في محاولة لفضح الدور القمعي الذي يمارسه الحرس الثوري الإيراني على المسؤولين، ولتخفيف قبضته على مفاصل الدولة، اعترف الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس (السبت) بأن إحدى المشكلات الكبيرة التي تواجه حكومته هي أن المسؤولين يتعرضون للترهيب من جانب «هيئات إشراف»، في إشارة إلى «الحرس الثوري»، الذي طالما تصادم معه ومع القضاء الذي يهيمن عليه المحافظون، لدورهما الكبير في السياسة والاقتصاد.وقال روحاني، في خطاب نقله التلفزيون الحكومي: «عندما يذهب أحد المسؤولين إلى العمل في الصباح، يرسل إليه أحدهم رسالة نصية، ويتصل به آخر ويهدده.. لا يمكن إدارة الدولة بهذا الشكل»، وأضاف مخاطباً مسؤولي حكومته: «لا تكترثوا لبعض الرسائل والتهديدات. إذا كنتم تخافون الرد عليها أرسلوها إلي».وحول سعيه إلى التنصل من مسؤولية الفشل العام الذي تعاني منه كافة القطاعات في إيران، انتقد الرئيس الإيراني عدم تحرك المسؤولين بشكل فاعل للرد على الاحتجاجات الشعبية المتزايدة.وقال روحاني: «إن المسؤولين لا يتحركون ويبدو أنهم نذروا الصمت»، في لهجة لا تخلو من تهكم وسخرية، وأضاف: «بما أن الناس ليس لديهم معلومات كافية.. وبما أن الناس لا يرون خططاً للمستقبل، قد يشعرون بالاستياء والغضب وينزلون إلى الشارع ويصرخون».وتابع روحاني: «لكننا قلما نخاطب الشعب. المسؤولون في حكومتنا نذروا الصمت. لا أعلم من الذي طلب منهم ذلك. لا أعلم ما الذي يخافون منه».واستمراراً للانتفاضة، التي شهدتها إيران نهاية العام الماضي، انتشرت في الأسابيع القليلة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات وتقارير لاحتجاجات واسعة شملت مظاهرات مزارعين على نقص المياه في أصفهان، واحتجاجات لسكان من العرب على التمييز في معاملتهم في محافظة خوزستان (جنوبي إيران)، واحتجاجات على إصلاحات إدارية في مدينة كازرون (جنوب غربي البلاد).وتظهر تلك التسجيلات احتجاجات محلية تتوسع في شعاراتها ضد نظام الملالي وتطلق شعارات منها «عدونا هنا، وخطأ القول إن أمريكا هي عدونا».
مشاركة :