مقاتلو المعارضة يغادرون القلمون الشرقي نحو الشمال

  • 4/22/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أجلى اتفاق توصّلت إليه روسيا وفصائل معارضة آلاف المقاتلين وعائلاتهم من القلمون الشرقي باتجاه الشمال السوري، وفيما واصل النظام السوري قصف جيب يضم مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، شدّد قيادي معارض في تصريحات لـ«البيان» على أنّ المرحلة المقبلة ستكون مرحلة محاصصة نفوذ دولي شمالي ووسط سوريا. وذكر التلفزيون السوري ومسؤول في المعارضة المسلحة أنّ مقاتلي المعارضة بدؤوا الانسحاب من القلمون شمال شرقي دمشق، أمس، في طريقهم إلى شمالي البلاد بعد التوصّل إلى اتفاق. وأفاد التلفزيون بأنّ من المتوقّع خروج 3200 مسلح وعائلاتهم من المنطقة في غضون ساعات، استعداداً لنقلهم إلى مناطق المعارضة في إدلب وجرابلس قرب الحدود مع تركيا. وأفاد مصدر عسكري سوري بأنّ الدفعة الأولى من المسلحين وعائلاتهم سيغادرون إلى منطقة الباب وعفرين في ريف حلب، على أن يخرج مسلحو جيش الإسلام بعد غد إلى الشمال السوري. وكشف المصدر عن أن «المسلحين المغادرين يتبعون جبهة النصرة وقوات أحمد العبدو وجيش الصناديد وجيش التحرير، إضافة إلى 25 مقاتلاً سوف يغادرون إلى مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية». وقال ناطق باسم إحدى جماعات المعارضة في القلمون الشرقي إن المقاتلين وافقوا على الانسحاب بعد مقتل ستة أشخاص في قصف روسي مكثف لمناطق قريبة من بلدة الرحيبة الأسبوع الماضي، مضيفاً: «هذا الأمر جعل فصائل الجيش الحر تجلس على طاولة المفاوضات مع الجانب الروسي، وتمّ التوصل إلى اتفاقية أهم بنودها تسليم السلاح الثقيل وخروج المقاتلين إلى مناطق الشمال». وغادرت أول قافلة مؤلفة من عشر حافلات الرحيبة وخضعت للتفتيش في منطقة قريبة قبل أن تكمل طريقها إلى الشمال. مساعي سيطرة على صعيد متصل، قال مصدر موثوق في المعارضة السورية، في تصريحات لـ«البيان»، إن روسيا تسعى للسيطرة التامة على المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في ريف دمشق ومحيطها وبعض مناطق حمص وحماة. وأوضح المصدر أن روسيا تولت مهمة المفاوضات مع الفصائل المسلحة من أجل تسليم الأسلحة الثقيلة وتسوية وضع الفصائل، من دون أية مشاركة من قبل النظام، لافتاً إلى أنّ الفصائل بدأت تتعامل بإيجابية مع المساعي الروسية. وكشف المصدر ذاته عن إمكانية عقد مصالحات أخرى في أكثر من منطقة، ملمحاً إلى أنّ المرحلة المقبلة ستكون محاصصة نفوذ دولي، لا سيّما في مناطق الشمال والوسط. إلى ذلك، كشف مسؤول في ريف حمص الشمالي، في تصريحات لـ«البيان»، عن أنّ روسيا بدأت تستعيد المناطق التي تسيطر عليها الفصائل من خلال المفاوضات، مشيراً إلى أنّ القصف الجوي على تلك المناطق بات أقل بكثير مما كان عليه من قبل، معتبراً أنّ النظام لم يعد يسيطر على القرار السيادي السوري. تنافس بدوره، قال المحلل العسكري أحمد حمادة لـ«البيان» إنّ هناك تنافساً واضحاً بين روسيا وإيران والميليشيات في سوريا، مبيناً أنّ إيران أصبحت أقل سيطرة على الأرض في سوريا، بعد أن تمكنت روسيا من عقد العديد من المصالحات على الأرض. وأضاف أن إيران أبدت امتعاضاً في أكثر من مرة حين عقدت روسيا مصالحات مع الفصائل، كما أنّ النظام بات عاجزاً عن اتخاذ أي قرار على الأرض، مشيراً إلى أنّ استخدام الكيماوي في دوما وضع النظام في خانة اللاعب المنبوذ دولياً وعلى الأرض. قصف وقلق في الأثناء، كثّف النظام السوري وحلفاؤه قصفهم لمخيم اليرموك جنوبي دمشق. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون السوري انبعاث سحب دخان من منطقة الحجر الأسود التي تقع في جيب يضم مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وقال قائد في تحالف عسكري إقليمي يقاتل دعماً للنظام السوري إنهم يستهدفون مواقع للمتطرّفين بكل أنواع الأسلحة، مشيراً إلى أنّ طائرات هليكوبتر تابعة للنظام تستهدف مواقع لتنظيم داعش. بدورها، أعربت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» عن بالغ قلقها على مصير آلاف المدنيين، ومن بينهم نحو 12 ألف لاجئ فلسطيني، في مخيم اليرموك والمناطق المحيطة به. وقال الناطق المتحدث باسم «أونروا» كريس جانيس: «النزوح مستمر، إذ ينتقل الناس إلى منطقة يلدا المجاورة، للفرار من القتال، بعض الأسر مستقرة في اليرموك، إما لأنها لا تستطيع الانتقال بسبب احتدام المعارك، أو لأنها اختارت البقاء، ليس لدينا أي أرقام عن عدد من انتقلوا، لكن الوضع الإنساني في اليرموك ويلدا لا يُحتمل».

مشاركة :