قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، تعليقا على التقارير الخاصة بربط نهر الكونغو بالنيل، إن هذا الكلام خيالي وليس له أساس من الواقع أو العلم لأن نهر الكونغو لديه حوض منفصل وتأتى مياهه من الجبال وتنزل لمناطق منخفضة واتجاهه ناحية الغرب إلى المحيط الأطلنطي بينما النيل يوجد في منطقة أخري خلف الجبال جهة الشمال ومن ثم اتجاهاتهما مختلفة وتفصلهما كتلة جبلية تقدر بـ600 كيلو متر بالإضافة إلى أن مياه نهر الكونغو ستصب في جنوب السودان التي بها مياه أساسا وبالتالي هو مشروع خيالي.وأكد شراقي، في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد"، اليوم، خلال ثالث أيام الدورة التى ينظمها اتحاد الصحفيين الأفريقيين بالتعاون مع المجلس الأعلى للإعلام للصحفيين الأفارقة، أن مصر تحتاج إلى تعظيم استفادتها من مواردها المائية المتاحة مثل مياه النيل واستخدامها أحسن استخدام، حيث إننا نستخدم 85% منها في الزراعة، وهو رقم كبير جدا وعلينا ترشيده في مجال آخر بالإضافة للزراعة حيث إنها ليست مربحة.وأوضح أن استخدام المياه في قطاع الصناعة يعتبر أكثر ربحا من الزراعة، مشيرا إلى أن مصر تزرع أهم 3 محاصيل شرهة للمياه وهي الأرز وقصب السكر والموز، على الرغم من أنها دولة صحراوية، حيث تأتى مياه النيل إليها من الخارج.وتابع أن هذه المحاصيل كان يجب أن تكون آخر ما يتم زراعته في مصر، وشدد على ضرورة استخدام مياه الري المستخدمة في زراعة الأرز في زراعات أخري تدر ربحا أعلى منه، فيما يمكن استيراد الأرز.وأوضح أن الطريق المباشر لأن تعزز مصر من مواردها المائية يعتمد على زيادة حصتها من المياه وهذا لن يتم إلا عن طريق دول أخري مثل جنوب السودان والسودان وبمشروعات ليس لنا سيطرة عليها لأنها خارج حدودنا، ويحتاج هذا الحل لحدوث توافق يجمع القاهرة بالدول الأخري وهذا يحتاج لوقت ولتوافر ظروف عديدة وبالتالى مستقبل هذا الحل ليس مضمونا ولا يجب الاعتماد عليه كثيرا، وتابع أن القاهرة يمكنها أن تزرع في الدول الإفريقية التى لديها مياه وأراض بدلا من أن تأتى بالماء من هناك.وأشار الدكتور عباس شراقي، إلى أن مشاريع تحلية المياه ضرورية لمصر ولجميع دول العالم ولكنها ليست مناسبة للزراعة ولن تحل مشكلة نقص المياه المخصصة لها لأن تكلفتها عالية جدا لو استخدمت بها، ولكنها مطلوبة خاصة في سيناء والمدن الساحلية.وحول كيفية تعزيز التعاون بين مصر والدول الأفريقية، قال إن هذا التعاون ضروري للطرفين، فمصر تستورد أشياء من الخارج وإذا كانت متوفرة في دولة أفريقية فهي أولي، وكذلك دول القارة مع مصر، ومثال على ذلك استيرادنا للحوم من البرازيل فيمكن الاستيراد من السودان، ويمكن أن نصدر المنسوجات والأسمدة.وحول صحة تعرض القارة الإفريقية للانشطار، قال إن إفريقيا بالفعل بها فالق ضخم جدا بدأ من 30 مليون سنة وتسبب في وجود البحر الأحمر وخليج السويس ونحن لاحقا حفرنا قناة السويس منه، وتابع أن الفالق مكانه حاليا في مالاوي وتنزانيا والكونغو وهو مليء بالبحيرات ومستمر في الاتساع ولكنه يحتاج إلى ما بين 5- 10 ملايين سنة ليفصل أجزاء القارة.
مشاركة :