فيما استعرض المدير التنفيذي لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة عبدالرحمن الجساس, الاستثمار في التراث الحضاري وعده مدخلاً للتنمية، ومناخاً مؤثراً ومواكباً مع ما تشهده المملكة من حراك وتحديث تحت مظلة صور التطوير المرتكزة على رؤية 2030. وقال : "إلى عهد قريب لم يكن تراثنا يحظى بالاهتمام الذي يشهده الآن، ففي السنوات الأخيرة تبدل الحال والمستقبل سيكون أفضل مما هو عليه، نتيجة الجهود التي تبذلها هيئة السياحة برئاسة سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي يضع نصب عينه كل تفاصيل تراث المملكة، ويعده نافذة فخرٍ لكل مواطني هذه البلاد". وأكد الجساس أن الاقتصاد السعودي يشهد حالةً من الانفتاح تجعله مميزاً عن غيره، لافتا إلى أن صناعة التراث تعاني من بعض المعوقات التي يجب إزالتها, مستعرضا عدد الرحلات السياحية الثقافية في المملكة ما بين عامي 2015 - 2016، مؤكدا أنها تجاوزت حاجز الـ4 مليون رحلة، شملت زيارة المتاحف والمعارض الفنية والمناسبات والمهرجانات ومواقع التاريخ الإسلامي، مشيراً في ذات الوقت إلى أن عدد السائحين الوافدين في هذه الفترة بلغوا قرابة مليون سائح، بإنفاق تجاوز ثلاث أضعاف ما ينفقه السائح المحلي. من جانبه اكد مستشار مركز التراث العمراني الوطني أمين اللجنة الوطنية للآيكوموس السعودي المهندس محمد العيدروس الذي قدم ورقة بعنوان تسجيل مواقع التراث العالمي، أن عدد المواقع المسجلة على قوائم التراث الثقافي العالمي في 165 دولة، يزيد عن 1052 موقعا، منها 814 موقعا ثقافيا، و203 موقع طبيعي، يتمثل في الغابات أو سلاسل الجبال أو من صنع الإنسان. وكشف مدير وحدة مواقع التراث العالمي المهندس بندر الملق، عن قرب تسجيل 4 مواقع جديدة، في قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، تم قبول ملفاتها مبدئياً من الناحية الفنية. وحددت بدورها مديرة إدارة المشاريع بالجمعية السعودية للمحافظة على التراث رهاف قصاص، ملفات المملكة على قوائم التراث الثقافي العالمي في منظمة اليونسكو "غير المادية"، منها العرضة النجدية، والمزمار، والقط العسيري، والصقارة، والقهوة العربية، والمجلس، مؤكدة في ذات الوقت عن أن شهر ذو الحجة - ديسمبر - من العام الجاري سيشهد نقاش وضع ملف مهرجان التراث والثقافة الوطني "الجنادرية" على قوائم التراث "غير المادي"، كأفضل ملف في صون التراث الوطني. من جهتها تحدثت مديرة قسم التراث الغير مادي بالجمعية السعودية للمحافظة على التراث ابتسام الوهيبي, عن تجربة الجمعية التي تأسست عام 2010 من خلال المجتمع المحلي، إلى أن بلغت تعاون أبرمته مع وزارة الثقافة والإعلام لتسجيل التراث الثقافي غير المادي كالعادات والتقاليد والأمور المتوارثة من جيل إلى جيل، وهي الأمر المكمل للتراث المادي كالشعر واللهجة والحرف والصناعات. وتطرقت إلى تسجيل القط العسيري، وأكدت أن عملية تسجيله استغرقت 23 شهراً، تخللها ورش عمل في منطقة عسير شارك فيها المجتمع المدني، بالإضافة إلى زيارات ميدانية قام بها فريق من اليونسكو والجمعية، ووقفت على العديد من العاملين في هذا الفن التراثي في المنطقة. يذكر أنه عُرض فيلماً وثائقيا عن ما تشهده المملكة من تراث ومواقع أثرية، وحضارة تعود إلى آلاف السنين، لقي استحسان الحضور. // انتهى // 15:48ت م www.spa.gov.sa/1754545
مشاركة :