«مهارات القرن الـ21».. جزء أصيل من اليوم المدرسي

  • 4/22/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: محمد الماحي يشهد التعليم في الإمارات تحولاً علمياً، ينطوي على البحث عن إجابات؛ من خلال التحليل، والبصيرة، والنظر في البيئات غير المألوفة ومجالات الموضوع وركب التطور في مهمة وطنية نحو مجتمع المعرفة؛ من خلال استراتيجية التعليم 2015-2021، التي تم اعتماد خطتها التنفيذية مؤخراً، وأطلقت وزارة التربية والتعليم، البرنامج التدريبي في تكامل شخصية الطالب وإكسابه مهارات القرن ال21، وتخريج طلبة يتمتعون بقدر عالٍ من الكفاءة والمهارة وصولاً إلى تحقيق مجتمع الاقتصاد المعرفي، وبناء رواد أعمال للمستقبل. «الخليج» ترصد في التحقيق التالي صدى البرنامج في الميدان التربوي، وأهمية تضمين مهارات القرن ال21 في التعليم.تفاعلت قيادات تربوية خلال لقائها مع «الخليج»، مع مضمون تضمين مهارات القرن ال21 في التعليم، واعتبروها خطوة جديدة نحو نقلة نوعية في قطاع التعليم، تؤسس لجيل من الكوادر الوطنية المبدعة، وفق مفاهيم شمولية متعمقة، تستند إلى أسس علمية ممنهجة، وتحاكي في مضمونها المؤشرات الرئيسية للأجندة الوطنية؛ للحصول على منتج تعليمي عالي الجودة، ومخرجات تنافس عالمياً.وقالت الدكتورة نجوى الحوسني، أستاذ المناهج وطرق التدريس في كلية التربية بجامعة الإمارات، إن وزارة التربية والتعليم ظلت تركز على تأسيس قواعد محددة وتنفيذ برامج عمل تنمي مهارات الطلبة حتى تكون مهارات القرن ال21 جزءاً أصيلاً في مكونات اليوم المدرسي إلى جانب المهارات الأخرى، التي تعمل الوزارة على إكسابها، وتعزيز الوصول إلى نظام تعليمي من الطراز الأول، يخدم التنمية المستدامة، ويدعم توجهات الدولة نحو مجتمع واقتصاد المعرفة، بأجيال مبدعة ومبتكرة، وعلماء ونخب من أبناء الإمارات في مختلف التخصصات، لافتة إلى أن التطور الذي ستشهده المدارس سيساعد في تعميم فلسفة وقيمة جودة التعليم، وتميز مخرجاته، والارتقاء بجميع الممارسات التربوية.وأضافت أن المنظومة التعليمية في الإمارات، نجحت في توعية وتعريف مفهوم الثقافات العالمية في نفوس الطلبة والهيئة الإدارية والتعليمية والمجتمع المحلي، وغرس قيم تربوية جديدة، وتنميتها في نفوس الطلبة والمجتمع المحلي، وحسن استغلال الموارد الطبيعية والمحافظة عليها، وتعزيز الصحة، وتنمية حس المسؤولية والانتماء للوطن والأرض، وزيادة فاعلية وجدية رغبة المدارس في الانضمام إلى المشاركة بمنظمة المدارس المنتسبة لليونيسكو، وتعزيز التعاون بين المدارس والجهات المجتمعية في الدولة.وأشارت إلى أنه يجب التعامل مع الطالب على أساس أنه شريك في وضع المنهاج الأكاديمي، الذي يرغب في تعلّمه؛ من خلال التحاور الدائم ووضع آلية واضحة؛ لاكتساب المخرجات التعليمية، التي تناسب رغباته ومحاولة مواءمتها مع متطلبات سوق العمل؛ للخروج في النهاية بالتوصية اللازمة؛ لتحديث البرامج الأكاديمية والمنهاج المقدّم للطالب. الإبداع والابتكار ويرى الخبير التربوي إبراهيم بركة، إن أكثر ما يميز المدارس الإماراتية هو المشروعات التي تنفذها سواء المشروعات الفردية أو الجماعية؛ حيث نفذت المدارس مشروع المياه الريادي، ومشروع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العام، ومشروع البيئة، ويوم التشجير العالمي، وتدوير النفايات، وعملت على إطلاق مسابقات تتماشى مع تلك المشاريع منها: «البيئية والجري السنوي والقصة القصيرة وقطار المعرفة»، ونفذت إدارتها المدرسية مسابقات وجوائز تحفيزية تربوية وأخرى إدارية.كما وضعت أنشطة مختلفة مشاركة مع المدارس المماثلة لها؛ من خلال تفعيل الأيام الدولية، وتبادل زيارات ولقاءات هادفة مع مشاركة المجتمع المحلي وأولياء الأمور وقامت بتمكين الطالب من مهارات التصميم والإبداع والابتكار؛ عبر توظيف التكنولوجيا، فضلاً عن إكسابه مهارات البرمجة والنمذجة، وتحقيق الترابط بين المهارات الفنية والعلمية والتكنولوجية.