جو هارت حارس المنتخب الإنجليزي وأخطاؤه الفادحة

  • 4/20/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

اعترف فيكاش دوراسو بأنه: «منذ ثلاثة أيام، عندما كنت في مواجهة أمام إسبانيا، راودتني الرغبة في البكاء. أنا لست مشجعاً ولا متفرجاً، وإنما لاعب كرة قدم ولا أشارك في اللعب». وتدور أحداث الفيلم الوثائقي الذي ظهر به دوراسو قبل وأثناء بطولة كأس العالم لعام 2006، ويتناول تفاصيل مشاعر العزلة القاسية التي ألمت باللاعب الدولي الفرنسي بينما كان يشاهد أقرانه في الفريق يصلون دور النهائي ببطولة كأس العالم في ألمانيا. جدير بالذكر، أنه جرى تسريح دوراسو بعد عام من البطولة. ويسلط الفيلم الضوء على حياة لاعب على مقعد البدلاء، لكنه كتب كذلك نهاية مسيرة دوراسو الدولية بناءً على قرار اتخذه المدرب ريمون دومينيك.إلا أن هذا السيناريو من غير المحتمل تكراره مع جو هارت بالنظر إلى العلاقة الوثيقة القائمة بينه وبين غاريث ساوثغيت، مدرب المنتخب الإنجليزي. ومع هذا، تسلطت الأضواء من جديد على وضع حارس مرمى وستهام يونايتد داخل المنتخب هذا الصيف في أعقاب وقوعه في خطأ فادح جديد أمام ستوك سيتي، الاثنين، خلال مباراة انتهت بالتعادل على أرض وستهام يونايتد.ومع وجود مدربه في المنتخب في المدرجات لمتابعة المباراة وبث أحداث المباراة تلفزيونياً، جاء توقيت خطأ هارت أسوأ ما يكون. وقد خسر هارت مكانه لصالح الحارس الإسباني أدريان في وقت سابق من الموسم، والذي قدم أداءً متألقاً عبر سلسلة من ثلاث مباريات منها أداء متميز على نحو خاص أمام تشيلسي الأسبوع الماضي، الأمر الذي يبدو أنه قضى تماماً على أي احتمالية للاستعانة بهارت مجدداً.وبطبيعة الحال، لم يهدر النقاد الرياضيون الفرصة وسارعوا إلى كيل الانتقادات إلى هارت، ومن بينهم غاري نيفيل عبر قناة «سكاي» والذي انتقد التكنيك الرديء لحارس المرمى البالغ 30 عاماً أثناء محاولته التعامل مع كرة أطلقها جناح ستوك سيتي شيردان شاقيري. كما أكد الناقد الرياضي كريس سوتون خلال مشاركته عبر شاشات «بي بي سي» أن هارت «أهدر تذكرة» المشاركة في بطولة كأس العالم القادم. وأضاف سوتون أنه: «لا يمكن الاستعانة بلاعب في مثل هذه البطولة لمجرد أنه لطيف ودمث الخلق داخل غرفة تبديل الملابس. إذا تعرض المنتخب الإنجليزي لإصابة اثنين من حراس المرمى، فأنت بحاجة لأن يكون حارس المرمى الثالث قويا. هذا هو المعيار الذي ينبغي تقييمه على أساسه».وفي ظل تنافس حارس إيفرتون جوردان بيكفورد وحارس ستوك سيتي جاك بوتلاند على أن يصبح أحدهما الخيار الأول لساوثغيت في حراسة المرمى خلال بطولة كأس العالم التي تستضيفها روسيا، يبدو أنه بالنسبة لهارت ستدور المنافسة بينه وبين نيك بوب، حارس مرمى بيرنلي، على الخيار الثالث والأخير بين حراس مرمى المنتخب. جدير بالذكر أن بوب قدم بداية رائعة للموسم الحالي بالدوري الممتاز منذ أن حل محل توم هيتون المصاب خلال النصف الأول من مباراة فريقه أمام كريستال بالاس والتي انتهت بفوز بيرنلي على أرضه بنتيجة 1 - 0. وذلك في سبتمبر (أيلول)، الأمر الذي جعله جديراً بضم ساوثغيت له إلى صفوف المنتخب.