وقفات مع مباراة المحرق والنجمة في كأس ولي العهد للكرة الطائرة

  • 4/20/2018
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

يمكن القول إن لقاء المحرق والنجمة الأول ضمن رباعي كأس ولي العهد للكرة الطائرة - الذي انتهى مؤخرا لصالح رفاق الجوكر فاضل عباس كابتن المحرق - قد أوفى بمسؤوليته، ورغم أن الهدف المشترك للفريقين يتمثل في الفوز وحده، إلا أن المحرق قد كان في حاجة للفوز كي ينتشل نفسه معنويا، ويغطي على أدائه الهزيل بحسب وصف مدربه الكابتن محمد المرباطي الذي قدمه أمام الأهلي في الجولة الفاصلة من نهائي الدوري، ويصالح به جماهير اللعبة برمتها، والتي اضطر المرباطي معها إلى الاعتذار رسميا إليها، في الوقت الذي خاض فيه النجمة المقابلة بمعنويات متوازنة بعد تحقيقه برونزية الدوري على حساب دار كليب، رغم أن ما حققه النجماوية ليس هو الطموح الأبرز، ولكن شيء خير من لا شيء. سنتحدث في هذه الوقفة عن بعض المشاهدات التي حفلت بها المباراة وغيرها بالتحليل مرة وبالنصح مرة ثانية. الفوز فوق كل شيء نعرف أن الكابتن محمد المرباطي مدرب المحرق ليس من مدرسة الذين يقفون مع الفوز حتى لو جاء على حساب أمور أخرى، وفي مقدمتها الأداء الجيد، ولكن لكل قاعدة استثناءاتها، ويعرف لاعبو المحرق أنهم في حاجة ماسة للفوز بعد موقعة الأهلي النهائية، كي ينتعشوا نفسيا ويستقروا معنويا جراء الضغط الذي ورثه لهم نهائي الدوري أمام الأهلي، ومن هنا نعرف سبب الربكة والتيه اللذين كانا عليه لاعبو الفريق خلال الشوط الأول الذي كانوا فيه حاضرين غائبين، وترتب على ذلك بعد أن دخلوا في جو المباراة أن دانت لهم الأفضلية في الشوط الثاني الذي سيطروا عليها جملة وتفصيلا، فالمحرق كان في حاجة للفوز لاستعادة أشياء كثيرة لاعبو الفريق أدرى بها. روح النجمة والفرص الضائعة لا يختلف اثنان على أنه رغم الخسارة الثالثة التي مني بها النجماوية من المحرق في هذا الموسم الجاري، إلا أن زملاء كابتن الفريق حسين الحايكي قد أبلوا بلاء حسنا، عطفا على ما أظهروه من روح عالية وقتالية في الأداء. ولكن كما رأى المشاهدون ورأينا أن حضور الروح أمر جيد في المنافسات الرياضية، ولكن وحدها لا تكفي لتحقيق ما يصبو إليه الفريق، وفي الكرة الطائرة وبقية الألعاب لا تقاس الأخطاء بعددها فقط، ولكن بعددها وتوقيتها، قد يكون إضاعة إرسال في وقت مبكر من الشوط ليس بمشكلة، ولكن هذا الإرسال يكون وبالا على الفريق لو أهدر في الرمق الأخير من الشوط، والنتيجة متقاربة. فالفوز كان قاب قوسين أو أدنى من النجمة في أكثر من مناسبة وبالتحديد في الشوط الخامس، غير أن لاعبيه لم يحسنوا التصرف، ويستثمروا الفرص التي لاحت لهم، جراء ارتكاب الأخطاء. الشاطر كوستا يتفق كثير على أن البرازيلي كوستا لاعب مركز 2 في صفوف النجمة واحد من ضمن أفضل اللاعبين المحترفين الذين مروا على الطائرة المحلية، وقدم كوستا في لقاء فريقه الأخير أمام المحرق مردودا طيبا على مستوى الضرب والإرسال الهجومين، ولم يدخر اللاعب جهدا في