وأكدت الخبيرة عائشة الشامسي، أن تضمين مهارات القرن ال21 في التعليم يسهم في صناعة عقول وطنية مؤهلة قادرة على العمل في قطاعات مهمة وحيوية، وتشكل انعطافة مهمة وحيوية تدعم رؤى وطموحات القيادة في الوصول إلى التعليم الابتكاري المرتكز إلى مهارات القرن ال21، وصولاً إلى تحقيق مستهدفات وأجندة الدولة في التحول إلى مجتمع الاقتصاد المعرفي.ولفتت إلى أن الجهود منصبة حالياً على بلورة رؤية شاملة تستمد أهميتها من المتغيرات العصرية المتسارعة؛ لتحقيق نظام تعليمي متطور يواكب القفزات المتتالية في التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، ويُسخرها لأغراض تعليمية بحتة، وبشكل يتواءم مع احتياجات ومتطلبات سوق العمل.وقالت: إن الإرشاد الطلابي في المؤسسات التعليمية يعد العامل الحاسم في تضمين المهارات العصرية في المنظومة التعليمية، وينقسم إلى قسمين: الأول هو متابعة الطلاب في المراحل الثانوية وتوجيههم واستقطابهم للدراسة في الكليات، وخصوصاً للطلبة المتفوقين؛ لدفعهم نحو التخصصات الهندسية والعلمية، التي تتواءم مع ميولهم وقدراتهم الذهنية. والدور الثاني هو تنظيم الأيام الإرشادية للطلبة الجدد كما هو الحال في بداية كل فصل دراسي أو سنة أكاديمية جديدة، ويتم خلال ذلك توجيه الطلبة نحو الاختيار الأمثل في التخصصات التي تناسبهم، إضافة إلى تعريفهم بالقوانين والأنظمة والحياة الجامعية الجديدة عليهم، وفي الوقت نفسه، يتم التعرّف إلى أفكارهم وآرائهم ضمن «اللقاء التفاعلي»، الذي تشارك فيه أطراف عدة إلى جانب الكلية، ويضم ممثلين عن جهات العمل. المسارات الحديثة ويقول راشد عبد الله المحيان رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في المنطقة الوسطى، إن الخطة الدراسية المرنة لا تكفي وحدها لإرساء نظام حديث، ويجب العمل على تعديل بعض البرامج، واستحداث فصول أو مناهج بناء على احتياجات الطلبة التي ترصدها فرق الإرشاد في الجامعات والكليات، مشيراً إلى أن الطالب لم يعد مضطراً إلى قولبة ميوله بما يناسب التخصصات الموجودة في الكليات التي يتعلم فيها؛ بل على العكس، فإن المسارات الحديثة في الإرشاد الأكاديمي تفرض تعديل البرامج بما يناسب الطالب وطموحاته.وتابع: يقع على عاتق المرشد التربوي مهمة التحاور مع الطلبة؛ لمعرفة ميولهم العلمية والمهنية، ومحاولة مناقشة هذه التوجهات معهم؛ بناء على معرفته بمتطلبات سوق العمل. وقال: إنه أحياناً يتم تغيير بعض المفاهيم بالنسبة للطلاب، وأحياناً أخرى تتم إضافة آرائهم إلى جدول أعمال اللجان المختصة؛ لوضعها ضمن أطر التحديث في المناهج. متطلبات المرحلة قال الدكتور سالم زايد الطنيجي الأستاذ المساعد بكليات التقنية العليا الخبير التربوي، يجب على وزارة التربية والتعليم إنشاء لجنة خاصة تُعنى بحصر المتغيرات الموجودة في الساحة التعليمية والمهنية، وإدخال التعديلات اللازمة على منهج الإرشاد المهني والأكاديمي في المدارس الحكومية. وأكد أن ذلك يجب أن يترافق مع جولات تدريبية تحضيرية للطالب وولي الأمر؛ لإخراجه من العقلية التقليدية في النظر إلى الاختصاص الجامعي أو المهنة. أما على الصعيد الرسمي، فاقترح الطنيجي، أنه على الجهات الحكومية أو غير الحكومية وضع خطة تبيّن بوضوح حاجة الدولة من التخصصات خلال السنوات المقبلة؛ لتسهيل مهمة وزارة التربية والتعليم والشركاء وجهات العمل في تمكين الميدان التربوي منها.وأضاف أن استشراف المستقبل يحتم تطوير المنظومة التعليمية على أسس مبتكرة، وتوفير أدوات غير تقليدية تتلاءم مع متطلبات المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن الروبوت يمثل إحدى هذه الأدوات فهو منصة مميزة لتعليم مهارات القرن الحادي والعشرين؛ حيث ينمي ثقافة إيجاد الحلول المبتكرة للتحديات، ويحفز مهارات حل المشكلات لدى الطلاب في سن مبكرة ويساعدهم على تعلم وتطبيق معارفهم في مجالات العلوم والهندسة والرياضيات وبرمجة الكمبيوتر.

مشاركة :