مؤلم الاستهتار في التعامل مع العمالة الوافدة فقط ﻷنهم ليسوا أبناء للوطن، مؤلم نعت الآخرين من ذوي البشرة الداكنة بصفات تنتقص من قيمتهم الإنسانية هناك فئة من البشر أبت أن تتقلص: تلك الفئة التي تقسم البشر إلى مجموعات انصياعاً عرقيَّاً كان أو قوميَّاً ، أو ربما موقفاً محايداً لون البشرة ناهيك عن الحالة المادية أو الطبقة الاجتماعية، هي الفئة المعنية، نعم فالنقطة المقصودة تم الوصول إليها : إنها العنصرية! . لماذا تغتر بحالتك الاجتماعية ؟ بل بأي حق تتعالى كونك من عائلة مرموقة لمَ هذه الفوقية؟ ناتج عنها تقسيم المجتمع إلى طبقات و اضطهاد الآخرين، إنه تمييز غير محمود، إنها عنصرية مميتة لمشاعر أولئك الذين يعانون من داء العنصرية دون سبب وجيه. هو ليس فخراً ﻷن الفخر أسمى من الغرور والغرور تعالٍ متبلور حول الفوقية، فأي سبب تبرر به موقفك واضطهادك لغيرك أيها العنصري ؟ عفواً! لا أنتظر إجابات رغم انطلاق عنان الأسئلة فما أنتظره إجابة لضميرك و إجابتك كونك إنساناً، إجابة إنسانيّة فحسب؛ لا يحق لك أن تضطهد شخصاً ما عنصرياً أو جسمانياً أين أنت من قول الرسول صلّى الله عليه و سلّم «لا فرق بين عربي ولا أعجمي و لا أبيض و لا أسود إلا بالتقوى». إذا لم تكن التقوى هي الفاصل في التفضيل نظراً لقول الله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فليس هناك فاصل، وليس هناك تبرير سوى التشهير بجاهليتك أيها العنصري و الإفشاء عنها فكونك عنصرياً كونك تقول عن ذاتك أنا جاهلي ؛ قال صلّى الله عليه و سلّم لأبي ذر عندما عيّر أحدَ الصحابة بأمه «إنك امرؤ فيك جاهلية»، لذا ليس هناك ما يلفق الاعتقاد الموروث الذي يشير إلى أن هناك جماعات أو أعراق أدنى من جماعات أو أعراقاً أخرى، سواء أكان هذا التمييز وجاهياً أو غير وجاهي فإنه حتماً يخلق جواً صريعاً و عدائياً فكما نعلم أن من أهداف الرأسمالية تقسيم الطبقة العاملة و تبديد ما يشبه بالصراعات المحتملة حتى تقوم على طبقة فمن هنا نتجت العنصرية ؛ فما يهدف إليه هنا هو مجتمع جماعي لا طبقي . الاضطهاد الديني الذي يسعى إلى تغيير الدين و المعتقد، إنه اضطهاد غير محمود أيضاً؛ ﻷن الهدف هو تغيير معتقدات تلك الفئة والتالي الاضطهاد ليس بحل لتحقيق الغاية، والحل الأمثل هو نقد تلك الفئة نقداً بناء لتحقيق الهدف المرجو وهو الصحيح فالاضطهاد الديني يبقى اضطهاداً قد يفاقم بقية الأنواع. «البحر يبدأ بقطرة و الشجر ينهض من بذرة» و من السيئ وجود ذلك النوع من الاضطهاد الجنسوي الذي يرمق من مكانة الرجل و يحقر من مكانة المرأة سواء كان تحقيراً شخصياً أو اجتماعياً فالنساء شقائق الرجال. مؤلم الاستهتار في التعامل مع العمالة الوافدة فقط ﻷنهم ليسوا أبناء للوطن، مؤلم نعت الآخرين من ذوي البشرة الداكنة بصفات تنتقص من قيمتهم الإنسانية. هل لنا أن نسأل ذواتنا عما قد يشعرون به ؟ ماذا لو كنا مكانهم ؟ كيف نرضى لغيرنا مالا نرضاه لأنفسنا، حين أسأل شخصاً أجنبياً عن الذي يضايقه في عمله فإنه يجيبني بأن عدم احترامه كونه ليس ابناً من أبناء الوطن يريق داخله شعوراً بالغربة الدائمة حتى وإن كان يشعر بسعادة في بعض الأوقات، أين نحن مما يكابدونه من مشاعر تحترق داخلهم؟ ما هذه الأخلاق التي تستبيح الشعور بالانتقاص في داخل المضطهدين، أي نوع من الأخلاق نعكسها كجيل واع متعلم مثقف، وإن كانت العنصرية معتقدات موروثة فلماذا لا نميتها ونستميتها. أولئك الذين لا يعون مدى نتانة العنصرية ولها يبررون، سيدركون كيف يشعرون من يتعرضون للعنصرية حين يكونون مع أنفسهم عادلين، بعيداً عن العنصرية المقيتة سينشأ مجتمع حر، لكن مع وجود العنصرية فلا أمل للمجتمع بالنهوض، أحدثكم عن أولئك الذين يسكبون جرعات العنصرية في أكواب حليب أطفالهم حتى يتغذوا منه، نعم ﻷن العنصرية مكتسبة، هم السبب في تدشينها في عقول أبنائهم من باب المنافسة أولاً ثم تصير إلى مفهوم والمفهوم يتم توريثه. ربما لا تدرك أنك عنصري ولكن مرر شريط ذكرياتك للخلف واسأل نفسك أتعامل الأجنبي كما لو كان من أفراد وطنك؟ ،- كسؤال بسيط -، احتفظ بالإجابة لذاتك ساعياً لتغيير داخلك فإن المراد هو الاعتراف الذاتي المبتدئ بتغيير الذات ليس المشاهرة، أفيقوا يا قوم، فرسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال « كلكم لآدم ، و آدم من تراب»، فلماذا الطبقية، و لماذا الفوقية، لماذا التمييز و لماذا العنصرية ؟ فإنها من صفات الجاهلية وكونك عنصرياً كونك جاهلياً فانهض لتحقيق مجتمع بلا طبقات يسوده العدل، يسوده المساواة والخلق الإسلامي.
مشاركة :