حذرت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أولياء أمور الطلاب والطالبات من خطورة أيام الاختبارات على سلوكيات أبنائهم، وطالبت بالتنبه لما قد يبدو على الأبناء أو البنات من تغيرات سلوكية في هذه الفترة. وقال مدير العلاقات والإعلام المتحدث باسم اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بندر عبدالله الرميحي إن على الآباء متابعة أبنائهم خلال فترة الامتحانات، وذلك بمعرفة أوقات انصرافهم، وبرنامجهم اليومي بعد الخروج منها حتى عودتهم إلى المنزل. وأكد أن السنوات الماضية كشفت الكثير من السلوكيات التي تظهر خلال فترة الامتحانات منها سلوكيات أمنية مثل «التفحيط»، والاعتداء على الآخرين وتعاطي المخدرات ، والاشتباكات بين الطلاب، وأخرى تتعلق بالمظهر العام، حيث يتجمع الطلاب أمام المحال التجارية والمطاعم وغيرها. وأضاف الرميحي: إن ترويج الكبتاجون ينشط بين الطلاب أيام الامتحانات، تحت مسميات وأوصاف مختلفة، مثل: حبوب السهر وعقاقير التركيز، ويروجها الطلاب بينهم اعتقاداً بأنها تحسن الحفظ، مشيراً إلى أن المروجين يستغلون هذه الأيام لاصطياد أكبر عدد ممكن من الضحايا. ونوه بأنه يجب معرفة أن هذه المادة قد تزيد من النشاط والقدرة على السهر لفترة محدودة، ثم تؤثر على التركيز بشكل سلبي وتؤدي إلى إنهاك الجهاز العصبي، وظهور أعراض نفسية مختلفة: كعدم الاستقرار، والتوتر، وقلة النوم والشهية، لافتاً إلى أن استخدامها لأيام متتالية قد يؤدي إلى أعراض عقلية مثل: الهلاوس السمعية، البصرية والعصبية، واضطراب التصرفات. وتابع الرميحي: لا بد للطلاب من معرفة حقيقة أن تأثير المواد المخدرة سواء كبتاجون أو حشيش على دماغ المراهقين، يبلغ أكثر من عشرة أضعاف تأثيرها على دماغ البالغين، وبالتالي فرص الإدمان والآثار العصبية والنفسية تكون أيضا أضعاف ما هي عليه في البالغين. وأكد إثبات المختبرات الإكلينيكية أن بداية المدمنين كانت بسبب تعاطي هذه المواد في مثل هذه الأيام، ولم يستطيعوا الإقلاع عنها بعد ذلك، منبهاً إلى أن ما يحصل من تغيرات كيميائية بالدماغ بسبب التعاطي ولو لفترة بسيطة، وما تحدثه هذه المواد من نشوة في بداية الأمر؛ ينعكس في فترة وجيزة إلى شعور بالكآبة وتوتر واضطرابات سلوكية، وبالتالي يضطر المتعاطي لزيادة الجرعة وبهذا يدخل المتعاطي في الدائرة الأصعب في الإدمان وتعاطي جرعات أكبر، محذراً من بداية التعاطي التي قرارها بيد المتعاطي، لتجره ويصبح قراره بعد ذلك بيد مادة التعاطي، كما حذر من الانجراف خلف المعلومات المغلوطة وأصدقاء السوء، لافتاً إلى أن من يتعاطى مرة سيعود ألف مرة. وأردف: فترة الامتحانات شرارة لتعلم بعض الطلاب وكسبهم ثقافات وسلوكيات سيئة لبعد أعين الرقابة عنهم خاصة في الفترة التي تعقب انتهاء الاختبار والوصول إلى المنزل، حيث ينشط فيها أصحاب السلوكيات الانحرافية ، ومن يهدف إلى تدمير الشباب أمثال (المروجين) ، ويلجأ بعض الطلبة وبمساعدة من قرناء السوء إلى استخدام المنشطات وغيرها من آفة المخدرات، إما عن طريق الجهل أو خلافه، حيث الاعتقاد الخاطئ إلى زيادة التحصيل الدراسي مما يؤدي إلى الدخول في متاهة وعالم لا ينتهي من الضياع والتدهور الصحي والسلوكي والأخلاقي. وأشار الى أهمية التنسيق والتعاون المشترك في حال اكتشاف أي سلوك مغاير في تصرفات الأبناء مع مركز الاستشارات الوطني (1955 ) التابع للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) ، الذي يتم فيه تقييم حالته السلوكية ومدى حاجته للتدخل العلاجي أو المعرفي،وتوجيهه إلى الأماكن المتخصصة لذلك، التي تعمد إلى تغيير طرق التفكير وتعزيز الثقة بالنفس، كما تتعامل مع لحظات الضعف التي قد يمر بها الشاب وطرق تفاديها. وأوضح الرميحي أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي هذه القضية اهتماماً كبيراً ودعماً لا محدودا خاصة أنها تمس الشباب الذين هم عماد الوطن ومستقبله والذي بنيت رؤية المملكة 2030 عليهم .
مشاركة :