قدمت الباحثة نوير بنت مبارك العميري في العام (1438 هـ/ 2017م) رسالتها لنيل درجة الماجستير في الجامعة العريقة أم القرى تحت عنوان (عنيزة في عهد الملك عبدالعزيز) وتتحدث عن مدينة عنيزة في الفترة (1322 - إلى 1373 هـ) الموافقة (1904 - إلى 1953م) وهي دراسة تاريخية وحضارية أشرف عليها الدكتور يوسف بن علي الثقفي. والرسالة احتوت فصولا سبعة تناولت عنيزة قبل حكم الملك عبدالعزيز رحمه الله، والأوضاع الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية والرياضة في عنيزة، وفي كل فصل مباحث وحديث مطول وبلغة أكاديمية وتوثيق من المراجع والمصادر، وبعدد صفحات جاوز الخمسمائة صفحة. هذا ملخص لفصول وعناوين الرسالة التي يمثل موضوعها هذه الأيام مطلبا لكل أهالي منطقة ومحافظة أو مدينة وقرية أن يجدوا رسالة علمية عن مدينتهم، وصلتها بأحد رموز هذا الوطن الكبير، فما بالك إذا كان هذا الرمز، هو الملك عبدالعزيز رحمه الله؟ وهنا أحب أن أهمس في أذن المهتمين من أهل عنيزة بهمسة مع جزمي بأنهم الأكثر متابعة واهتماما بتاريخ محافظتهم الرائعة عنيزة وما يكتب عنها... فأقول إن بعض المناطق والمحافظات يتطلعون كثيرا ويكلفون الباحثين لعمل كتاب أو دراسة عن مدينتهم ثم تنشرها لجنة الأهالي أو أحد أبناء المدينة الداعمين للمناشط الاجتماعية، وهذا حق مشروع بل لمسة وفاء يشكرون عليها أهالي هذه المدن وأبناء الوطن كافة. لكن فيما يخص عنيزة أتت هذه الرسالة جاهزة على طبق من ذهب ومجازة من جامعة من أعرق الجامعات السعودية، ولم يبق إلا النشر والتوزيع، وهذا ما نؤمل أن نراه في القريب العاجل لهذه الرسالة أو غيرها من الدراسات التي تبحث تاريخ الوطن. ولعلي أشيد وأشكر هنا بتوجه مهم قامت به أقسام التاريخ والحضارة في جامعاتنا السعودية من تكليف طلاب الدراسات العليا بأن تكون رسائلهم العلمية في تاريخ المدن السعودية في عهد الملك المؤسس أو أنجاله الكرام فرأينا دراسات عن العديد من المدن السعودية كتبها طلاب من أبناء الوطن وأشرف عليهم علماء كبار من أساتذة التاريخ، فكان النتاج ثريا بحمد الله. هذه خواطر أتت في ذهني وأنا أتصفح هذه الرسالة الثرية للباحثة العميري، وأتمنى أن نرى هذه الرسالة وأمثالها في أرفف المكتبات والجامعات ودور النشر ليزداد الوعي والثقافة الوطنية بحول الله.
مشاركة :