قدر نائب الرئيس في شركة أرامكو السعودية سابقا، الخبير النفطي، المهندس عثمان الخويطر، تكلفة إنتاج النفط الصخري تتراوح بين 50 و70 دولارا للبراميل الواحد، وهو يختلف من بئر إلى أخرى، وذلك طبقا لتكلفة إنتاجه في الولايات المتحدة الأميركية، مبينا أن المملكة لم تعلن حتى الوقت الحالي، امتلاكها النفط الصخري، أو تحديد كمياته، وتكاليف إنتاجه في المملكة، فيما أعلنت المملكة امتلاكها الغاز الصخري في منطقة الجافورة في الأحساء وبكميات كبيرة، وهي في طريقها لإنتاجه قريبا، وهو أكثر تكلفة من الغاز الطبيعي «العادي»، متوقعا أن تصل كميات الإنتاج من الغاز الصخري في الجافورة لملياري قدم مكعب. أكثر تكلفة رفض الخويطر، في معرض محاضرته مساء أول من أمس، التي حملت عنوان: «النفط الصخري والتقليدي ومستقبل الطاقة»، بتنظيم من شعبة التشغيل والصيانة في الهيئة السعودية للمهندسين في الأحساء، وأدارها رئيس شعبة التشغيل والصيانة في الهيئة المهندس عبدالله المقهوي، استخدام القنابل «شديدة الانفجار» لاستخراج النفط الصخري من خلال تفجير الصخور في طبقات الأرض السفلية، مؤكدا أن لهذه الطريقة أضرارا عديدة، ومن الصعوبة تفجير الصخور كاملة في دفعة واحدة، ومن ثم الحصول على النفط الصخري دون تكرار لتفجير الصخور مرة أخرى، لافتا إلى أن استخراج النفط الصخري أكثر تكلفة مالية مقارنة باستخراج النفط التقليدي. وأشار إلى ضرورة خفض الإنتاج النفطي للاحتفاظ بكميات كبيرة للأجيال المقبلة في المستقبل، وبذلك يكون لدينا دافع للعمل والإنتاج النفطي، علاوة على التنوع الاقتصادي، خصوصا مع النمو السكاني المستقبلي للمملكة، واصفا استنزاف الإنتاج النفطي في أي فترة زمنية يمثل كارثة مستقبلية، داعيا إلى تقليص الإنتاج إلى 6 ملايين برميل كحد أقصى، والاحتفاظ بالكميات الأخرى، لا سيما مع تدني أسعار النفط في الأسواق العالمية. 100 دولار للبرميل أشار الخويطر إلى أن أسعار النفط الصخري ارتفعت إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، ويتواجد النفط الصخري داخل المسام في الصخور الرسوبية الصماء، ويمكن إنتاج الغاز والنفط الصخريين عن طريق عملية التكسير الهيدرولوكي والحفر الأفقي، وذلك بضخ كميات كبيرة من الماء المخلوط مع الرمل والمواد الكيماوية تحت ضغط مرتفع جدا، مقدرا احتياطي النفط الصخري في العالم أكثر من 400 مليار برميل، وأن تكون تكلفة إنتاج الصخري خارج أميركا الشمالية أعلى بكثير من التكلفة الأميركية، قد تصل إلى الضعف، وذلك لعدة أسباب. منها جيولوجي ومنها لوجستي (معدات)، إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بالقوانين البيئية التي تختلف عند بعض الدول، ويتميز إنتاج النفط الصخري بضآلة المحصول، حيث يتراوح معدل إنتاج البئر خلال عمرها الاقتصادي بين مئة وخمسين إلى ثلاثمئة برميل في اليوم، بينما معظم آبار البترول التقليدي تنتج بضعة آلاف برميل في اليوم ولسنوات طويلة، وأن تأثير الصخري لا يتعدى مئات، وربما عشرات الأمتار حول محيط البئر، فينخفض الإنتاج خلال السنة الأولى بما يزيد على سبعين في المئة، ويتوالى انخفاضه خلال السنوات الثلاث التالية حتى يصبح غير اقتصادي. وهنا يتطلب الأمر حفر آبار جديدة مكلفة لتعويض الانخفاض الكبير في الإنتاج.
مشاركة :