ينعقد المؤتمر الوزاري التمهيدي لقمة دول السبع في تورنتو الكندية وسط تحركات دولية تسعى إلى انهاء الحرب في سوريا. روسيا الغائبة من القمة بيدها أوراق كثيرة في سوريا، ووزير الخارجية الألماني يحثها على "مساهمات بنَّاءة". ينعقد اليوم الأحد (22 أبريل/ نيسان 2018) الاجتماع الوزاري التمهيدي لقمة الدول السبع بمدينة تورونتو الكندية ويُنتظر أن يركز بشكل أساسي على العلاقات مع روسيا ودور الأخيرة في الأزمتين السورية والأوكرانية. ولن تحضر روسيا هذا الاجتماع، فقد تمّ استبعادها من المجموعة في عام 2014 عقب استيلائها على شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وذلك عقب 12 عاما من العضوية الكاملة في المجموعة. ويشارك في المشاورات كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهي القوى الغربية التي تمتلك حق النقض بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتي قامت مؤخرا إلى جانب بريطانيا بضربة انتقامية ضد قوات حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ردا على استخدامها المحتمل للأسلحة الكيماوية في مدينة دوما. "على روسيا تقديم إسهامات بنَّاءة" وقبل توجهه إلى كندا حثّ وزير الخارجية الألماني هايكو ماس روسيا على المساعدة في حل الأزمة السورية. وأوضح أمام الصحفيين: "نحن بحاجة إلى إسهامات بناءة من روسيا من أجل التوصل إلى حل سلمي". وأشار: "سوف أؤكد مجددا دعمنا لعملية السلام برعاية الأمم المتحدة. نحتاج بشكل ملح إلى حل سياسي لهذا الصراع المستمر منذ فترة طويلة جدا". وزاد الصراع السوري من حدة العلاقات المتأزمة أصلا بين روسيا الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد والغرب. ويذكر أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل سبق لها أن انتقدت بشدة تورط روسيا في الصراعين السوري والأوكراني وهي تؤيد استمرار الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على موسكو. لكن ماس ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الشريك في تحالف ميركل، والذي يهدف عادة إلى وجود علاقات دافئة مع موسكو. وزير الخارجية الألماني هايكو ماس موقف برلين تحت مجهر البوندستاغ غير أن لجنة الخدمات العلمية في البرلمان الألماني "بوندستاغ" أصدرت مؤخرا دراسة أفادت بأن الضربة العسكرية المدعومة التي حصلت على الدعم الألماني السياسي، مخالفة للقانون الدولي. وجاء في التقرير الذي كلفت الكتلة البرلمانية لحزب "اليسار" (معارضة) بإجرائه بأن "استخدام العنف العسكري ضد دولة للمعاقبة على انتهاكها لميثاق دولي، يمثل انتهاكاً لحظر استخدام العنف، الذي ينص عليه القانون الدولي". من جهتها ردت الحكومة الألمانية في جواب على سؤال عن ذات الحزب المعارض أن نظام الأسد استعمل السلاح الكيماوي في أربع حالات. واعتمدت الحكومة في جوابها على معلومات لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية التابعة للأمم المتحدة كما أفادت "تاغسشبيغل" الألمانية في عددها الصادر اليوم (الجمعة 20 أبريل/ نيسان 2018). "من الضروري التفاوض مع موسكو" وفي ذات السياق، كشفت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الصادرة اليوم الأحد أن القوات المسلحة الألمانية كانت قادرة على المشاركة في الضربات الجوية الثلاثية لكن "لم يطلب منا ذلك هذه المرة". واعتبرت الوزيرة أن هذه الضربات أعادت تنشيط مبادرات السلام، موضحة أنه من الضروري التفاوض مع حكومة الأسد لتحقيق خطوات أولية مثل وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للسوريين. ودعت فون دير لاين إلى اتخاذ موقف صارم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن مع الإبقاء في الوقت ذاته على قنوات للحوار مع روسيا. و.ب/ م.س (أ.ف.ب، د.ب.أ، رويترز)
مشاركة :