«بروكسل 2» يبحث اليوم مرحلة ما بعد الحرب في سورية

  • 4/23/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يبحث ممثلو نحو 85 دولة ومنظمة دولية اليوم وغداً في بروكسل مرحلة ما بعد الحرب في سورية، فيما أكد مجلس الأمن الدولي عزمه الانكباب على الملف السوري بعد خلوته في السويد. في وقت تم أمس إجلاء مقاتلين ومدنيين من منطقة القلمون الشرقي قرب دمشق إلى منطقة عفرين التي تسيطر عليها فصائل معارضة مدعومة من أنقرة في شمال غرب سورية. ويبحث ممثلو نحو 85 دولة ومنظمة دولية اليوم وغداً في بروكسل كيفية مساعدة الشعب السوري، وإعداد مرحلة انتقالية بعد الحرب، بمشاركة أكثر من 200 منظمة غير حكومية. وسيتناول المؤتمر المشترك بين الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة «بروكسل 2»، بعد مؤتمر مماثل في العام الماضي، «الجوانب الأساسية للمساعدات الإنسانية والمرونة في سورية والمنطقة»، فضلاً عن القضايا الأطول أجلاً، مثل الشباب والتعليم والشمولية والاقتصادية والتنمية الإقليمية الاجتماعية. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع «فوكس نيوز»، أمس، إن أميركا وفرنسا وحلفاء آخرين سيكون لهم «دور مهم جداً» بعد انتهاء الحرب السورية. وحذر من أن إيران الحليف الأكثر دعماً للرئيس السوري بشار الأسد ستسيطر على سورية إذا انسحبت هذه الدول بشكل أسرع من اللازم. وأضاف ماكرون أن بلاده ليس لديها خطة بديلة للاتفاق النووي الإيراني، وأن الولايات المتحدة يجب أن تظل ضمن الاتفاق مادام لا يوجد خيار أفضل. في السياق، أعلنت السويد، أمس، أن سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن أنهوا اجتماعهم في السويد واتفقوا على تكثيف الجهود وتجاوز الخلافات للتوصل الى حل للنزاع في سورية. وقال السفير السويدي لدى الأمم المتحدة أولوف سكوج: «هناك اتفاق على العودة بشكل جدي الى الحل السياسي في إطار عملية جنيف التابعة للأمم المتحدة». وكان سفراء الدول الـ15 لدى الأمم المتحدة التقوا أول من أمس في باكاكرا، المقر الصيفي لداغ هامرشولد الأمين العام الثاني في تاريخ الأمم المتحدة، وتباحثوا في الشؤون الانسانية في سورية والأسلحة الكيماوية. وأضاف السفير: «سنعمل جاهدين الآن وخلال الأيام المقبلة للاتفاق على آلية جدية تحدد ما اذا كانت هذه الأسلحة (الكيماوية) استخدمت، ومن هو المسؤول عن هذا الأمر». وقال: «لقد كنا قلقين جداً إزاء تفاقم النزاع في المنطقة». وأوضح أنه «بمجرد أن جلس زميلي الروسي فاسيلي (نبنزيا) والسفيرة الأميركية نيكي (هالي) حول طاولة واحدة طوال يوم ونصف، نشأت ثقة مجلس الأمن بحاجة إليها لتحمّل مسؤولياته». من جهته، قال السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر لـ«فرانس برس»، إن هذه الخلوة «أتاحت لأعضاء مجلس الامن التخلي عن عملية التسيير الآلية والدخول في نقاش فعلي ومعمق». وأضاف: «حاولنا البدء في تحديد مناطق التلاقي الممكنة». على الصعيد الميداني، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر تابعة للمقاتلين، أن حافلات نقلت مقاتلين ومدنيين سوريين، أمس، من منطقة القلمون الشرقي إلى أحد الجيوب التي تسيطر عليها فصائل معارضة سورية مدعومة من أنقرة في شمال غرب سورية. وتأتي عملية الإجلاء من منطقة القلمون الشرقي الواقعة على بعد 60 كيلومتراً شمال شرق دمشق، استناداً الى اتفاق يؤمن ممراً آمناً لانسحاب آلاف المقاتلين وعائلاتهم إلى منطقة سيطرة الفصائل المعارضة في الشمال. ونقلت حافلات بعض من تم إجلاؤهم إلى عفرين، الجيب الذي سيطرت عليه فصائل معارضة سورية مدعومة من تركيا في شمال غرب سورية بعد طرد «وحدات حماية الشعب» الكردية. وأعلن مقاتلون أنهم في طريقهم إلى مخيم للنازحين في المنطقة. وفي منطقة الباب قال أبومحمود، وهو مسؤول أمني من الفصائل المعارضة يواكب القافلة لـ«فرانس برس» إن «القافلة مؤلفة من 1148 شخصاً، وانطلقت من القلمون الشرقي الى عفرين ومخيم جندريس». وتحولت منطقة الباب محطة عبور لعمليات الإجلاء في الأشهر الأخيرة. وقال المرصد إن «القافلة وصلت إلى منطقة عفرين، وتم نقل آلاف المقاتلين والمدنيين إلى هذه المنطقة، والبعض يسكن في بيوت النازحين». ودفع الهجوم على عفرين عشرات الآلاف من المدنيين للنزوح إلى المناطق المجاورة. وأطلقت تركيا في 20 يناير الماضي عملية «غصن الزيتون» بمشاركة فصائل سورية معارضة ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة «إرهابية»، انتهت بفرض سيطرتها على المدينة. وأثار نقل المقاتلين والمدنيين إلى هذه المنطقة المخاوف من حصول تغييرات ديمغرافية لاسيما أن الخطاب الذي رافق الحملة العسكرية كانت له أبعاد عرقية. إلى ذلك، قال المرصد أمس، إن عائلة من ثلاثة أشخاص قتلت في وقت متأخر أول من أمس، إثر قصف النظام مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الخاضع لسيطرة تنظيم «داعش» في جنوب دمشق. وتشن القوات السورية حملة قصف عنيف على مخيم اليرموك الفلسطيني للاجئين الواقع على أطراف دمشق وعلى الأحياء القريبة التي يسيطر عليها التنظيم. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن امرأة وزوجها وطفلهما قتلوا في القصف على اليرموك، «ليرتفع إلى تسعة على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا منذ التصعيد على المنطقة يوم الخميس». وأشار إلى تواصل القصف الجوي والصاروخي والاشتباكات في الحي. وكان اليرموك حياً مكتظاً بالسكان في العاصمة لكن العنف مزقه منذ اندلاع النزاع السوري في 2011. وفرضت الحكومة السورية حصاراً عليه في 2012، فيما أنهك القتال بين الفصائل المعارضة والمتطرفين السكان. وفي 2015، سيطر «داعش» على معظم أجزاء الحي، فيما وافق مقاتلون من المعارضة ومتطرفون من خارج التنظيم كانوا متواجدين بأعداد أقل في اليرموك على الانسحاب قبل أسابيع. وتأتي العملية العسكرية على اليرموك في إطار سعي قوات النظام لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق.

مشاركة :