نظم مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي والأمراض الوراثية بجامعة الخليج العربي ندوة علمية حول «سرطان الدم النخاعي المزمن» قدمتها الأستاذ الزائر من جامعة كاتانيا الإيطالية الدكتورة فاليريا بيتالا، الحائزة على سبع براءات اختراع في مجال علاج الأورام، إذ قدمت حصيلة خبرتها الطويلة في مجال الأبحاث والتدريس وتحويل الاكتشافات العلمية إلى منتجات دوائية، مستعرضة مراحل اكتشاف وتصميم وتطوير الدواء من خلال دراسة الجزيء المسبب للمرض. وقال الأستاذ المشارك في قسم الطب الجزيئي مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي والأمراض الوراثية الدكتور خالد جريش أن هذه الندوة جاءت لتستعرض كيفية تصميم أدوية جديدة لمعالجة سرطان الدم النخاعي المزمن، بحيث تعالج الخلايا السرطانية المتطورة المقاومة للعلاج، موضحًا أن سرطان الدم المزمن يعتبر من الأمراض التي تصيب نسبة كبيرة من البشر وتظل لفترة طويلة، وقال: «على الرغم من أن الأدوية الحالية فعالة لكن المشكلة تكمن في تسببها مقاومة بعد فترة من العلاج قد تمتد إلى سنوات». وأضاف جريش الحاصل على ثلاث براءات اختراع في مجال الطب الجزيئي، «أن الخلايا السرطانية تنتج جزيئات تتغلب على الأدوية المصممة لعلاجها، وبالتالي تفقد هذه الأدوية العلاجية فاعليتها بعد فترة من العلاج، وقد لا يظهر هذا العجز إلا متأخرًا؛ فتصبح الخلايا السرطانية خلايا مقاومة للعلاج رغم أن الدواء في بداية العلاج يكون قد أثبت فعاليته». وأشار إلى أن الموضوع ذو صلة وثيقة بالمعلوماتية الحيوية، وفيه نمذجة جزيئية عبر تصوير الهدف، وتكون العملية دقيقة جدًا لدرجة أنه حتى الميكروسكوب الإلكتروني لا يستطيع رؤيتها، لافتًا إلى أن الاستعانة بهذه التكنولوجيا تمكن من التعرف على المكان المسبب للمرض ليقوم الأطباء بعد ذلك بتصنيع دواء لغلق المكان محتجزين الخلايا السرطانية داخله فتشل بذلك حركة الخلايا فيتوقف المرض عن نشاطه. على جانب ذا صلة، بينت الدكتورة بيتالا أن التعاون القائم بينها وبين مركز الأميرة الجوهرة يتناول مشروعين بحثيين، يختص أحدهما بتطوير واختبار مركبات جديدة محتملة مضادة لسرطان الدم المزمن، والآخر يتناول مركبات جديدة تم اختبارها على نموذج للتليف الرئوي وتليف الكبد. وأظهرت نتائج تم الحصول عليها عن طريق فريق بحث خاص في جامعة كاتانيا الإيطالية في حقل سرطان الدم النخاعي المزمن أن سرطان الدم مقاوم للعلاج، وذلك ما تم البرهان عليه بمزج خلايا فقر أكسجين الدم مع أحد مثبطات (التيروسين كيناز) وهو يستخدم لعلاج فقر الدم المزمن، والذي كان قادرًا على إظهار أن المقاومة الكيميائية يمكن التغلب عليها، فعمدوا إلى اختبار مركبات مختلفة عبر تصميم مركبات هجينة تمت معالجتها في النموذج ذاته مرورًا على البيانات كلها، وقد توجت تلك الاختبارات بالنجاح وصار بالإمكان إظهار أن هذه التركيبة تستطيع المقاومة في مختلف تركيبات الفصائل.
مشاركة :