أجمع المشاركون في الجلسات الحوارية من فعاليات اليوم الثاني للملتقى الإعلامي العربي أمس، على ضرورة التصدي للأخبار الكاذبة والمغلوطة بشكل مهني واتباع المصداقية ووضع خطط حكومية وتطبيق القوانين المنظمة لمواقع التواصل الاجتماعي، علاوة على ضرورة تدريس التربية الإعلامية في المناهج المدرسية، وكذلك العمل على تنمية الوعي المجتمعي لمواجهة الاخبار الكاذبة. وقال أستاذ الاعلام في الجامعة الأميركية في القاهرة الدكتور حسين أمين، في الجلسة الأولى التي حملت عنوان «الثقة في الاعلام ومصادر المعلومات..مقاومة الاخبار التضليلية»، ان «الصحافة الورقية أحد أوجه التعامل مع الاخبار الكاذبة، التي توضح الحقائق المغلوطة، بشرط التزام تلك الصحف بالمصداقية والموضوعية».بدورها، قالت رئيس وكالة أنباء اللبنانية لور سليمان، إن «وسائل الاعلام اللبنانية تستقي أخبارها من الوكالة الرسمية، كل الاخبار تبث حتى أخبار المعارضة، ولا نقتصر على الحكومية، بشرط ألا يكون في الخبر قدح وذم وقذف»، مشيرة الى ان «هناك مواقع إخبارية تنشر أخبارا مثيرة وجنسية لكي تحقق انتشارا واسعا».ومن جهته، قال المستشار في وزارة الاعلام عبدالعزيز الجناحي «يجب علينا التفرقة بين الخبر التقليدي والخبر المزيف، حيث إن هناك شبكات عالمية لتحري الحقائق والاخبار في الصحف العالمية، كي تستطيع تصنيف الصحف من حيث مصداقيتها وموضوعيتها في نقل الاخبار»، مبينا أنه «يجب العمل على تشخيص الاخبار من حيث مصداقيتها، علاوة على ضرورة العمل على الابتعاد عن الاثارة في تناول الاخبار، وكذلك عدم الاثارة في عناوين ومانشيتات الصحف، وضرورة التأكد من صحة الاخبار وفحص تاريخها خلال تناقلها».وقال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني عبدالوهاب بدرخان، ان «الساحة مليئة بالتجاوزات، والمهمة الكبرى تقع على عاتق الجمهور، حيث إن وسائل الاتصال الطبيعية يجب أن تكون لها دورها في العمل على إحداث التوازن الإعلامي».وأوضح أن «بيان السعودية أوضح الأمور بشأن الطائرة بدون طيار، ولا بد للحكومات بسرعة إصدار البيانات التوضيحية للأحداث، كي تصل الحقيقة مباشرة إلى الجمهور وتقطع دابر الشائعات»، مبينا ان «كثيرا من وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الالكترونية، أصبحت أكثر تأثيرا من الوكالات العالمية»ومن جهته، رأى رئيس تحرير جريد عمون الأردنية سمير الحياري، أن «الجمهور يريد الآن نشر الاخبار بشكل واضح، وأن هناك عددا من المجتمعات العربية كان فيها الكثير من التكتم بشكل كبير على الحقائق»، مؤكدا أن «ما يحصل الآن على وسائل التواصل الاجتماعي أمر صحي لكن يجب تنظيمه». أما رئيس وكالة الانباء في عمان الدكتور محمد العريمي، فلفت إلى أن «تداول الاخبار الكاذبة والمزيفة على مواقع التواصل يصل إلى 70 في المئة، لذلك يجب علينا البدء بتعليم الشباب والنشء بكيفية صناعة الخبر وتداوله بمهنية ومصداقية»، مشيرا الى ان «الاعلام العربي حتى الآن ينشر الخبر بطريقة القص واللصق»، داعيا إلى ضرورة وضع مواثيق شرف إعلامية لمواجهة الاخبار الكاذبة والتصدي للشائعات. وفي الجلسة الثانية بعنوان «قوة التأثير في وسائل التواصل الاجتماعي» أكد ساري من الكويت، أن «وسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بالقبح الأخلاقي والسلوكي».