(أنحاء) – متابعات :-روى عددٌ من المواطنين اليمنيين التجارب والمآسي التي عاشوها إثر فقد أطرافهم أو فقد أحد من ذويهم؛ بسبب الألغام التي زرعها عناصر مليشيات الحوثي على عدد من الطرق والمناطق التي اجتاحوها قبل ثلاث سنوات.وقال الدكتور باعوم -من محافظة شبوة- إن لدية أربعة أصدقاء كانوا يعملون في إزالة الألغام من مديرية بيجان بعد تحريرها من الحوثيين، وذات يوم انفجرت فيهم الألغام وماتوا جميعاً، كذلك عند عودة سكان منطقتي الجحملية وثعبات في مدينة تعز إلى منازلهم بعد أن تم تحريرها انفجرت بهم ألغام وهم يفتحون أبواب منازلهم أو في الطريق المؤدية لمنازلهم، مما أحدث حالات وفيات وإصابات.وفقد الصبي عبدالواحد قاسم الوفي ابن الحادية عشرة ذراعيه وإحدى ساقيه، في انفجار لغم فوجئ به بجوار منزل الأسرة أثناء عمله مع جدته في رعاية الأغنام بمنطقة نهم بأطراف صنعاء، حيث لم تكتفِ المليشيات بذلك بل نقلوه إلى مستشفى في صنعاء وقطعوا ما تبقى من مكان إصابته بساقه وذراعه، لكنه ذهب لاحقاً للمستشفى العسكري بمأرب وأكمل رحلة العلاج.وواصل الصبي حديثه، بحسب تقرير أوردته صحيفة “اليوم السابع” المصرية”، مؤكداً أنه أصبح لا يستطيع الكتابة ولا اللعب مثل رفقائه، وتم تركيب قدم صناعية له في مركز الملك سلمان للأطراف الصناعية، وينتظر تركيب يدين صناعيتين بالمركز. صبي آخر ضحية لألغام الحوثي، إنه عبده الراجحي (10 أعوام)، حكي الطبيب المعالج قصته، مبيناً أنه كان يلعب أمام منزله بمدينة الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة وأخذ شيئاً من حاوية القمامة وذهب يلعب به أمام المنزل، وإذا به لغم ينفجر بين يديه، فأصابه بشظايا في الفخذين والبطن والذراعين، وبُترت ساقه اليسرى وأجزاء من يديه.وانخرط الشاب عبدالله محمد الصعب في جبهات المقاومة بعد اجتياح الحوثيين لمحافظته، وذات يوم كان متجهاً للجبهة ودعس لغماً على شكل حجر بين مجموعة من الأحجار بمنطقة جبلية، فأُصيب إصابات شديدة، أدت إلى بتر رجله اليمنى، غير أنه واصل المقاومة في الجبهات وتزوج أخيراً ورُزق بمولود. يُذكر أن تحالف رصد لانتهاكات حقوق الإنسان قدَّر إجمالي الألغام التي نُزعت من الأراضي اليمنية بأكثر من 200 ألف لغم، فيما توفي نحو 2000 شخص نتيجة الألغام، وفقد 3700 آخرون أطرافهم؛ أغلبهم من الأطفال والنساء.
مشاركة :