{ هي حرب صريحة ومعلنة على العرب والمسلمين والإسلام: في فيديو مصور حديث يتحدث «ترامب» عن أن الهدف الأكبر وبالتعاون خاصة مع الحليفة العظمى «إسرائيل» هو (محاربة الفكر الإسلامي) «المتطرف»، وتحديد الفكر بالمتطرف بالطبع هو هنا لمجرد التمويه كما سيتضح! بحسب المقاس الأمريكي! ولكن الأهم فيما قاله هو قوله (لا نستطيع دائمًا أن نختار أصدقاءنا لكن لا يجب أن نفشل أبدًا في تحديد أعدائنا) أي الإسلام المسلمين! ولكي نوضح أن المقصود بـ(محاربة الفكر الإسلامي المتطرف) هو محاربة الإسلام نفسه (كوجود وكعقيدة دينية سماوية) وليس محاربة (التطرف البشري) الذي مثله يوجد في المسيحية واليهودية والبوذية وكل معتقدات الجماعات المتطرفة في العالم، قال (مستشار ترامب للأمن القومي) في فيديو حديث أيضا (إن الإسلام سرطان خبيث في جسد مليار وسبعمائة مليون إنسان على كوكب الأرض، ويجب «استئصاله» كما فعلنا مع الشيوعية والنازية)! وهكذا بوضوح نعرف ما يقصده «ترامب» بمحاربة الإسلام من فم مستشاره للأمن القومي الذي وضع الإسلام كدين سماوي في مصاف الشيوعية والنازية! وبالتالي هذا يعني أن (الحرب على العرب وعلى الإسلام هدف أكبر لدى الإدارة الأمريكية، لأن غالبية العرب مسلمون)! مثلما يكشف الكلام أن التعاون (الأمريكي –الإسرائيلي) لتحقيق هذا الهدف هو أمر استراتيجي، ما يعني أو يكشف أن «الكيان الصهيوني» يحارب الإسلام مباشرة مع الولايات المتحدة، في الوقت الذي يتغنى فيه بعض العرب بوهم (حوار الأديان) و(السلام) و(التسامح) وصولا إلى (التطبيع)! { رئيس دولة كبرى ومستشاره للأمن القومي، وغير ذلك من أدبيات وخطابات مراكز القرار وصنع الاستراتيجية التي تديرها الصهيونية العالمية، تتحدث بأعلى صوت عن أن المطلوب هو (استئصال الإسلام من العالم)! كما تم استئصال الشيوعية والنازية! فهل من يتحدث بكل هذا الوضوح يريد خيرًا أو تعاونًا مع العرب والمسلمين؟! هل يجوز مع كشف النوايا بمثل هذه الصراحة أن يراهن العرب بعدها على التحالف مع أمريكا أو يفكروا في التطبيع مع الكيان الصهيوني؟! إلا اذا كانت العقيدة ودين الله (الخاتم) في أرضه لا يعني العرب في شيء! وإلا إذا كانت (الهوية الدينية) -وهي الانتماء إلى دين الله- ليست بأهمية التحالفات السياسية بين الدول! ومع من؟! مع من يعلن العداء بشكل ساخر، ويمارس هذا العداء منذ عقود طويلة! ويتبنى مشروع تمزيق العرب وتقسيم دولهم وإسقاط أنظمتهم وتشريد شعوبهم! وكل ذلك للمفارقة (معلن) من جهة، (وتمت ممارسته على أرض الواقع) من جهة أخرى حتى اللحظة! { نأتي إلى المقولة (الترامبية) التي يجب أن يضعها كل «القادة العرب» نصب أعينهم وهم يديرون شؤون بلدانهم وشعوبهم، و(يحددون تحالفاتهم)، وهذه المقولة هي حين قال «ترامب» بعد إعلان حربة على الإسلام: (لا نستطيع دائما أن نختار أصدقاءنا، ولكن لا يجب أن نفشل أبدًا في تحديد أعدائنا)! هذه المقولة التي توضح بالمناسبة (النفاق الأمريكي الصهيوني في العلاقة مع العرب والمسلمين)، حيث إنهم من جهةٍ (أصحاب عقيدة) يجب القضاء عليها واستئصالها من العالم! ومن جهة أخرى (هم الحلفاء في الشرق الأوسط)! هذه المقولة أيضا وهي تؤكد على (وجوب عدم الفشل أبدًا في تحديد الأعداء) يبدو أن العرب أخفقوا فيها أيما إخفاق! وهو ما كتبنا عنه مرارًا في هذه الزاوية (أن العرب طالما لم يحددوا إلى الآن من هو عدوهم الحقيقي فإنهم سيظلون يتخبطون في سياساتهم وفي تحالفاتهم، وسينتهي الأمر دائما بالوبال عليهم)! فلا يمكن أن تضع رأسك في فم الوحش وتعتقد أنه صديقك وحليفك وأنه لن يؤذيك! و(قرن كامل من التبعية العربية للغرب) لم تنتج على العرب إلا الكوارث! والغريب أنهم لا يزالون يتمتعون بالثقة في ذات الدول التي أعلنت وتعلن العداء، ومارست وتمارس حتى اللحظة كل أبجديات هذا العداء على أرض الواقع العربي! { حين تتحالف أي جهة مع من مارس العداء ضدها وقد أعلن عنصريته ضد دينها وهويتها وحضارتها فإنها بذلك قد بلغت منحدرا لن يأخذها إلا إلى الهاوية! وإذا لم تكتف بذلك بل أسهمت في أن يتخذك هذا العدو مصدر تمويل يستنزف ثرواتك وأموالك، فأنت (تساعد هذا العدو على نفسك)! فهل ينتمي هذا إلى المنطق في شيء؟! «ترامب» حدد نظرته للدول العربية بأنها نظرة (استنزاف مادي بحت) وعليهم أن يدفعوا وسيدفعون! هكذا قال بصراحة في أحد الفيديوهات المصورة أيضا! لذلك يبدو من الغباء أن نسأل بعد اليوم عن (وحدة القرار العربي، وأهمية وجود مشروع عربي لمجابهة الأعداء، وأهمية تفعيل الإرادة السياسية العربية)! كل تلك العناوين المهمة، تصبح بلا معنى حين تضيع (الرؤية الأولية والبدهية) ليصبح الأعداء الحقيقيون أصدقاء وحلفاء! وبالمرة ليس علينا ان نسأل أيضا (لماذا العرب في ضياع)! والسؤال الأزلي يبقى قائما: متى نستيقظ؟!
مشاركة :