خمسة عشر عامًا من الإبداع في مجال النحت جعلت من الفنان عبدالهادي الفرحان محترفًا في نحت الرخام والأشجار والأحجار والرمال، معتمداً على نفسه في نشر هذا الفن الجميل، الذي يرى أنه لا يقل أهمية عن فن الرسم والطرب، ومعاتبًا المهتمين والجهات المسؤولة عن الفنون بتهميش النحت في هذه الفترة الفنية الذهبية. ويقول الفرحان: النحت فن من الفنون الجميلة التي لم تأخذ مكانتها محليًا، حيث إنه يعاني من قلّة عدد النحاتين بسبب فقدان هذا الفن للدعم والتشجيع والتوعية بجمالياته بكل أنواعه كالنحت على الرخام والأحجار والأخشاب والرمال، حتى على مستوى التعليم الحكومي نجد أن التركيز على فن الرسم بشكل واسع ومؤثر، كما أن هناك عوائق أمام انتشار هذا الفن وهي صعوبة توفر الأدوات الرئيسية في الأسواق، وإن وجدت تكون بأسعار عالية جداً، حيث أدى ذلك إلى أن أغلب محترفي هذا الفن أصبحوا يلجأون إلى استيرادها من خارج المملكة، وانعكس ذلك على صعوبة إقامة الدورات التدريبية والتي تعتمد اعتماداً كاملًا على الأدوات كالسكاكين الخاصة، والأزاميل والمطارق، فلا يمكن تدريب المبتدئين دون التطبيق والممارسة، مع العلم بأن هناك إقبالًا كبيراً لتعلّم فن النحت ولكن ارتفاع أسعار أدوات التدريب وعدم الاهتمام به جعله مجالًا يصعب تعلمه، بعكس الرسم الذي يتطلب الألوان واللوحات والأقمشة الخاصة به وهي متوفرة بين أيدي الجميع بأسعار مناسبة. وعن الاهتمام بهذ الفن ودعمه قال الفرحان: لا يوجد أي دعم لموهوبي وفناني النحت، بل إن الاهتمام منصب للفنون الأخرى كالرسم والطرب وهمشوا جانباً مهماً في الفن لا يقل أهمية عن سواه وهو النحت، علماً بأن هناك اتجاهاً مشتركاً بين النحت والرسم، وهي المدارس الفنية التي تجمعهما كالسريالية والتجريدية والتعبيرية والواقعية، ومع ذلك لم يجد فنانو النحت الدعم لإبرازه، ونتمنى أن يكون هناك إنصاف لهذا الفن الجميل والذي يتجسد على قطعٍ من الطبيعة، لا سيما أن هذه الفترة تُعد من الفترات الذهبية التي يُهتم فيها بالفن بشكلٍ ملحوظ، كما أن لدينا في المملكة كنوزاً فنية في مجال النحت، وهذه الكنوز مدفونة تحت التراب، لم تحظَ بالظهور والاهتمام، ونكتشف بين الفينة والأخرى فنانًا ينحت الصخر إبداعًا، ولكن هذا الاكتشاف يظل مغموراً إعلاميًا. وعن مسابقات ومشاركات النحاتين السعوديين قال: نعاني من شح المسابقات والمعارض الخاصة بفن النحت، وجميع المشاركات التي نبرز فيها أعمالنا تكون خارج المملكة، بينما المشاركات الداخلية لا تُذكر، ونحن نتمنى من المسؤولين والمهتمين بالفنون الجميلة الالتفات للنحت ومساعدة النحاتين في تفعيل دورهم ونشر فنّهم، لأن الجيل القادم هو الذي سيُحرم من معرفة هذا الفن نتيجة إهمال الجيل الحالي. وذكر الفرحان أن أبرز الأدوات الطبيعية التي يستخدمها هي جذوع الأشجار الطبيعية مثل الصفصاف والسدر والكافور، لأنها تحمل جمالًا ربانيًا وأليافاً تساعد في الشكل الجمالي للعمل الفني، وتوجد أنواع أخرى من الخشب كالسويدي ولكنه لا يفضل استخدامه. وأضاف: تأثرت ببعض الفنانين العالميين من إيطاليا والسويد والمغرب العربي في هذا المجال نتيجة احتكاكي بهم في المشاركات الخارجية، واستفدت منهم الكثير، وأطمح في أن أكون مؤثراً بين أبناء المملكة بهذا الفن.
مشاركة :