سباق الأمتار الأخيرة

  • 11/25/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اعتقد نجم ريال مدريد الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو أنه يتوجه بثبات نحو الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم للعام الثاني على التوالي، لكن شهر تشرين الثاني (نوفمبر) قد يحول البوصلة نحو غريمه في برشلونة الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي. ففي غضون ثلاثة أسابيع دخل ميسي في سجل أساطير الدوري الإسباني والقارة الأوروبية، إذ نجح في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) بمعادلة الرقم القياسي لنجم ريال السابق راؤول غونزاليس من حيث عدد الأهداف التي سجلها في مسابقة دوري أبطال أوروبا (71 هدفاً)، ثم تمكن أفضل لاعب في العالم لأربع مناسبات من تسجيل ثلاثية في مرمى أشبيلية (5-1) يوم السبت، لكي يعادل ثم يحطم الرقم القياسي لأفضل هداف في تاريخ الدوري الإسباني والمسجل باسم أسطورة أتلتيك بلباو تيلمو زازا (251) بعدما رفع رصيده إلى 253 هدفاً. ومن أجل إكمال هذين الإنجازين، يسعى ميسي اليوم (الثلثاء) ومن العاصمة القبرصية نيقوسيا إلى تحطيم رقم راؤول عندما يتواجه برشلونة مع أبويل نيقوسيا، لكن عليه أن يخشى أيضاً رونالدو لأن الأخير يملك 70 هدفاً، وسيحاول اللحاق به أو تجاوزه عندما يلتقي ريال مدريد مع بازل السويسري الأربعاء. لكن حسابات ميسي في السباق نحو الفوز بجائزة الكرة الذهبية للمرة الخامسة في مسيرته الرائعة معقدة بعض الشيء، إذ إنه لم يفز بأي لقب خلال عام 2014، وذلك خلافاً لرونالدو الذي توج بلقب دوري أبطال أوروبا وكأس إسبانيا أو منافسهما الحارس الألماني مانويل نوير، الذي قاد «ناسيونال مانشافت» الصيف الماضي إلى إحراز لقبه العالمي الرابع على حساب ميسي بالذات. ويدرك ميسي الذي خسر ورفاقه نهائي مونديال البرازيل بهدف سجله ماريو غوتسه في الشوط الإضافي الثاني، بعد تعادل المنتخبين (صفر-صفر) في الوقت الأصلي، أنه لو توج باللقب العالمي لكان وضعه مختلفاً تماماً، وهو قال بهذا الصدد في تصريح لصحيفة «أولي» الأرجنتينية الأسبوع الماضي: «لو سجلت هدفاً في النهائي لقيل بأن مونديالي كان مذهلاً». لكن الألقاب لا تعني بأن الفائز بها سيكون الطرف الأوفر حظاً لإحراز الجائزة المرموقة، والفرنسي فرانك ريبيري أبرز دليل على ذلك، إذ خسر العام الماضي في سباقه على الكرة الذهبية لمصلحة رونالدو على رغم قيادته بايرن ميونيخ الألماني إلى إحراز ثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا. وإذا كان تحطيم رقم زازا ودخول تاريخ الدوري الإسباني إنجازاً غير عادي، فإنه حصل متأخراً ليوم واحد، لأن التصويت على جائزة أفضل لاعب في العالم أقفل قبل يوم من هذا الإنجاز، كما أن ميسي لا يواجه خصماً عادياً على الإطلاق في هذه المعركة «الشرفية»، إذ إن رونالدو يقدم بدوره موسماً استثنائياً أيضاً، إذ سجل 20 هدفاً في 12 مباراة خاضها في الدوري الإسباني حتى الآن. وبعيداً عن مسألة التصويت ومن يستحق الجائزة أكثر من الآخر، فإن ريال بدأ الاحتفال بتتويج نجمه للعام الثاني على التوالي من خلال أناشيد جمهوره في كل مباراة، في حين بدا ميسي منزعجاً بعض الشيء من موقف جمهور النادي الكاتالوني، الذي انتقده ورفاقه بعد خسارتين على التوالي في الدوري أمام ريال بالذات (1-3) وسلتا فيغو (صفر-1). وتحدث ميسي عن هذه المسألة قائلاً: «عندما تخسر مباراتين على التوالي فالانتقادات تصب من كل حدب وصوب»، ملمحاً بأن ناديه لا يدافع عنه بالشكل المطلوب. ويبدو أن وضع ميسي مع النادي الكاتالوني ليس كما كان عليه في الأعوام الأخيرة، إذ بدأ يلمح الآن إلى إمكان الرحيل عن «كامب نو» بقوله إنه يريد البقاء في برشلونة، لكن «في بعض الأحيان الأمور لا تسير كما نشتهي». وفي محاولة منها لإرضاء خاطر النجم الأرجنتيني عنونت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الكاتالونية بعد الفوز على إشبيلية: «ميسي، الكرة الذهبية»، لكن هذه المحاولة لا ترتقي إلى مستوى الحملات الإعلامية لريال مدريد الذي يروج في كل مناسبة بأن رونالدو أفضل لاعب في العالم، ومن بينها التصريح الذي أدلى به المدرب الإيطالي للنادي الملكي كارلو أنشيلوتي، الذي قال إن لاعب وسط ريال السابق وبايرن ميونيخ الحالي تشابي ألونسو الذي يروج لزميله نوير: «هو من القلائل في العالم الذين يعتقدون بأن رونالدو لن يفوز بجائزة الكرة الذهبية». لكن جميع هذه الحملات لا تعني شيئاً وعلى الجميع الانتظار حتى 12 كانون الثاني (يناير) المقبل، لمعرفة من هو أفضل لاعب في العالم لعام 2014.

مشاركة :