قالت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في غزة سهير زقوت، إن مستشفيات القطاع تعاني من أزمة حقيقية في المستلزمات الطبية وهو ما يفاقم المشكلة ويجعل عمل الطواقم الطبية صعبا جدا ويطيل أمد شفاء المصابين بجروح ضمن أحداث "مسيرة العودة" المستمرة منذ 30 مارس المنصرم .وأقرت زقوت - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد- أن الجروح التي تتم معالجتها ناتجة عن استخدام ذخيرة حية، لافتة إلى أن الذخيرة الحية يجب ألا تستخدم إلا كملاذ أخير، وذلك حين لا يكون هنالك من بد لتجنبها، ويكون استخدامها مرتبط بمنع خطر على حياة قوات الأمن.. مشيرة إلى أن طواقمنا الطبية المتواجدة في مستشفيات غزة تقوم بإجراء عمليات جراحية، ضمن مهمتنا الإنسانية في القطاع.ولدى سؤالها عن نوعية الأسلحة المستخدمة من رصاص وغاز وما إذا كانت محرمة دوليا، أكدت زقوت أن كل الملاحظات التي يتحدث عنها الإعلام، نتعامل معها كادعاءات إلى أن يتم توثيقها والتأكد منها من خلال طواقم الحماية التابعة للجنة الدولية، ولا نصرح على العلن بما نرى، بل نترك هذا الموضوع إلى الحوار الثنائي مع السلطات الإسرائيلية بعد توثيق الأحداث".. مشيرة إلى أن هذا هو دور اللجنة وطريقة عملها.وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد نقلت اليوم، عن أطباء فلسطينيين وأجانب يخدمون في قطاع غزة ، قولهم إن حوالي 1700 فلسطيني أصيبوا في غضون شهرين بالرصاص الحي خلال مشاركتهم في مسيرات العودة الكبرى السلمية، واصفين الإصابات بالأخطر منذ الحرب الأخيرة عام 2014.وأشار الأطباء إلى أن معظم المصابين سيعانون من إعاقة دائمة بسبب تعرضهم لإصابات "مدمرة"، لافتين أن 5 آلاف فلسطيني منهم 36% أصيبوا بالرصاص الحي.فيما قال أطباء من منظمة "أطباء بلا حدود"، أن فرقها تعالج الجرحى الذين خضعوا لعمليات جراحية وتعرضوا لإصابات شديدة يصعب علاجها. مشيرين إلى أن معظم المصابين سيصابون بإعاقات بدنية حادة وطويلة الأمد.وأشار أطباء المنظمة إلى أنهم عالجوا 500 فلسطيني أصيبوا في الأطراف معظمهم من الرجال وبعضهم من النساء والأطفال.ويقول أحد الأطباء أن الفرق الطبية لاحظت أن الإصابات تسبب أضرارا بالغة في العظام والأنسجة وأن حجم الجروح يصل إلى حجم قبضة اليد.وقالت ماري إليزابيث إنجرس رئيسة بعثة المنظمة في فلسطين أن معظم المصابين يعانون من جروح تسببت في تدمير النسيج بعد أن حطمت العظام وإن هؤلاء سيخضعون لعمليات جراحية معقدة للغاية، ومعظمهم سيعانون من إعاقات تستمر مدى الحياة.. مبينة أن البعض منهم عرضة لخطر البتر بسبب عدم توفر الرعاية الكافية في غزة.وتشير المنظمة إلى أنه بالإضافة إلى المعالجة الدورية للإصابات سيحتاج المصابون إلى مزيد من الجراحة وإعادة التأهيل لفترات طويلة، وأنهم سيعانون بشدة في حال لم يتلقوا العلاج اللازم بغزة أو يتلقون تصاريح للعلاج بالخارج.فيما تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك نقصا في المعدات الطبية يضر بالجرحى وقدرة الأطباء على الاستجابة بفعالية فورية للحد من خطورة الإصابات. مشيرةً إلى وقوع إصابات في صفوف الطواقم الطبية جراء استهدافها المتكرر، بحسب ما أوردته صحيفة القدس المحلية.واستشهد منذ انطلاق مسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة، 37 مواطنا فلسطينيا، وأصيب أكثر من 5 آلاف آخرين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركز على الشريط الحدودي الفاصل مع القطاع ، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
مشاركة :