الأطفال الصغار تواقون إلى اكتشاف العالم من حولهم و وسيلتهم المفضلة في التحقق من الأشياء واختبارها هي وضعها مباشرة في الفم. لذلك من المهم أخذ الحذر والانتباه الشديد للطفل في هذه المرحلة التي تستمر حتى العام الثاني. ‎هذا ما حدث مع الطفل جوّاد الذي يبلغ من العمر 16 شهرًا حيث كان يزحف داخل المنزل ويصدر بعض الأصوات تعبيرًا عن فرحه بعد انتهائه من تناول وجبته (رضعته)، لكن بعد وقت قصير فوجِئْت الأم بصعوبة تنفسه، وتغير لونه إلى الأزرق، فاتجهت به على الفور إلى المستشفى. ‎وحال وصول الطفل جواد إلى طوارئ مستشفى الموسى التخصصي، كان واضحًا أنه يعاني من ضيق شديد في التنفس والذي حدث له بشكل مفاجئ، و ‎أُجريت على الفور كافة الفحوصات الطبية اللازمة بما فيها صورة الأشعة الصدرية والتي لم تُبيّن وجود الجسم الغريب في الرئتين، ولكن بسبب الزرقة الشديدة ونقص الأكسجين الذي بلغ حدودًا خطيرة حيث وصل إلى 80%، كان هناك شك كبير بوجود جسم غريب. ‎أوضح الدكتور أيمن غنيم – استشاري مشارك جراحة القلب والصدر بمستشفى الموسى، وأحد أعضاء الفريق الطبي الذي شارك في جراحة المنظار لهذا الطفل، أن الفريق تدخل سريعًا من خلال (منظار الرئة) تحت التخدير الكامل للطفل، والذي أكد وجود جسم غريب اتضح فيما بعد أنه (حبة مكسرات) كانت قد دخلت إلى المجرى التنفسي للطفل مسببة انسداد شبه كامل له، وتم إزالة هذا الجسم الغريب. ‎بعد انتهاء العملية خرج الطفل إلى العناية المركزة للأطفال حيث تحسن وضعه بشكل كبير، واستعاد تنفسه الطبيعي، وغادر المستشفى بعد ساعات من العملية.   ‎ويقدم الدكتور أسامة قطيع استشاري ورئيس قسم العناية المركزة للأطفال عدد من النصائح لأولياء الأمور لوقاية أطفالهم من مثل هذه الحوادث منها:‎- مراقبة الطفل الصغير والتأكد من عدم وجود أجسام غريبة صغيرة الحجم في طريقه.– على الأهالي بعد الانتهاء من تناول المكسرات وغيرها، أن يتأكدوا من إزالة كل الفضلات من أمام الأطفال الصغار.‎- توجيه النصح والارشاد للأخوة الكبار عن خطورة اعطاء الصغار أطعمة لا يستطيعون أكلها بمفردهم.‎- ضرورة الانتباه إلى أنواع الألعاب التي يشتريها الأهل للأطفال، بأن تكون مناسبة لأعمارهم بحيث لا يستطيع الطفل الصغير وضعها في فمه.