قررت شركة أرامكو خوض غمار المنافسة العالمية القوية في إنتاج البروبلين أوكسايد وتوسعة طاقتاها الإنتاجية من خلال شركة صدارة للكيميائيات "صدارة" وهي مشروع مشترك بين كل من شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية" وشركة "داو كيميكال كومباني"، وذلك بعد أن نجحت أرامكو في إنتاجه لأول مرة في منطقة الخليج والشرق الأوسط بطاقة تبلغ 200 ألف طن سنوياً من خلال شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويّات «بترورابغ» المشروع المشترك بين أرامكو وشركة سوميتومو كيمكال اليابانية. واكتسب منتج البروبلين أوكسايد مؤخراً أهمية كبيرة في ظل تنامي الطلب العالمي الذي من المتوقع أن يتجاوز طاقة 9.2 ملايين طن في عام 2017، حيث تستحوذ شركات كبرى عالمية على حصص قوية من إجمالي الطاقة العالمية وأبرزها شركات داو كميكال، وليوندل باسل كميكال، وشل، وداو، وباير، وباسف، ونينغبو تشنهاي. وتعاظم استخدامات البروبيلين أوكسايد على نطاق عالمي واسع لإنتاج العديد من المنتجات النهائيّة والتي تتمثل في موادِ العزل، وقطع غيار السيارات، وحشواتِ المفروشات، واستخدامه كمادة وسيطة لإنتاج المحاليل الصناعية والأدوية وسوائل منع التجمد ومواد التجميل. وبدأت المفاوضات على أشدها لمنتج البروبلين أوكسايد الأوروبي لتعاقدات العام القادم 2015 بأسعار في حدود 600 يورو للطن، إلا أن أحد أبرز المنتجين اعتبر هذه التسعيرة منخفضة، فيما بدأ بائع واحد على الأقل في توريد المنتج من الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة لشح العرض في أوروبا ولكنه أشار إلى أن الصفقة بدت باهظة الثمن بسبب ضعف اليورو. واكتسبت أسعار تعاقدات البروبلين أوكسايد لشهر أكتوبر ونوفمبر قوة في أعقاب إغلاق مصنع شل في هولندا، وترتبط تعاقدات البروبلين أوكسايد باقتصاديات وحركة البروبلين كمادة وسيطة وبنسبة 80%، وعلى الرغم من النقص الحالي في إمدادات المنتج في أوروبا إلا أن الأسعار ظلت عدم متغيرة إلى حد كبير، ومع ذلك فإن أسعار تعاقدات المنتج قد تنخفض بشكل كبير في حال انخفاض تعاقدات البروبلين التي تجاوزت أسعاره 1700 يورو للطن إلا أن الكميات المسوقة وفق هذا السعر لم تكن كبيرة. وكانت آسيا تمثل ما يقارب من 40% من الطاقة الإجمالية السنوية العالمية للبروبلين أوكسايد في عام 2012، والتي تجاوزت 9.69 ملايين طن، وجاء العرض العالمي في اتجاه تصاعدي بين عامي 2009 و2012، وخلال تلك الفترة من الزمن نما الطلب بأكثر من 1.27 مليون طن حيث استمر النمو ليتجاوز 7.76 ملايين طن، فيما صنفت أوروبا بتزعم وقيادة تصدير وتوريد المنتج في عام 2012. وتأتي هذه التطورات الإيجابية في اقتصاديات المنتج في وقت تمضي شركة صدارة قدماً في تشييد أحد أكبر مصانع الهيدروجين بيروكسايد في العالم بالجبيل2، بطاقة إنتاجية تتجاوز 300 ألف طن متري سنويا الذي يتوقع أن يبدأ تشغيله في عام 2015م، حيث سيوفر المواد الخام الأولية كلقيم لمصانع شركة صدارة، وبالأخص كخام لمصنع البروبلين أوكسايد الذي يتم تشييده حالياً بمجمعها. وأتى قرار أرامكو بتشييد وحدات البروبلين أوكسايد في مجمع صدارة بعد النجاحات المكتسبة التي حققها مصنع البروبلين أوكسايد في بترورابغ والذي أثمر عنه قيام تحالفات بين شركات كبرى لإقامة مصانع مشتركة لاستغلال هذا المنتج وأبرزها تحالف شركة التصنيع الوطنية والشركة المتطورة في مشروع مشترك في موقع شركة بترورابغ لإنتاج 120 ألف طن متري من مادة البولي إيثربوليول باستثمار فاق 460 مليون ريال، حيث تتولى بترورابغ توفير إمدادات من البروبلين أوكسايد بطاقة 100 ألف طن متري سنويا لدعم المشروع وفق اتفاقية أقرت بين الأطراف الثلاثة.
مشاركة :