زايد حاكم استثنائي في القرن العشرين

  • 4/21/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: رشا جمال أجمع مسؤولون ومثقفون في أبوظبي على أن التاريخ سيخلد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كحاكم استثنائي في القرن العشرين، لأسباب عدة، ما قام به من بناء دولة، وتوحيد الإمارات السبعة، وتواضعه مع العامة من المواطنين والمقيمين، وحرصه الشديد على أن يكون بابه مفتوحاً على مصراعيه أمام شعبه. وأكدوا ل«الخليج» أن قدرة المغفور له بإذن الله على الجمع بين شخصية الحاكم وما تحتاجه من قوة وحسم وحزم، وصفاته الإنسانية التي تتسم بالكرم والتواضع وحب الخير للكافة، جعلت منه مؤسساً لمدرسة لم تكن تعهدها البشرية في تاريخها الحديث، وهي مدرسة «القيادة المتواضعة».وقالوا إنه امتاز بمواقفه ضد التعصب وضرب مثلاً أعلى في التسامح ورسم خطوطاً عريضة لشعبه يعيش حياته على نهجها، كما يمتاز بالحكمة السياسية في التعامل مع الأحداث القومية، والعطاء الجزيل للعالم، وكان قائداً ملهماً وشخصية يندر أن تتكرر في التاريخ، إذ ترك آثاراً عظيمة انطبعت على الأمم والأفراد، فكان ممن غيروا التاريخ بحق بفضل إنجازاته ورؤيته العميقة.قال سماحة السيد علي الهاشمي، مستشار الشؤون الدينية والقضائية في وزارة شؤون الرئاسة، إن المغفور له الشيخ زايد كان قائداً ملهماً وشخصية يندر أن تتكرر في التاريخ، إذ ترك آثاراً عظيمة انطبعت على الأمم والأفراد، فكان ممن غيروا التاريخ بحق بفضل إنجازات بعيدة المرمى ورؤية عميقة تتجاوز الحاضر وتطال المستقبل. اقتصاد وطنيوعن أسباب المكانة التي يحتلها المغفور له الشيخ زايد في قلوب الناس، قال أحمد بن شبيب الظاهري، الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي: «إن المغفور له كان قريباً من الناس متواضعاً معهم، تصرف كواحد من شعبه، يزورهم ويتابع شؤونهم ويطمئن على أحوالهم ويحضر مناسباتهم المختلفة، كما كان مجلسه مفتوحاً للجميع، دون تفرقة، وكان رقم بريده معروفا للجميع، يحرص على قراءة الرسائل التي ترد إليه ويجيب على ما فيها من مطالب، حيث كان يرغب بشدة في تعويض الناس عن سنوات التعب والحياة القاسية التي عاشوها قبل النفط». شخصية متميزةفيما أكدت الإعلامية عبلة النويس، أن شخصية زايد شخصية متميزة وثرية، وأي جانب منها يكفي ليشكل إنساناً له تأثيره الواضح على كل من حوله وما حوله.وقالت: «إذا اجتمعت كل هذه الجوانب في إنسان واحد فلا شك أننا أمام نموذج فريد من البشر، وهكذا كان زايد دائماً، واحد من أولئك الذين استطاعوا أن يغيروا وجه الحياة على هذه الأرض الطيبة».وتابعت: «كان المغفور له رغم كل مسؤولياته، حريصاً على القيام بواجبه كرب أسرة، لذلك ضرب المثل في كيف يكون الحاكم إنساناً، فقد كان أباً للأسرة الصغيرة يحرص على أن يلتقي بأبنائه دائماً، ويصحبهم معه في جولاته». شخصية فريدةوأكملت النويس حديثها قائلة: «عند الحديث عند زايد لابد أن يكون الحديث من القلب فقد استطاع زايد أن يتربع في قلوب الناس، ليس فقط لما حققه من إنجازات غيرت شكل الحياة في المنطقة بأكملها، ولكن أيضا بشخصيته الفريدة وما كان يتصف به من تواضع وحكمة وقوة، وهي شخصية استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة، كثيرة هي المواقف التي تتوالى على ذهني عند الحديث عنه، رحمه الله، فبصماته في كل مكان، مما نعيشه في الحاضر هو غرس زايد، فعلى سبيل المثال كل منا تابع عبر وسائل الإعلام قصة بائع السجاد الذي رفض بإصرار بيع سجادة عليها صورة المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، رغم المقابل المادي الضخم الذي عرض عليه، هذا الموقف أعادني لسنوات مضت، لأستعيد موقفا شاهدته بعيني، عندما دخلت قصر البحر ووجدت كمية كبيرة من السجاد على الأرض، وعرفت أن الشيخ زايد كان في جولة في منطقة الميناء، ووجد باعة السجاد فاشترى منهم جميعا، ثم عاد وأمر ببناء محال نظامية لهم، وقام بزيارتهم فيها للاطمئنان على أحوالهم، وأمر بتركيب أجهزة تكييف في المحال الجديدة، لذلك أجد من الطبيعي جدا أن يضع هؤلاء الباعة صورة زايد ويرفضون بيعها بأموال العالم، فقد أكرمهم وأتاح لهم فرصة العيش وكسب الرزق في هذا البلد المعطاء بأمان وراحة». جولة استمرت 37 يوماً وتحدث الإعلامي محمد القدسي، عن تجربته حين كان قريباً من الشيخ زايد، موضحاً أنه قضى 34 عاماً يغطي خلالها نشاطاته وجولاته داخل الدولة وخارجها، ما مكنه من توثيق معظم الأحداث المهمة التي مرت بها الدولة، كما أنه شهد ميلاد دولة الاتحاد لحظة بلحظة، وكان أول مذيع يعلن البيان الأول عن تأسيسه ورافق الشيخ زايد في أطول جولة قام بها لكافة إمارات الدولة، استمرت 37 يوماً، للإشراف على المشروعات التنموية التي كانت تقام في كل القطاعات. وقال: «مسيرة إقامة دولة الاتحاد استغرقت 1384 يوماً، منذ اللقاء الأول الذي جمعه بأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، في دبي يوم 17 فبراير/‏‏‏‏‏ شباط 1968، وانتهاء بإعلان قيام الاتحاد في الثاني من ديسمبر/‏‏‏‏‏ كانون الأول عام 1971».وروى كيف أن الشيخ زايد بذل جهوداً مخلصة في العمل من أجل إقامة مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أبوظبي يوم 25 مايو/‏‏‏‏‏ أيار 1981.

مشاركة :