أحمد جورهان كارتال / الأناضول شدد زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيرمي كوربين، على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، مشيرا أن العمل العسكري بهدف حل الأزمة السورية "يثير شبح حرب باردة جديدة". جاء ذلك في تصريحات خاصة للأناضول، أدلى بها كوربين على هامش مشاركته في احتفالية مرور 20 عاما على تأسيس مجلس مسلمي بريطانيا، أمس (الجمعة). وأوضح المعارض البريطاني أن "الأزمة (السورية) تتطلب تضافر الجهود بين الدول الكبرى للبحث عن حل سياسي لها". وأضاف أن الأزمة "تحتاج من روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران والسعودية ولبنان والأردن التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي من أجل الدفع نحو عملية سياسية ذات جدوى". وتابع "أودت الحرب السورية بحياة أربعمائة ألف شخص بالفعل، فضلا عن ملايين النازحين في الداخل أو في المنفى مع استمرار الفظائع، وذلك مع استمرار الفقر والجوع". وفي السياق، قال كوربين إن أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كان على صواب عندما حذر من حرب باردة جديدة. ومضى موضحا "قلق غوتيريش في محله بسبب الموقف المتأزم الذي وقع بين روسيا من جهة وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا من جهة أخرى حول السلاح الكيميائي في سوريا". ** صعود ظاهرة الإسلاموفوبيا وعلى صعيد آخر، تطرق كوربين في حديثه إلى المشكلات التي يواجهها المسلمون في الغرب، قائلا "هناك تصاعد مثير للذعر للعنصرية اليمينية المتطرفة والإسلاموفوبيا، ومعاداة السامية بجميع أنحاء أوروبا". وأضاف "في بريطانيا هناك أيضا ارتفاع في العنصرية وزيادة في الهجمات على المساجد والمعابد اليهودية أيضا". كما أثنى على دور الجالية المسلمة في تحقيق تماسك المجتمع البريطاني، وكونها "جزءا لا يتجزأ من الحياة البريطانية". وتابع "يجب أن يكون لدينا مجتمع يعترف بقيمنا جميعا، ويعترف بالمساهمة الضخمة التي قدمتها الجالية المسلمة في بريطانيا لمجتمعنا، والدور الذي تلعبه المساجد في تحقيق التماسك بين المجتمع كله، ودعم المجتمع وخاصة مساعدة الشباب". غير أن كوربين أشار إلى ضرورة "النظر في قضايا التعليم والوظائف والتدريب والفرص وظهور الإسلاموفوبيا، خاصة منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016، والذي أدى إلى تصاعد الهجمات العشوائية (ضد المسلمين)". المعارض البريطاني تابع قائلا "أنا هنا هذه الليلة في المجلس الإسلامي في بريطانيا لإظهار الدعم للمجتمع (المسلم)، حيث يسعدني دائما العمل معه في دائرتي (إسلنغتون الشمالية وسط لندن)". واستطرد قائلا "التساهل مع أي شكل من أشكال العنصرية يجعل تلك الممارسات تصبح أكثر سوءا، ومع إظهار عدم التسامح مطلقا مع أي شكل من أشكال العنصرية، فنحن في النهاية ننبذها ونجلب شبابنا للعمل والاحترام المتبادل بين بعضهم بعضا". وشهدت حوادث "الإسلاموفوبيا" في المملكة المتحدة ارتفاعًا حادًا منذ الهجمات الإرهابية القاتلة في مانشستر وجسر لندن العام الماضي، وفقًا لمسؤولين أمنيين. ووفقا لبيانات الشرطة البريطانية، تم تسجيل 110 جرائم كراهية موجهة إلى المساجد في الفترة بين مارس / آذار ويوليو / تموز العام الماضي، مقابل 47 جريمة فقط خلال نفس الفترة من عام 2016. كما زادت التهديدات والمضايقات وممارسات التخويف ضد المسلمين بأكثر من ثلاث مرات، من 14 جريمة عام 2016 إلى 49 عام 2017، وفقا للبيانات. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :