحى أشعاره من الشخصيات الحقيقية الموجودة في حياته مثل أخته فاطمة”. وعن التقدير العالمي للأبنودي تابع: “أشعار عبدالرحمن الأبنودي تدرس في جامعتين في إسبانيا وبتدرس بالعربي والإنجليزي والإسباني، بالرغم من إن الأبنودي لم يزور إسبانيا من قبل. أما عندنا في مصر ممنوع تدريس أشعار الأبنودي والشعر العامي أصلا”. أما عن قرار الأبنودي بترك القاهرة والتوجه للإسماعيلية فقال توفيق: “في أواخر الثمانينيات قرر الأبنودي يبني بيت بقرية الضبعية في الإسماعيلية بإيده ويشتغل مزارع فيه كمان بسبب حبه الكبير للزراعة، وفي رأيي إن مصر خسرت لأنها لم تستغل الأبنودي في مجال الزراعة لأنه كان ممكن يحبب الناس في الزراعة”. وأضاف: “الأبنودي جهز وخطط لجنازته وهو عايش وقرر أن يدفن في الضبعية وليس في القاهرة، حتى إنه قرر مين هيغسله بعد وفاته وقرر أن يدفن في نفس يوم وفاته وده حصل بالفعل. مفيش بيت في الضبعية ماطلعش في الجنازة، وده لأن الأبنودي علاقته بيهم كانت قريبة وقوية حتى إنه كان بيطلع كل يوم يشرب الشاي مع الفلاحين”. وقال توفيق: “الأبنودي وصلاح جاهين في سكة وكل ما يمكن تسميته بالأغنية الشعبية في سكة أخرى. وجاهين كان هو السبب بالصدفة في بداية الأبنودي لكتابة الأغاني الشعبية. وأول أغنية له غنيتها فاطمة عيد، بعد كدة الخال كان مُصر إن محمد رشدي هو اللي يغني الأغاني إلي هيكتبها من النوع ده، وفعلا قدر يقنع رشدي يغني الأغاني اللي كتبها، بعد كدة بدأ عبدالحليم كمان يطلب بنفسه يغني النوع ده من الأغاني وبدأ رحلته مع الخال”. وعن صناعة فن التترات أردف: “في التترات أنت بتصنع فن من العدم لأنه حاجة مكنتش موجودة من الأساس. لما جه الخال وسيد حجاب وعلي الحجار وعمار الشريعي يصنعوا سوا فن التترات قدموا أغاني تفضل لحد دلوقتي مستقله بذاتها كمان مش بس مرتبطة بالعمل الدرامي. وطريقتهم في اختزال وتلخيص العمل الدرامي كله في التتر في حد ذاتها إبداع”. وعن علاقته بأم كلثوم لفت: “الأبنودي كان كاتب أغنية لإذاعة الكويت وبالصدفة أم كلثوم سمعتها وطلبت من الأبنودي تغنيها وهو رفض لأنه كان شايف إنها لا تليق بأم كلثوم ولا به وكانت بالنسبة له حاجة عابرة فاتقفل الموضوع الخال مكنش بيحب أم كلثوم ومكنش بيحب يسمع حتى أغانيها، وكميتهم مكنتش راكبة على بعض، هو فضل لآخِر وقت يحب ويفضل حليم ورشدي، حتى إنه كان بيحب فيروز ويفضلها عن أم كلثوم”.
مشاركة :