تمكن خبراء منظمة حظر الاسلحة الكيميائية أخيرا أمس السبت من دخول مدينة دوما السورية وأخذ عينات من موقع الهجوم المفترض بغازات سامة والذي اثار توترا دبلوماسيا كبيرا على الساحة الدولية لا سيما بين واشنطن وموسكو. والنظام السوري الذي ينفي الاتهامات الغربية بالضلوع في الهجوم الكيميائي المفترض الذي اوقع نحو 40 قتيلا بحسب الدفاع المدني، كان قد دعا منظمة حظر الاسلحة الكيميائية إلى المجيء إلى دوما، لكن الخبراء الذين وصلوا إلى سوريا منذ اسبوع ولم يتمكنوا من دخول المدينة الا السبت. وتحدثت موسكو حليفة النظام السوري عن اسباب امنية، لكن الدول الغربية وعلى رأسها واشنطن وباريس، اتهمت النظام السوري وروسيا بعرقلة وصول المحققين والعبث بالادلة. وأعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في بيان ان خبراءها اخذوا عينات من الموقع بعدما كانت موسكو أعلنت دخولهم اليه السبت. وجاء في بيان المنظمة ان بعثة تقصي الحقائق التابعة لها زارت دوما «(اليوم) لجمع عينات للتحليل فيما يتصل بالشبهات باستخدام اسلحة كيميائية في 7 أبريل 2018». وأضاف البيان ان «منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ستقيم الوضع وتنظر في خطوات لاحقة بما يشمل زيارة اخرى محتملة لدوما». وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت في وقت سابق ان الفريق وصل إلى «المواقع التي يشتبه بأن مواد سامة استخدمت فيها» في دوما. وقالت الوزارة في بيان «بحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن البعثة الخاصة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية زارت قبل ظهر يوم 21 أبريل في مدينة دوما، الموقع الذي يشتبه بأنه تم استخدام مواد سامة فيه». وكانت بعثة منظمة حظر الاسلحة الكيميائية وصلت إلى سوريا في الرابع عشر من ابريل. وأضاف البيان «لقد تم ضمان سلامة العاملين في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ليس من الطرف السوري فحسب، بل ايضا من قيادة القوات الروسية في سوريا». وتابع بيان الخارجية الروسية «نتطلع إلى قيام مفتشي وكالة حظر الاسلحة الكيميائية، بإجراء التحقيق الاكثر حيادية لكشف ملابسات ما حصل في دوما، وأن يقدموا تقريرا موضوعيا» عن الحادثة. بعد مرور اسبوع تماما على المأساة، شنت واشنطن وباريس ولندن ضربات ذات حجم غير مسبوق على منشآت عسكرية للنظام السوري. واعتبرت الولايات المتحدة ان الروس يمكن ان يكونوا قد «عبثوا» بمكان الهجوم فيما اعتبرت فرنسا انه «من المرجح جدا» ان تكون «ادلة اختفت، وعناصر اخرى اساسية». وبعد اسبوعين على الهجوم المفترض، لا تبدو مهمة المحققين سهلة. ومهمة منظمة حظر الاسلحة الكيميائية تحديد ما إذا تم استخدام اسلحة كيميائية وليس تحديد المسؤولين. وقال بيان المنظمة السبت ان «العينات التي جمعت ستنقل إلى مختبر منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في ريسفيك (ضواحي لاهاي) ثم سترسل للتحليل في مختبرات معينة من قبل المنظمة». وتابع «بناء على تحليل نتائج العينات ومعلومات ومواد اخرى جمعها الفريق» سيتم وضع تقرير يرفع إلى المنظمة. وتقول منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي مقرها في لاهاي ان المفتشين يمكنهم «الحصول على عينات كيميائية وبيئية وطبية» وأخذ إفادات ضحايا وشهود وطواقم طبية وحتى المشاركة في عمليات تشريح. وقال خبراء ان بإمكانهم ايضا البحث عن ادلة تثبت ما إذا تم تغيير الموقع. والاتهامات الاولى اشارت إلى استخدام غاز الكلور أو السارين. لكن احتمال ايجاد ادلة على اثار مباشرة لهذين الغازين تتضاءل مع مرور الوقت، وخصوصا بعد مضي عشرة أيام بالنسبة للكلور. على صعيد اخر وبعدما استعاد النظام السوري مدينة دوما بالكامل يركز الان عملياته على اطراف اخرى لإحكام السيطرة على محيط مدينة دمشق. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فإن قوات النظام قصفت لليلة الثانية على التوالي حي الحجر الاسود ومخيم اليرموك في جنوب دمشق.
مشاركة :