مكتشف منحوتات الجمال في جبال الجوف:فوجئت بحجم النحت ولم أتوقع أن يحقق هذه الأصداء العالمية

  • 4/21/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

< تناقل عدد من الصحف ووكالات الأنباء العالمية اخيرا، خبر اكتشاف الرسوم المنحوتة البارزة لعدد من الجمال في أحد الجبال بمنطقة الجوف - شمال المملكة العربية السعودية - والتي يعود تاريخها إلى ما قبل 2000 سنة، كما حظي الاكتشاف باهتمام واسع في الأوساط والمراكز البحثية العالمية المهتمة بالاكتشافات الأثرية. وحظي الاكتشاف بانتشار واسع بعد أن تم نشر تقرير علمي عنه في حولية الأطلال الصادرة عن قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتزامن مع مجلة Antiquity التابعة لجامعة كامبردج البريطانية، وتطرق لهذا الكشف ضمن تقرير علمي مفصل عن نتائج أعمال البعثة السعودية الايطالية المشتركة في موقع دومة الجندل بمنطقة الجوف. الاكتشاف وما شهده من تداول دولي واسع أضفى الكثير من مشاعر الاعتزاز لمكتشف الموقع مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السابق بمنطقة الجوف حسين الخليفة، والذي أكد أن اكتشافه للموقع كان في عام 2011 إلا أنه لم يتم إبرازه إعلاميا إلى ما بعد نشره في المجلات العلمية المحكمة ضمن أعمال البعثة السعودية الايطالية المشتركة التي نشرت نتائج أعمالها في منطقة الجوف في عدد من المجلات العلمية المحكمة داخل المملكة وخارجها. وروى الخليفة قصة اكتشافه للموقع قائلاً: «اكتشفت الموقع في أواخر عام 2010 عندما أخبرني أحد الزملاء في فرع الهيئة بمنطقة الجوف برؤيته لأشكال تشبه الجمال في أحد الجبال الواقعة في نطاق أحد المزارع خارج المدينة، فتوجهت إلى الموقع وقمت بجولة فيه فتفاجأت بوجود المنحوتات على الجبل، وفي البداية لم ألحظ إلا نحتين وقمت بتكرار الزيارة للموقع واتضح لي المزيد من المنحوتات». وأضاف: «في مطلع عام 2011 زار الجوف الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الجوف وقمت بعرض صور المنحوتات عليه صور المنحوتات ووجه بكتابة تقرير عن الموقع فرفعت له تقريرا مفصلا ومصورا عن الموقع ذكرت فيه أنه عبارة عن ثلاثة مرتفعات صخرية يصل ارتفاع أعلاها حوالي 6 أمتار توزعت المنحوتات عليها وعلى بعض الصخور المتساقطة، وهذه المنحوتات لجمال نحتت بشكل بارز وبطريقة الحك وليس النقر بعضها شبه كاملة وثابتة في أصل الجبل والبعض منها عبارة عن أجزاء من جمال (أقدام وسنام) وهذه المرتفعات تقع ضمن مزرعة المواطن عيد عوده اللافي، وقمت بجولة في الموقع ولم أعثر على أي كسر فخارية أو كتابات إلا أني وجدت كتابات ثمودية تبعد عن الموقع باتجاه الشمال الغربي حوالي 1كم تقريبا وعلى ما يبدو أنها تعود لأكثر من 2000 سنة ماضية أي في الفترة النبطية ولكن نحتاج للتأكد من التاريخ لمزيد من المسح الميداني والبحث عن دلائل أخرى». وبعد اطلاع الأمير سلطان بن سلمان على التقرير وجه قطاع الآثار بالهيئة بالاهتمام به ودراسته ضمن أعمال البعثات الأثرية في المنطقة، وتم ذلك من خلال الفريق السعودي الإيطالي المكلف بالعمل في التنقيب الاثري بدومة الجندل في منطقة الجوف الذي زار الموقع وأجرى دراساته وبحوثه على الموقع واتضح لهم أهميته وتم نشر تقرير الفريق وتضمن بابا عن هذا الموقع. واعتبر عدد من الباحثين أن هذا