أعلنت مؤسسة القلب الكبير، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فوز مؤسسة «الكرامة للأطفال» الماليزية بجائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين في دورتها الثانية.وجاء اختيار مؤسسة الكرامة باعتبارها واحدة من أفضل المؤسسات الإنسانية في منطقة آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تقدم خدمات الدعم والمناصرة للاجئين والمهجرين، وتقديراً لدورها ورسالتها في رعاية آلاف الأسر بمنطقة سينتول في ماليزيا، وتوفير بيئة آمنة لتعليم أبنائها.وستحصل مؤسسة «الكرامة للأطفال» على مكافأة مالية بقيمة 500 ألف درهم إماراتي (حوالي 136 ألف دولار) لتمكينها من مواصلة جهودها الإنسانية، وسيتم تكريمها رسمياً خلال حفل خاص يقام في الشارقة في 26 إبريل/نيسان الجاري.وتحظى جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.وتمنح الجائزة التي أطلقتها مؤسسة القلب الكبير، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العام 2017، للأفراد أو المؤسسات ممن يقومون بتنفيذ مبادرات فاعلة ومؤثرة لمناصرة ودعم اللاجئين في قارة آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.وقالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: «نؤمن في الشارقة ودولة الإمارات أن العطاء والخير يحتاجان إلى نماذج يهتدي بها أصحاب الأيادي البيضاء، والقلوب الإنسانية، وما دور الجائزة سوى تكريم هذه النماذج، وتسليط الضوء على جهودها لتشكل دافعاً ملهماً للجهود القادرة على التغيير، فما يمكن أن يحدثه كل فرد للاجئين والمحتاجين، يتجاوز ما يعتقده، فالعطاء قد يكون فكرة أو رسالة، وقد يكون مادياً أو معنوياً، ومهما كان حجمه، يظل كبيراً بقيمته، وله أثره، كلما دفع من حولنا للمضي على خطانا، والعمل معنا». وأضافت سموها: «يشكل ما قامت به مؤسسة الكرامة للأطفال نموذجاً يحتذى به، وينبغي العمل عليه في إعادة تأهيل مجتمع اللاجئين والارتقاء بظروفه، إذ اختارت محوّراً أصيلاً في تحديد مسار تحول المجتمعات، والمتمثل في التعليم بوصفه النافذة الأوسع لصناعة التغيير، كما اختارت شريحة الأطفال واليافعين باعتبارهم مستقبل المجتمع وطاقته الكبيرة، القادرة على تحمّل جهد التأسيس، للوصول إلى الأهداف المنشودة على مستوى الأمن، والصحة، والتعليم».وجاء اختيار مؤسسة «الكرامة للأطفال» لنيل هذه الجائزة العالمية تقديراً لما قدمته طوال عقدين من الزمن على مستوى رعاية ودعم اللاجئين، والنهوض بواقعهم من خلال الاستثمار في عقول الأجيال الجديدة وتوفير كل ما يلزمهم لاستكمال حياتهم الأكاديمية، كي يكونوا شركاء فاعلين في تغيير واقع مجتمعاتهم. وقد تأسست المؤسسة، من قبل المؤسسين إليشا ساتفيندر وزوجته بترينا ساتفيندر، وذلك بسبب وجود العديد من الأسر الفقيرة، معظمهم لاجئون في منطقة سينتول بماليزيا. وقد أدرك الزوجان أنه في ظل الموارد المحدودة المتاحة لهما، لن يتم تحقيق النتائج التي يرغبان في رؤيتها، ومع ذلك بدأ الزوجان بتقديم خدمات عديدة للأسر الفقيرة مثل توفير المسكن الملائم لهم، وتوزيع الأطعمة، وتقديم الفحوصات الطبية المجانية، ومن باب إيمانهم بأن التعليم الجيد هو وسيلة للخروج من دائرة الفقر لمجتمع اللاجئين، بدأوا بتركيز جهودهم على التعليم، فقاموا بتأسيس فصول دراسية لجذب الطلاب، لتشمل جميع الأعمار. و تحتفل مؤسسة «الكرامة للأطفال» هذا العام بالذكرى العشرين لتأسيسها، بعد أن تحولت إلى نموذج فريد وناجح يخدم الآن نحو 1100 طالب من اللاجئين وعديمي الجنسية وغير الموثقين، وغيرهم من الفئات المهمشة في العاصمة الماليزية كوالالمبور، انطلاقاً من إيمانها بأن التعليم الشامل والجودة هما سر النجاح للخروج من دائرة الفقر.
مشاركة :