سمير عطا الله: «أهمية أن تكون جدِّياً»

  • 11/25/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

العنوان أعلاه مأخوذ من مسرحية لأوسكار وايلد. لم أجد أنسب منه وأنا أفكر في استقالة عبد الرحمن الراشد من «العربية» بعد عشر سنوات من العمل التلفزيوني الباهر. جاء الراشد من الجريدة إلى التلفزيون بالسهولة التي يعبر فيها المرء من الدار إلى الحديقة. ترك أثرا كبيرا في «الشرق الأوسط» وريادة مفصلية في «العربية»، مرتقى الفضائيات الإخبارية. وبين هذه وتلك، تطور في دأب نادر إلى أحد أبرز الكتاب السياسيين العرب. وبهذا المعنى كان عبد الرحمن أحد الرواد الذين نقلوا الصحافة السعودية، فكرا وإدارة، إلى المستوى العربي الشامل. حاسم وحازم ومتطور. سبق الراشد التقدم الصحافي ولم يسبقه. لم يوقفه المنصب ولم يستوقفه. لا في «الشرق الأوسط» ولا في هذا الحقل الشديد التعقيد والمرعب السرعة، المسمى التلفزيون. عملت معه هنا وهناك. وفي الحالتين، عرفت مهنيا من مرتبة شديدة العلو. ما أجمل وما أعقل أن تختلف معه، فعندها لا تدرك مدى نفوذه، بل مدى حريتك. مرة كتبت مقالا يبدو أنه أثار أزمة سياسية لا علم لي بها. وفي اليوم التالي اعتذر هو عني، لكي لا يحرجني بالاعتذار. وقال ما معناه، إن الخطأ يؤكد عفوية الكاتب، ولا يقلل من شأنه لدى جريدته. منذ سنين وأنا أقرأ عبد الرحمن الراشد وكأنني صحافي مبتدئ. وفي خضم الأعمدة وتلاطم الزوايا وانتشار المفاخر، أجد في مقاله، كل مرة، ناحية إضافية وفكرا أبعد وصورة بانورامية تدل على مدى جديته في البحث والتفكير. في التلفزيون ظل عبد الرحمن الراشد خلف الأضواء، لا أمامها. لم تغره مرة واحدة في شيء. ومن مكتبه كان يحرك الأضواء في كل اتجاه إلا صوبه. أعطاه الشيخ وليد الإبراهيم وكالة مطلقة، فتجاوز التوقعات. وسرعان ما تجاوزت «العربية» نفسها، نسب المشاهدة. وباحترامها لنفسها ومهنيتها، استهوت المشاهد العاقل والباحث عن الحقيقة. كانت «العربية» تشبه عبد الرحمن إلى حد بعيد. بصراحتها ومباشرتها وآدابها في وقت واحد. وفيما أعطى الكاتب لنفسه حرية الموقف، حرص المدير العام على التوازن وسط حريق هائل يلف الأمة. عندما بدأت مع بداية «العربية» في دبي، كان عدد موظفي مجموعة «MBC» نحو 800 شخص. هناك نحو خمسة آلاف اليوم، تضمهم أكبر وأهم مؤسسة تلفزيونية في الشرق العربي.

مشاركة :