مون يريد معاهدة سلام مع كوريا الشمالية مع اقتراب قمته مع كيم

  • 4/20/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عبر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان عن رغبته في التوصل إلى معاهدة سلام تنهي رسمياً الحرب الكورية مع اقتراب قمته مع الزعيم الكوري الشمالي، فيما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهته بانه يمكن أن يلغي قمته مع كيم جونغ اون إذا لم يكن اللقاء «مثمراً». وانتهت الحرب الكورية (1950-1953) بهدنة وليس بمعاهدة سلام، ما يعني أن الطرفين لا يزالان عملياً في حال حرب. كما أن المنطقة العازلة بينهما - حيث سيلتقي الزعيمان الجمعة المقبلة - مليئة بحقول الألغام والتحصينات. وصرح مون لعدد من ممثلي الاعلام في القصر الرئاسي اليوم (الخميس) بأن «الهدنة التي امتدت 65 عاماً يجب أن تنتهي»، مضيفاً: أنه «يجب السعي إلى التوقيع على معاهدة سلام بعد اعلان انتهاء الحرب». إلا أن مون شدد على أن المعاهدة يجب أن تشترط تخلي الشمال عن برامجه النووية والباليستية. وأضاف: «اذا أدت القمة بين الكوريتين أو بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة إلى إزالة الاسلحة النووية (...) فلا اعتقد انه سيكون من الصعب التوصل الى اتفاقات عملية بالمعنى الاشمل حول نظام للسلام وتطبيع العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة أو توفير المساعدات الانسانية لتحسين اقتصاد كوريا الشمالية». وستكون القمة بين كيم ومون مقدمة لقمة تاريخية مرتقبة جداً بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتأتي تصريحات مون بعد أن حذر ترامب من امكان الغاء القمة. وشدد ترامب على أنه «اذا وجدت أن الاجتماع لن يكون مثمراً، فلن نذهب. وإذا حصل اللقاء ووجدت أنه ليس مثمراً فسأغادره بكل احترام»، لافتاً إلى أنه «على أن تحديد ما إذا كانت بيونغيانغ مستعدة للتخلي عن برنامجها الذري». ويقول الشمال منذ زمن إنه في حاجة الى سلاح نووي لحماية نفسه من اجتياح أميركي. وقال مسؤولون كوريون جنوبيون وصينيون ان كيم أبدى استعداداً لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة. وهي صيغة للاشارة إلى انسحاب القوات الاميركية ووقف العمل بالمظلة الصاروخية الأميركية. واعتبر روبرت وود السفير الأميركي لدى مؤتمر نزع الأسلحة التابع إلى الامم المتحدة اليوم ان «مواهب» ترامب التفاوضية ستكون حاسمة من أجل ان تفضي القمة المرتقبة إلى «نتائج ملموسة». وتابع وود في مؤتمر صحافي في جنيف: «لا نريد العملية التقليدية التي شهدناها طيلة سنوات والتي تقوم على تبني مقاربة تدريجية تنتهي بتراجع الشمال عن مواقفه». وزاد أن «الرئيس (ترامب) مفاوض لا يستهان، به ويجب ألا يستخف به الناس»، مؤكداً انها «محادثات تنطوي على تحديات مهمة في حال تحققت». وتشدد واشنطن على أنها تريد نزع سلاح نووي كامل ويمكن التحقق منه ولا رجوع فيه من قبل الشمال. وقال مون إنه «في الوقت الحالي تبدي كوريا الشمالية استعداداً أمام الأسرة الدولية إزاء نزع سلاح نووي تام»، لكنه حذر من انه «لا يزال من المبكر جداً ضمان نجاح الحوار الذي لا يمكن ان يحصل الا بعد نجاح القمة الأميركية - الكورية الشمالية». من جهتها، أعلنت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان «حزب العمال الحاكم» سيعقد جلسة في حضور كامل الأعضاء الجمعة من أجل اتخاذ قرارات حاسمة. ولا توضح الوكالة ما سيكون جدول الأعمال واكتفت بالقول ان الحزب سيتباحث في «مرحلة جديدة خلال حقبة تاريخية مهمة من الثورة الكورية في طور النمو». ويقول محللون ان بيونغيانغ يمكن أن تعلن في هذه المناسبة تغييرات جذرية في سياستها إزاء الولايات المتحدة. وصرح كيم دونغ-يوه الباحث لدى معهد دراسات الشرق الاقصى في جامعة «كيونغنام» ان كوريا الشمالية «في حاجة إلى تفسير منطقي وتبرير قبل تعديل علاقتها مع «العدو الاميركي» التي يعيش في ظلها الكوريون الشماليون في السنوات السبعين الاخيرة». وأضاف: «يبدو انهم مستعدون للقيام بذلك». وكوريا الجنوبية لم توقع هدنة العام 1953 بل قامت بذلك الولايات المتحدة والصين وكوريا الشمالية. وتطالب كل من بيونغيانغ وسيول بالسيادة على كامل شبه الجزيرة لكن يمكن ان تنص المعاهدة على ان يعترف الجانبان ببعضهما البعض. وتم الاخلال بمثل هذه الوعود من قبل، إذ تعهد البلدان خلال القمة الكورية الاخيرة في 2007 على التعاون معا حتى يتسنى لقادة «ثلاثة أو أربعة أطرف معنيين بشكل مباشر... ان يجتمعوا في شبه الجزيرة ويعلنوا انتهاء الحرب».   وكان ترامب عبر عن أمله في أن تكلل قمة غير مسبوقة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالنجاح، معرباً عن أمله في ان تتمكن الكوريتان، من أن تعيشا «سوياً بأمان وازدهار وسلام». وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في فلوريدا: «آمل أن أرى اليوم الذي يمكن فيه لشبه الجزيرة الكورية برمتها أن تعيش سوياً بأمان وازدهار وسلام». وأضاف «كما قلت سابقاً، هناك طريق مشرق أمام كوريا الشمالية عندما تنجز نزع السلاح النووي بطريقة كاملة، ويمكن التحقق منها ولا رجعة فيها»، مؤكداً أن هذا «سيكون يوماً رائعاً لهم ويوماً رائعاً للعالم». وعبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في أن تكلل قمة غير مسبوقة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالنجاح، بعدما زار مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مايك بومبيو بيونغيانغ وقال ترامب إن «حملته المتمثلة في ممارسة أقصى ضغط على كوريا الشمالية ستستمر إلى أن تتخلى عن أسلحتها النووية». وأضاف أن «واشنطن تتفاوض على الإفراج عن ثلاثة أميركيين محتجزين في كوريا الشمالية، وأنه توجد فرصة طيبة لحدوث هذا». ولم يجب حين سأله صحافي إن كان سيشترط هذا الإفراج لعقد القمة. وفي وقت سابق قال الرئيس الأميركي إن «بومبيو، أحد أقرب مستشاريه ومرشحه لتولي حقيبة الخارجية، شكل علاقة جيدة مع كيم حين اجتمع معه»، وكان أول مسؤول أميركي يلتقي بالزعيم الكوري الشمالي. وكتب ترامب على «تويتر»: «مايك بومبيو اجتمع مع كيم جونغ أون في كوريا الشمالية الأسبوع الماضي. الاجتماع مر بسلاسة وتشكلت علاقة جيدة. يجري الآن العمل على تفاصيل القمة. نزع السلاح النووي لن يكون أمراً عظيماً للعالم وحسب، بل ولكوريا الشمالية أيضاً». وصرح مسؤول كبير في الإدارة بأن بومبيو أثار مسألة السجناء الأميركيين الثلاثة مع كيم أثناء زيارته كوريا الشمالية، وبأن الولايات المتحدة تأمل في إطلاق سراحهم.

مشاركة :