تونس:«الخليج» أبدى الاتحاد الوطني للمرأة التونسية امتعاضه من الصورة التي تم التسويق لها من قبل الأحزاب في الحملات الانتخابية بمناسبة الانتخابات البلدية.ووجه الاتحاد وهو أعرق المنظمات النسائية في تونس منذ خمسينات القرن الماضي، انتقادات لاذعة إلى الأحزاب السياسية بسبب ما اعتبره «صورة دونية» للمرأة يتم الترويج لها في الحملات الانتخابية. وقال الاتحاد إن الأحزاب عمدت إلى استغلال صورة المرأة دون أن تتعامل معها ككفاءة قادرة على تقديم الإضافة وخدمة الشأن البلدي والمحلي.وينص القانون الانتخابي في تونس على مبدأ التناصف بين الجنسين في القوائم الانتخابية في خطوة لتكريس مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين المضمنة في دستور 2014. غير أنه لوحظ خلال الحملات الانتخابية تجاوزات كثيرة ضد هذا المبدأ.وبرزت خلال الحملات المخصصة للحزبين الرئيسيين بشكل خاص، حركة نداء تونس وحركة النهضة الإسلامية، صور متضاربة للمرأة مع الخط السياسي والإيديولوجي للحزبين.وظهرت مرشحات محجبات في الكثير من القوائم الانتخابية للنداء عكس ما يدعيه من انتهاجه للعلمانية، بينما ظهرت عدة مرشحات سافرات وبسراويل الجينز الممزق على القائمات الانتخابية للنهضة بما يتضارب مع الخط السياسي للحزبين. وأدى ذلك إلى انتشار التعاليق الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب التوظيف الدعائي للمترشحات.وهناك سباق محموم بين الأحزاب للفوز بأكبر قدر من أصوات النساء الناخبات، لاسيما أن العنصر النسائي سبق وكان حاسماً في الانتخابات الرئاسية لعام 2014 والتي رجحت كفة الرئيس الباجي قايد السبسي الذي حصد مليون صوت نسائي مقابل 700 ألف رجالي.لكن خلال الحملات الانتخابية ظهرت أيضاً عدة قوائم انتخابية من دون صور المرشحات، واقتصرت على إبراز صور المرشحين الذكور فقط، وهو ما أثار انتقادات واسعة ضد سياسة التمييز بين الجنسين.