تسافر دار كلمات ، التابعة لمجموعة كلمات للنشر والتي تتخذ من إمارة الشارقة مقرًا لها، في كل رحلة تجولها إلى عالم الأدب والكتاب، لتنقل ثقافات الشعوب، وجوانب من حياتهم، واهتماماتهم الإنسانية، وتبث رسائل اجتماعية ترتقي بعقول قرائها، تساعدهم في الإبحار بين أحرف الكلمات، ليكتسبوا من خلالها معرفة وثقافة ومتعة، وهذا ما قدمته لهم من خلال نشرها للطبعة العربية من الرواية العالمية "المعيلة" التي ترجمت إلى 25 لغة.وتعتبر "المعيلة" التي تعرضها كلمات خلال مشاركتها في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، واحدة من أبرز علامات الأدب النسوي لليافعين، ألفتها الكاتبة الكندية ديبورا أليس وترجمتها إلى العربية جنى الحسن، وتتناول الرواية مسار سيدات من أفغانستان تحت حكم طالبان وما يواجهنه من تحديات ومصاعب حياتية. وتسرد الكاتبة القصة ضمن سلسلة مكونة من أربع روايات جاءت تحت عناوين: "المعيلة"، و"رحلة بارفانا"، و"مدينة الطين"، و"اسمي بارفانا".تحكي رواية "المعيلة" عن فتاة اسمها بارفانا تعيش في أفغانستان، أصبحت ترتدي ثياب أخيها، لتكسب بذكورتها ما لا تستطيعه بأنوثتها، ولتعمل بحرية دون التعرض للاضطهاد والقهر الذي تواجهه المرأة في ظل الظروف الصعبة في أفغانستان، وتتمكن من كسب المال لتعيل أسرتها بعدما دخل والدها إلى السجن وأصبحت هي المعيل الوحيد لوالدتها وإخوتها.تسرد الكاتبة ضمن رواية "رحلة بارفانا"، قصة الفتاة التي تبحث عن الحياة وسط الحروب والنزاعات، في بلد لا يتوقف فيه الاقتتال، وتنتهي الفصول وتتعاقب ولكن فصل الحرب لا يهرم ولا يموت، ورغم هذا كله تتابع بارفانا قصة البحث عن الحياة، وتصادف في هذا الطريق أولادًا حالمين مثلها بالحياة، مثل ليلى وواصف وحسن الذين يعيشون في قلب حقل ألغام، ويعملون معًا على مواجهة هذه الآلام التي تبدو وكأنها من غير نهاية! بمجرد أن تفتح غلاف الرواية ستجد نفسك داخل بوابة مدينة الطين نفسها، وربما ستمد شاوزيا، الفتاة الأفغانية اللاجئة إلى باكستان، يدها لتسألك بعض الطعام أو المال. وتدور تفاصيل هذه الرواية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 مباشرة، وفي ظل تدفق اللاجئين إلى الحدود الباكستانية إثر الخوف من الضربات الأمريكية، ويتجول القارئ في الرواية مع شاوزيا في أجواء مرعبة باعثة للقلق، حيث تسكن في مخيم للاجئين الأفغان، وتخضع لقوانين قاسية تضعها مديرة هذا المخيم.تعود بارافانا في الجزء الرابع من سلسلة "المعيلة" وهي تبلغ من العمر 15عامًا، بعد رحلة البحث المريرة عن عائلتها عبر أفغانستان، حيث تجتمع بهم مجددًا فيقررون أن يعيشوا معًا في إحدى القرى، بعد أن أنشؤوا مدرسة خاصة بتعليم الفتيات الكتابة والحساب والخياطة والإسعافات الأولية، لكن رجال القرية يهددون بإغلاقها وإلحاق الأذى بكل من ينتسب إليها، فالمدرسة في نظرهم تفسد الفتيات، ولابد لبارفانا وعائلتها استجماع ذكائهم وشجاعتهم للوقوف في وجه من يريد هدم هذه المدرسة.تمتلك الكاتبة ديبورا أليس أكثر من 20 كتابًا، أشهرها سلسلة روايات "المعيلة"، التي حصلت من خلالها على أكثر من مليون دولار أمريكي من حقوق البيع، وتبرعت بها لصالح "جمعية نساء كنديات لمساندة النساء في أفغانستان". وقد حصلت أليس على عدة جوائز، من أهمها جائزة جين أدامس لكتب الأطفال، وجائزة كاليفورنيا لكتب الشرق الأوسط.
مشاركة :