سبيل مساعدة فريقه، إلا أن البرازيلي كان حظه عاثرا في النقاط الأخيرة من الشوط، عندما وقع في مطب أخطاء الهجوم وإضاعة الإرسال، وفي توقيت حرج من وقت الشوط، لذا كانت أخطاء مكلفة، والثمن كان غاليا، والفرق تحتاج إلى محترفيها في مثل هذه التوقيت لترجح كفتها،والأخطاء عندما يدخل الفريق في العشرينات من النقاط تكون ممنوعة منعا باتا، وكوستا ليس منزها عن الخطأ، غير أن البرازيلي شاطر، وغلطة الشاطر بألف كما يرددون. حماسة مرهون منذ أن وطأت قدما علي مرهون ملعب فريقه النجمة بدلا من زميله أحمد عيسى حتى دبت الحماسة في مفاصل بقية زملائه، ونال ثقة معده وكابتن الفريق حسين الحايكي الذي نشطه هجوميا من المنطقتين الأمامية والخلفية، ليعطي شكلا ومضمونا لأداء فريقه. احفظ هذه الكلمة يا عافية كاد الكابتن محمود العافية صانع ألعاب المحرق أن يكلف فريقه ثمنا باهظا عندما تفرغ للدخول مع حكمي المباراة في نقاشات جانبية، اضطر على إثرها الحكم الأول إشهار البطاقة الحمراء له، وإعطاء فريق النجمة نقطة مجانية لتصبح النتيجة 12-14 للنجمة في الشوط الرابع. ينبغي بداية يا كابتن محمود أن تعرف ونعرف أنك تعرف، ولكننا نذكركم لا غير، بأن مكالمة الحكم هي من اختصاص رئيس الشوط، وهو المخول الوحيد، هذا من جهة، من جهة أخرى أنك صانع ألعاب الفريق فماذا يعني ذلك؟ يعني أنك حاسوب فريقك، وكل الأسرار والملفات محفوظة عندك وحدك، وأي خلل أو فيروس تتعرض له يفتك بنظام الفريق كله، فأنت عقل الفريق ومفكره، وإذا فقدت توازنك أدخلت فريقك في متاهات مكلفة، باختصار فأنت أهم عنصر في الفريق، وهذا يتطلب منك أن تكون أهدأ لاعب في الصالة، وينبغي منك أن تحافظ على هدوئك حتى الرمق الأخير، ولو انطبقت السماء على الأرض، فلا يحرك فيك هذا أي ساكن، بعد كل ذلك نقول لك كما قال الحكيم سقراط لتلامذته: اعرف نفسك. قليلٌ من الهدوء هناك قلة من الحكام حتى لا نعمم كلامنا، يحتاجون إلى شيء من الهدوء والسكينة أثناء محادثاتهم اللاعبين أو رؤساء الفرق خلال الاستفسارات أو المناقشات، يمكن أن نجد أي عذر لعصبية اللاعبين، ولكن أنت أيها الحكم لماذا تتكلم وتعطي إشارات تنم عن عصبية؟ التحكيم فن وإدارة وشخصية قبل أن يكون حفظ قانون وعنترة، أنت مطالب بأن تمتص غضب وعصبية اللاعب بالتي هي أحسن، حتى تكسبه لجانبك، لا أدعوك لتقدم تنازلات، ولكن بشيء من الهدوء والتريث والابتسامة كل ذلك يذوبون جلمود الصخر، فما بالك بإنسان تحكمه مشاعر وأحاسيس. الشوط الفاصل مَن تمعن في تفاصيل الشوط الفاصل من لقاء المحرق والنجمة سيدرك بأنه ترجمة حرفية لكل ما حصل في الأشواط الأربعة من تسرع في الأداء إلى عودة إلى جو المباراة وحبس الأنفاس والأخطاء القاتلة وغير ذلك. أين أنت يا يوسف؟ غياب يوسف خالد لاعب مركز 4 في صفوف النجمة عن المباراة ترك شاغرا على مستوى الضرب الهجومي وتشكيل حائط الصد، من دون التقليل من شأن أي لاعب أخذ مكانه، غير أن غيابه قد ترك الكابتن مشعل تركي مدرب الفريق يقدم على تغييرات اضطرارية.

مشاركة :