قمة القدس تخرسُ ألسنة الزور

  • 4/21/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

عندما بدأ سمو ولي العهد يصف الموقف من إيران كما هو، وكما فرضته التصرفات الإيرانية، وعندما تخلت المملكة تحت وطأة الضرورة عن اللغة الدبلوماسية في مواجهة العدوان الإيراني، وفقا لطبيعته، وتماديه، انبرت أبواق الممانعة، والسائرون على خطى طهران لتلفيق الحكايات فيما سُمي بصفقة القرن، ورمي التهم جزافا على المملكة، وكأن المملكة وحدها من يُمسك بملف قضية العرب الأولى، ورغم اليقين بأنها «شنشنة نعرفها من أخزم»، خاصة وأن من يقف خلف هذه التهمة السخيفة هم من فرشوا السجاد الأحمر لشيمون بيريز، وتسييي ليفني، وفتحوا مكاتب الاتصالات مع الإسرائيليين، وهم كذلك من جعلوا جبهة الجولان تصوم عن إطلاق رصاصة واحدة على مدى ما يزيد على أربعة عقود، حين أرادوا أن يقنعوا الناس بأنه طالما أن إيران تعلن عداءها لإسرائيل، فإن من يُعلن العداء لإيران فهو حليف لإسرائيل، وهي حيلة تافهة الهدف منها تخليص إيران من التضييق السياسي والمعنوي والعسكري الذي فرضته السياسة السعودية عليها، وبالتالي لإطلاق يدها في المنطقة لتفعل ما تشاء. طبعا وجد البسطاء من «الشعاراتيين»، والمخدوعين بصحة الموقف الإيراني من تل أبيب في هذه التهمة ما جعلهم يعيرون عقولهم وأسماعهم لمناضلي الفضائيات، ليتصوروا وهمًا، كما لو أن قضية فلسطين مجرد بضاعة سعودية تستطيع المملكة أن تبيع وتشتري فيها في أي مزاد، في فهمٍ لا يمكن إلا أن يكون نتيجة الإصابة بالحول السياسي، الذي يجعل المرء نتيجة توالي الانكسارات، يُفتش عن أي كبش فداء، ويقبل بأي تبرير يخرجه من أزمته مع ذاته، والمملكة التي لا يضيرها نعيق طيور الخرائب، لم تعر تلك الأصوات أي اهتمام، ولم تحاول أن ترد تلك التهمة لأنها أدنى من أن يُرد عليها، لتأتي قمة الظهران مطلع الأسبوع الماضي، والتي كشفت بالقول والعمل موقع فلسطين من وجدان السعوديين، عندما فاجأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الجميع بإطلاق مسمى «قمة القدس» على لقاء الظهران، ليُجلي مكانة القدس في وجدانه ليس بالكلام الفارغ، وإنما بأهم خطوة ذكية تمثلت بدعم الأوقاف الإسلامية في القدس، وذلك لمواجهة عمليات التهويد بشكل عملي، إلى جانب دعم الأونروا، لتعزيز صمود الأخوة الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين في أرضهم، وليقطع بذلك ألسنة الزور ودابر «نكتة القرن» وإلى الأبد.

مشاركة :