الكشف للبعثة السعودية الايطالية المشتركة للتنقيب في موقع دومة الجندل بمنطقة الجوف ضمن أعمالها الأثرية في موسم 2016 يعكس الثراء الكبير للنقوش والفنون الصخرية في مناطق شمال المملكة وخاصة مناطق الجوف وحائل وتبوك، خاصة وأن البعثة سجلت (56) موقعاً للفنون الصخرية في المنطقة. وكان تقرير علمي نشر في حولية الأطلال الصادرة عن قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتزامن مع مجلة Antiquity التابعة لجامعة كامبردج البريطانية قد تطرق لهذا الكشف ضمن تقرير علمي مفصل عن نتائج أعمال البعثة السعودية الفرنسية المشتركة في موقع دومة الجندل بمنطقة الجوف، حيث أشار إلى عدد من الجمال المنحوتة بالحجم الطبيعي، يعود عمرها إلى ما قبل 2000 سنة، وتضررت بعض هذه المنحوتات بسبب عوامل التعرية. وأشار التقرير إلى أن الموقع يعد دليلا جديدا لتطور الفن الصخري العربي، ويبدو أنه كان جاذبا لصانعي الحجارة ذوي المهارات العالية. وتمّ توثيق اكتشاف الموقع وما يتضمنه من رسوم وفنون صخرية في المحاضرة التي قدمها رئيس الجانب الفرنسي في البعثة الدكتور قيوم شارلوكس في ملتقى آثار المملكة العربية السعودية الأول الذي أقيم بالرياض، كما نشر الفريق السعودي في البعثة والذي يمثله حسين بن علي الخليفة وثامر بن عوض المالكي بحثا عن أعمال البعثة في (حولية أطلال) الصادرة عن الهيئة تضمنت معلومات مفصلة عن أعمال المسح الأثري لمواقع الفنون الصخرية في منطقة الجوف. وتضمنت الدراسات المقدمة عن أعمال المسح في منطقة الجوف «فن النقش الصخري البارز في الجزيرة العربية قديما» كدليل جديد على هذا الأسلوب في الفنون الصخرية من منطقة الجوف، والذي كُشف عنه في مواقع أخرى من الجزيرة العربية في مواقع الحائط ومدائن صالح والبدع وقرية الديسة وكان هذا الفن قد اقتصر في معظمها على العناصر المعمارية. وخلصت نتائج المسح الأثري لمواقع الفنون الصخرية في الجوف إلى أنّ أغلبها يتركز حول مواقع البحيرات القديمة ودروب التجارة القديمة. ويعد موقع الجمال من أبرز مواقع الفنون الصخرية المكتشفة في المنطقة، وهو يقع في قلب واحة سكاكا ويتألف من ثلاثة جبال يضم إحداها رسما لجمل عربي رافعاً رأسه وباركاً على قدميه ورسما آخر لجمل وحمار لم يتبق من صورة الجمل سوى رقبته ومؤخرة سنامه كما لم يتبق من رسمة الحمار سوى رأسه وقائمتيه الخلفيتين وظهره، كما يضم الموقع رسما آخر لناقة وحوارين الأول يتقدمها والآخر يتبعها. وقال المدير العام لفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالجوف جهز الشمري: «إنه تم اكتشاف ما يزيد على 12 منحوتة جمل وحيوانات أخرى في الموقع». وأضاف الشمري: «هذه أحد الأعمال الفنية الموجودة للجمل وشبه مكتمل، يعني فيما عدا جزء الرأس، ونلاحظ عملية الإتقان في العمل، الأقدام، والبطن، نجدها واضحة تماماً، كل التفاصيل وما يميزها للدقة في الأبعاد، لا تجد مثلاً طولا أكثر من اللازم للأقدام أو الأرجل أو اليدين أو البطن، فتجد العمل عملا فنيا متناسقا مع بعضه وهذا دليل أن النحات بارع في عمله». وتابع: «حصرنا في الموقع أكثر من 12 عمل جمال منحوتة بارزة وكذلك حيوانات أخرى»، مشيرا إلى أن الموقع المُكتشف سيكون له في الفترة القادمة المزيد من البحث والدراسات التي تؤكد أهمية هذه المنحوتات في منطقة الجوف.

مشاركة :