جدير بالذكر أن حارس المرمى البالغ 25 عاماً شارك باعتباره لاعبا بديلا غير مستغل خلال مباريتين وديتين أمام هولندا وإيطاليا، مع إقدام مدرب المنتخب الإنجليزي على خطوة غير معتادة تمثلت في الاستعانة بأربعة حراس مرمى في الفريق، وإن كان ساوثغيت قد لمح كذلك إلى أن خبرة هارت ربما تعزز موقفه كثيراً. وقال: «لقد كنت صريحاً معه تماماً منذ اللحظة الأولى. وقد تحدثت إليه منذ ثلاثة أسابيع قبل أن يعود إلى فريق وستهام يونايتد وأخبرته أنه سيشارك في المنتخب على أساس ما حققه لنا من قبل. في الواقع، إنه شخصية قيادية من الجيد وجودها بالجوار، علاوة على تفهمه كل شيء على نحو كامل. وقد اضطلع بهذا الدور الداعم على نحو جيد».وبالنظر إلى أن أربعة فرق فقط من بين إجمالي 435 فريقاً وصلت نهائيات بطولة كأس العالم منذ انطلاق البطولة عام 1934 انتهى بها الحال إلى الاستعانة بحراس المرمى الثلاثة في صفوفها، فإن المرء قد يشعر بأن الأمر برمته لا يستحق كل هذه الجلبة. إلا أنه بالنظر إلى أن بيكفورد، من إيفرتون، وبتلاند، من ستوك سيتي، سيكملان فقط عامهما الـ24 والـ25 على الترتيب قريباً، فإن ساوثغيت ربما له وجهة نظر سديدة في رغبته في الاستعانة بأربعة حراس للمرمى داخل الفريق.من ناحية أخرى، مني حراس مرمى المنتخب الإنجليزي بمجموعة من السقطات الفادحة خلال بطولات كبرى في السنوات الأخيرة، على سبيل المثال مثلما حدث مع ديفيد سيمان أمام رونالدينيو عام 2002 وكذلك سقطة روب غرين أمام المنتخب الأميركي عام 2010. ومنذ ثمانية أعوام في جنوب أفريقيا، وقع الاختيار على هارت البالغ 23 عاماً حينها بجانب غرين وديفيد جيمس، وذلك في أعقاب تقديمه أداء متميزا خلال أول موسم له مع برمنغهام سيتي الذي شارك في صفوفه على سبيل الإعارة. إلا أن مدرب المنتخب الإيطالي فابيو كابيلو فضل الاعتماد على خبرة جيمس. ورغم أن هذا الاختيار انتهى بهزيمة مدوية أمام ألمانيا بنتيجة 4 - 1 خلال مواجهة بدور الـ16. فإن المدربين بوجه عام يميلون إلى وضع ثقتهم في شخص سبقت له المشاركة في مباريات دولية وأثبت نجاحه بها.وهنا تحديداً تكمن المشكلة المتعلقة بهارت. جدير بالذكر أنه في أعقاب الخطأ الذي اقترفه أمام آيسلندا وكان السبب في منح الأخيرة الفوز في دور الـ16 في إطار بطولة أوروبا في فرنسا منذ عامين، قدم هارت اعتذاراً عن تسببه «نهاية الأمر في خسارة المباراة والبطولة بأكملها». ومنذ ذلك الحين، أقصاه بيب غوارديولا عن مانشستر سيتي. ورغم أن تاريخه يضم 75 مباراة دولية ومشاركته في بطولة كأس العالم الأخيرة في البرازيل، يبقى التساؤل: هل من الأفضل لإنجلترا الاستعانة بحارس مرمى أصغر سناً لم يلوثه مثل هذا الإخفاق؟في الحقيقة، سيكون من القسوة البالغة عدم الاستعانة ببوب بعد موسم نجح خلالها بيرنلي في تحطيم جميع التوقعات وأنجز الموسم في النصف الأعلى من جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز مع تحقيقه أفضل ثالث رقم قياسي على صعيد الدفاع في تاريخ بطولة الدوري الممتاز حتى الآن. وتبعاً للأرقام الصادرة عن «أوبتا»، تصدى بوب بنجاح إلى 80 في المائة من الكرات التي واجهها هذا الموسم، مقارنة بـ68.7 في المائة بالنسبة لبتلاند و67.3 في المائة بالنسبة لبيكفورد و57.8 في المائة فقط فيما يخص هارت. وفي النهاية، ربما يحسم الأمر بناءً على مستوى الثقة التي يوليها ساوثغيت في بيكفورد وبتلاند. المؤكد أن هارت لن ينتظر اختياره في المنتخب من باب الشفقة أو الإحسان، لكنه بالتأكيد لن يروق له الاستقرار على مقعد البدلاء.

مشاركة :