فتح «صرح زايد المؤسس» أبوابه أمس لاستقبال الجمهور، ومنحه فرصة غير مسبوقة للتعرف إلى جوانب من تاريخ وإرث المغفور له، باني ومؤسس الدولة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وستتاح زيارة الصرح، الذي يعد تحفة فنية، يومياً، من التاسعة صباحا إلى الـ10 مساء على مدار أيام الأسبوع، مجاناً. ويتميز الصرح بتقديم تجربة الوسائط المتعددة، التي تلقي الضوء على حياة المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، وإرثه، وقيمه، من خلال صور نادرة ومشاهد فيلمية، إضافة إلى قصص شخصية يرويها أشخاص عرفوه من كثب، وهو ما يتيح للجميع فرصة التعرف بشكل أعمق إلى القائد المؤسس، وأفكاره، وصفاته، وأسلوبه في الحكم، الذي جعل منه قائداً عز نظيره، حيث تحققت في عهده - سواء عندما كان حاكماً لإمارة أبوظبي أو رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة - إنجازات غير مسبوقة، جعلت من الإمارات نموذجاً تنموياً ينظر إليه الجميع في المنطقة والعالم بالإعجاب والتقدير، وجعل من أبوظبي واحة للأمن والاستقرار، كما هي عاصمة للتعايش والتسامح. وتتيح زيارة الصرح، الذي دُشن تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تكريماً للوالد المؤسس في الذكرى المئوية لميلاده، استذكار جوانب من تلك الإنجازات التي فرضت تخليد اسمه وتاريخه وإرثه، فبينما كانت إمارات الخليج العربي المتصالحة تستعد لمرحلة جديدة، وغير مسبوقة، مع إعلان بريطانيا رغبتها في الرحيل عن المنطقة، كان الشيخ زايد بفطرته السليمة ورؤيته الثاقبة يفكر في مستقبل أبناء هذه المنطقة، الذين يجمعهم تاريخ وقيم مشتركة توجب أن يكون مصيرهم مشتركاً، ومن هنا بلور رؤية واضحة لمستقبلها، ورأى أن الحل الوحيد الذي يمكن أن يحقق تطورها وينقلها مما كانت فيه اجتماعياً واقتصادياً وكذا سياسياً، هو الاتحاد. ورغم كل الصعوبات والتحديات الداخلية والخارجية، فقد تحقق الاتحاد، الذي ترسخت أسسه بفعل قيادة حكيمة، كانت ترعى مصالح الجميع، وتضحي من أجل توفير العيش الكريم لكل أبناء الشعب، فشقت الطرقات، وأمنت موارد المياه الدائمة، وبنت المدارس والجامعات، وأنشأت الشركات والمؤسسات، وفتحت المجال للجميع لكي يعملوا ويسهموا في بناء بلدهم، فكانت النتيجة أن أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى، ومصدر إلهام للكثيرين في العالم العربي، وبرهاناً على إمكان أن تتحقق المعجزات حتى بأقل الإمكانات، إذا توافرت النية الصادقة، والإخلاص، والإرادة والتصميم، والعمل الدؤوب، والانفتاح على كل أبناء الشعب. وهذا ما تمثل في شخص الشيخ زايد، الذي كان - كما وصفه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة - قامة عظيمة، حفرت اسمها بأحرف من نور في قلوب الملايين، ونالت احترام العالم كله، لحكمته، وسعة إنسانيته، ورجاحة رؤيته، ومساعيه المخلصة، وطموحه، في عالم تسوده قيم التسامح والمحبة والسلام. وستبقى مدرسة زايد تلهمنا، وتثري مسيرة الإمارات الحافلة، وتدفعنا إلى بذل قصارى جهدنا لرفعة الوطن.
مشاركة :