وأوضح أن «الإساءات التي تروج على مواقع التواصل الاجتماعي قد تعزز الفتن وتكثر من خلالها تبادل السباب والقذف والقدح»، معتبراً أن «من المستحيل وضع ضوابط سياسية أو دينية أو قانونية على مواقع التواصل لأنها فضاء مفتوح يصعب التحكم فيه، فتلك المواقع فيها الرديء والحسن ويجب التوعية لأفراد الأسرة والمجتمع للاستخدام الأمثل والصحيح للسوشيال ميديا».وبدوره، قال أحمد الفهيد من المملكة العربية السعودية، أن «الأمور الإيجابية على السوشيال ميديا أكثر من السلبية والكثير من مشاهير التواصل الاجتماعي يستخدمونها بشكل إيجابي»، مبينا أنه يجب على الاسرة توعية أبنائها في كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والعمل على توعية أبنائهم ومراقبتهم، فالكثير من الأشخاص الذين اشتهروا بشكل سلبي وساخر وذاع صيتهم في مواقع التواصل الاجتماعي قد ظهروا لفترة وأفل نجمهم. ومن جهته، قال فيصل البصري، إن «هناك فرقا بين الشهرة والتأثير»، موضحا أن «من يبحث عن الشهرة هو من يروج محتوى مثيرا بغية الشهرة، أما الشخص المؤثر هو من يستطيع أن يحوز ثقة الآخرين ويبث فيهم الإيجابية ويستطيع إرشادهم وتوجيهم بشكل سليم».واعتبرت الإعلامية اللبنانية رغدة شلهوب، في الجلسة الثالثة أن عمل المذيع الإذاعي أصعب منه في العمل كمذيع تلفزيوني، موضحة أنه يعتمد على تلوين الصوت وعليه مسؤولية كبيرة، مبينة أن انتقالها إلى مصر مثل تحديا كبيرا لها، مردفة «الاعلامي عليه أن يكون واسع الثقافة وملما بكل المواضيع، بالإضافة إلى جمع معلومات كافية عن الضيوف التي تستضيفهم».وبدورها، اعتبرت مقدمة البرامج المصرية رانيا هاشم، أن الصحافي الذي يعمل كمذيع تلفزيوني يصبح ناجحا لأن لديه القدرة والخبرة الإعلامية الكافية ليصبح مذيعا ناجحا.ومن جهته، أكد الإعلامي الكويتي عمر العثمان، أنه على الرغم من أن تجربته الإعلامية قصيرة، إلا أنه استفاد منها الكثير من الخبرة، مشيرا إلى أن «الأفضل أن يحافظ المذيع على مصداقيته وخطه الإعلامي الذي يعمل فيه حتى لو انتقل من وسيلة إعلامية إلى أخرى، ويجب أن يكون لديه خطوط حمر، وأن يحافظ على هويته الإعلامية».أما الإعلامي الاماراتي علي السلوم، فرأى ضرورة «وصول العرب إلى العالم عن طريق إيصال رسالة إعلامية محتواها المحبة والسلام، لا تعتمد على أجهزة الاعلام التقليدية مثل الإذاعة والتلفزيون»، مبينا أنه أنتج برنامجا من ماله الخاص ولا ينتظر رعاية إعلامية أو دعائية، مؤكدا ان «البرنامج يعتمد على السفر إلى جميع أنحاء العالم للتبادل الثقافي والتعرف على الشعوب المختلفة».ومن جهته أكد الإعلامي المصري هاني حتحوت، أن «المضمون والمادة المقدمة من أهم عوامل نجاح الإعلامي والمذيع».
مشاركة :