الكتب ثلاثية الأبعاد تحلق بشغف الصغار

  • 4/21/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

أمل سرور «مستقبلك على بُعد كتاب». تلك هي العبارة الموجزة التي حملت شعار مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته العاشرة، العُرس الشارقي العربي السنوي الذي يحتفي ببراعم المستقبل الذين تعطيهم العاصمة العالمية للكتاب أولى وأهم أولوياتها. منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدماك أرض «إكسبو الشارقة» تستطيع أن تتعرف إلى ملامح وانطباعات أولية عن تلك الاحتفالية. تستسلم لقدميك وتطلق لهما العنان لتعيش ما بين هذا الكم من الفعاليات والورش التدريبية والعوالم المختلفة والجديدة التي تخطف عقول الكبار قبل الصغار، مهرجان ثقافي ترفيهي متنوع يدفعك إلى أن تتحول إلى طفل من هؤلاء الصغار الذين يمرحون ويتسابقون ويقلبون ما بين صفحات آلاف الكتب التي عُرضت لهم ليختاروا منها الأنسب.حائرة وتائهة ويطاردني العديد من الأسئلة طوال تجوالي عبر أروقة المهرجان وفعالياته، إذ من أين تكون البداية وفعاليات النسخة العاشرة تصل إلى 2600 فعالية ثقافية وترفيهية وفنية وتوعوية؟.سرعان ما حسمت الإجابة وكان القرار بالبدء ما أن وجدتني أدخل معرض الكتب الثلاثية الأبعاد الذي يعد إحدى أهم الفعاليات التي تم استحداثها في تلك النسخة من المهرجان، والذي يُنظم بالتعاون مع مركز الكتاب ثلاثي الأبعاد في مدينة فورلي الإيطالية.انطباع أولي ينتابك ما أن تقع عيناك على ذلك المعرض بأنه نجح باقتدار منذ يومه الأول في جذب الزائرين من كل الأعمار إليه، إذ تستطيع أن تلمح التفاف الصغار حول منصات الكتب المعروضة، وأعين الكبار التي راحت تلتهم كم المعلومات التي كُتبت فوق كل منصة والتي تتضمن تاريخ نشأة عوالم الكتب الثلاثية الأبعاد.حصة الصغيرة التي لم تتجاوز الست سنوات من عمرها راحت تلمس شخصيات الكتاب المجسمة بيديها، تنظر إليها بشغف لا ينتهي، وكأنها تتحدث مع الشخصيات وتستمع إليها، عندما اقتربت منها لأسألها عن ذلك العجوز المجسم أمامها فقالت: إنه يشبه جدي، اشتقت إليه منذ أن عرفت أنه صعد إلى السماء، سوف أتحدث مع والدتي لكي نأتي في المساء ونشتري المجسم لأجعله يحكي لي قصة قبل نومي.تركتها وشردت بذهني في هذا العالم الثلاثي الأبعاد الذي التفت حوله أعين الصغار لأدرك مغزى أن يكون من ضمن أهم فعاليات المهرجان، إذ إنه عالم من الخصائص والمميزات الفريدة التي تبث الروح والحياة في نصوصها ورسوماتها، ما يجعلها الأقرب إلى مخيلة الطفل، بل يسهم أيضاً في زيادة شغفه بالكتاب.رحلة مثيرة يصحبنا فيها ما يقرب 250 كتابا تضمنها ذلك المعرض المتفرد، تلك التي تم اختيارها بناء على ثماني مجموعات زمنية هي البدايات في عام 1880 حيث يعرض مرحلة الكتب الأولى التي تضمنت لمحات من أرض الخيال، وبعضا من الروايات الملونة، ونموذجا بدائيا لإحدى حدائق الحيوانات، ليصحبنا المعرض من ثلاثيات الأبعاد البارزة إلى المجسمات في عام 1920، ويحتل كتاب دايلي إكسبريس السنوي نصيبا لا بأس به من مساحة العرض، لنرى كيف بدأ يظهر مصطلح الكتب المجسمة في عام 1930 الذي بدعه هارولد لينتز، ومن الثلاثينات إلى الأربعينات يسرد المعرض من خلال الكتب المعروضة بدايات مصطلح الكتب الدوارة في عام 1940 إلى المنجز العالمي عام 1950، ومنه إلى كتب الكوستا 1960، ثم إلى مرحلة الصور المجسمة عام 1970، ويصل بنا المعرض إلى زمن الألفية الجديدة، في رحلة طويلة شيقة، وجديرة بالتأمل، تجعلنا نحلق بشغف في سماء الكتب الثلاثية الأبعاد.

مشاركة :