واصل النجم المصري محمد صلاح كتابة التاريخ مع ناديه ليفربول، بعد أن فاز بجائزة لاعب العام التي تمنحها الرابطة الإنكليزية، ويبدو أن صلاح سيكون على موعد مع العديد من الجوائز والإنجازات في المستقبل. أثبت النجم المصري محمد صلاح أن نجوميته ستوصله الى أبعد مما يتوقع الكثيرون، وانه قادر على مقارعة نجوم كرة القدم حول العالم، حيث تمكن من الفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز للموسم الحالي 2017-2018، التي تمنحها رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين، في أول موسم له مع ناديه ليفربول. وباتت تطلعات "الفرعون المصري" بلا حدود، اذ تعتبر هذه الجائزة بمنزلة انطلاقة جديده لطموح النجم الذي لايزال في الـ25 من العمر، وأمامه الوقت الكافي لإضافة المزيد من الإنجازات في سجله الذهبي. ولم يكن فوز صلاح بالجائزة سهلا على الإطلاق، حيث تنافس مع ثلاثي مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم، البلجيكي كيفين دي بروين الذي حل ثانيا، والألماني ليروي ساني، والإسباني ديفيد سييلفا، وحارس مانشستر يونايتد الإسباني ديفيد دي خيا، ومهاجم توتنهام هوتسبر هاري كين، الذي حل ثالثا. وأصبح "الملك المصري"، كما تلقبه جماهير "الريدز"، ثاني لاعب عربي يتوج بهذه الجائزة بعد النجم الجزائري رياض محرز، الذي حصدها العام قبل الماضي، بعد أدائه المبهر مع ناديه ليستر سيتي وقيادته لتحقيق أكبر إنجازاته بالفوز بلقب البريميير ليغ. ومنذ انتقاله إلى صفوف "الريدز"، بداية الموسم الجاري قادما من روما الإيطالي مقابل 42 مليون يورو، كان النجم المصري نجم الشباك الأول في الفريق الإنكليزي، وتمكن بموهبته، التي لا تخطئها العين، من الهيمنة على الجوائز الفردية في "البريميير ليغ"، هذا بالإضافة إلى أهدافه التي هزت شباك المنافسين. ويتربع صلاح (25 عاما) على عرش هدافي المسابقة برصيد 31 هدفا قبل 3 جولات من النهاية، فضلا عن صناعته 10 أهداف. كما استطاع ان يعادل الرقم الذي حققه روجر هانت لاعب ليفربول السابق موسم 1961- 1962، ليصبح ثاني لاعب في تاريخ الفريق يسجل في 23 مباراة مختلفة خلال موسم واحد بالمسابقة. ولم يكتف صلاح بالتألق داخل ملاعب إنكلترا فحسب، بل تخطى طموحه لما هو أبعد من ذلك، وراحت أهدافه تغزو شباك كبار القارة العجوز ليقود فريقه للمربع الذهبي في "التشامبيونز ليغ" لأول مرة منذ موسم (2007-2008). ويتصدر النجم المصري حتى الآن قائمة هدافي الدوريات الأوروبية المختلفة، والتي تمنح جائزة الحذاء الذهبي، متفوقا بفارق هدفين أمام الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة. كما أصبح على بعد هدف واحد لمعادلة رقم رونالدو، الذي كان آخر لاعب في انكلترا يسجل 42 هدفاً في مختلف البطولات خلال موسم واحد. قيادة مصر للمونديال ولم يكن موسم صلاح المبهر مقتصرا فقط على فريقه الإنكليزي، بل انه استطاع ببراعة أن يقود "الفراعنة" لحلم ظل عصيا عليهم مدة 28 عاما، وهو التأهل لكاس العالم في روسيا الصيف المقبل. وعرف عنه أنه شعلة متوهجة في الهجوم منذ بدايته بنادي المقاولون العرب المصري، الذي لعب له في بداية مشواره، قبل أن يشد الرحال في 2012 إلى أوروبا، حيث لعب موسمين في نادي بازل السويسري، خطف خلالهما أنظار كبار أوروبا. وفي صيف عام 2013 انتقل إلى تشلسي الإنجليزي، ولكنه ظل أسير مقاعد بدلاء المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، حيث شارك في 13 مباراة بالبريمير ليغ فقط معظمها كبديل، ولم يسجل خلالها سوى هدفين. مع بداية 2015 انتقل صلاح على سبيل الإعارة إلى فيورنتينا الإيطالي، وتألق في صفوفه بشكل لافت في النصف الثاني من الموسم الذي سجل خلاله تسعة أهداف. خطف صلاح خلال تلك الفترة القصيرة أنظار كبار إيطاليا، ليتعاقد معه روما في صيف العام نفسه على سبيل الإعارة في البداية قبل أن يضمه نهائيا. وسجل اللاعب المصري 34 هدفا في كل المسابقات لنادي "ذئاب" العاصمة خلال موسم ونصف قضاها في صفوفه قبل أن يعود إلى إنكلترا، ليخوض تحديا جديدا مع ذاته، في محاولة لمحو آثار تجربة فاشلة في الملاعب الإنكليزية مع الريدز. واختتم صلاح في 2017 عاما حافلا بالإنجازات بتتويجه بلقب أحسن لاعب إفريقي من قبل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وجائزة "الأسد الذهبي" التي تمنحها جريدة (المنتخب) المغربية الرياضية، قبل التتويج الأكبر بحصوله على جائزة الكاف لأفضل لاعب إفريقي، ليصبح ثاني مصري ينال هذا الشرف، منذ فوز أسطورة الأهلي السابق ورئيسه الحالي محمود الخطيب بها في عام 1983، حينما كانت تمنحها مجلة (فرانس فوتبول) الفرنسية.
مشاركة :