السفير البريطاني لـ«الراي»: ندعم وساطة الكويت خليجياً ونؤيّد بقاء...

  • 4/25/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فيما اعتبر السفير البريطاني لدى الكويت مايكل دافنبورت، أن ثمة تطابقاً كبيراً بين بلاده والكويت حيال الكثير من القضايا الدولية من خلال انضمامها كعضو غير دائم في مجلس الأمن، معربا عن امتنانهم لدعم الكويت للمواقف البريطانية خاصة بشأن الاستعمال المريع للأسلحة الكيماوية في سورية وفي بلدة سالزبري البريطانية، كشف عن مناقشات جارية بين وزارتي الدفاع في البلدين لوجود عسكري بري بريطاني دائم في الكويت.وأعلن دافنبورت في حوار مع «الراي» عن زيارة مرتقبة لوزير الدولة لشؤون ويلز قريبا، مشيرا إلى ان البلدين سيحتفلان بالذكرى الـ 120 لمعاهدة الصداقة بين البلدين مطلع العام المقبل.وأشار إلى أن الاحتفال بعيد ميلاد ملكة بريطانيا هذا العام، يتزامن مع مناسبتين عزيزتين على قلوب البريطانيين، الأولى هي ميلاد طفل لحفيد الملكة الأمير ويليام الاثنين الماضي، وزفاف حفيدها الآخر الأمير هاري الشهر المقبل.وذكر ان حجم الصادرات البريطانية للكويت يرتفع بحدود 23 في المئة سنويا يتصاحب مع ارتفاع في حجم الاستثمارات الكويتية، مشيرا إلى ان البلدين يحتفلان هذا العام بالذكرى الـ65 لانشاء صندوق الاستثمار الكويتي في لندن، والذي يعتبر أول صندوق سيادي يتم انشاؤه في العاصمة البريطانية، معربا عن سعادته بالتزام الكويت في رفع حجم استثماراتها في بريطانياوأشار إلى أن حوالي 5500 طالب كويتي يدرسون حاليا في الجامعات البريطانية، ما يعكس قوة التعليم في جامعاتنا، حيث انه وبحسب التصنيفات العالمية فان 6 جامعات بريطانية تدخل ضمن الـ20 جامعة الأولى عالميا، مطالبا الطلبة الذين يحصلون على قبول في الجامعات البريطانية، بضرورة التقدم للحصول على التأشيرة في أبكر وقت ممكن، حيث أن مدة إصدارها تستغرق 15 يوم عمل. وتطرق السفير للعديد من القضايا الرئيسة في الإقليم وتفاصيلها في الحوار التالي: ●  تحتفلون بعيد ميلاد جلالة ملكة بريطانيا، فماذا تقول عن المناسبة؟- كما تعلمون ان عيد ميلاد الملكة الرسمي في يونيو، ولكننا سنحتفل بعيد ميلادها الحقيقي في ابريل، وهو عيد ميلادها الثاني والتسعين، علما انها حكمت لمدة 66 عاما، وهي المدة الأطول التي يقضيها ملك بريطاني، وتزامن الاحتفال في عيد ميلاد جلالتها مع قمة الكومنولث التي ترأستها، وحضرها 46 زعيماً يمثلون دول الكومنولث، وهنا أعرب عن سعادتي بالتهنئة التي قدمها سمو الأمير لجلالة الملكة بعيد ميلادها.●  ما أهمية مؤسسة الكومنولث؟- الكومونولث التي ترأستها جلالتها هي مؤسسة كبيرة، وتم التوصل خلال القمة لاتفاقية مهمة بين دول الكومنولث، وهي تتعلق بالمحيطات، وقد سلمت الملكة رئاسة المؤسسة لسمو الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني.●  ماذا تقول عن تطور العلاقات بين البلدين؟- ان العلاقات بين بلدينا قديمة وودية جدا ومميزة، وفي بداية عام 2019 سوف نحتفل بالذكرى الـ 120 لاتفاقية الصداقة بين الكويت وبريطانيا، والتي وقعت في عام 1899، وهناك العديد من الأطر التي تنظم هذه العلاقات الثنائية والمتمثلة في لجنة التوجيه المشتركة بين البلدين، التي عقدت اجتماعها الأخير في ديسمبر الماضي في الكويت، وتم التوقيع على خطة العمل على المستوى الوزاري في يناير الماضي، ونحن نخطط حاليا للاجتماع المقبل للجنة في يونيو المقبل في العاصمة البريطانية لندن، وخطة العمل في هذه اللجنة تشمل العديد من القطاعات منها الدفاع والأمن والطيران والأمن السيبراني والتعليم والصحة والتجارة والاستثمار، وحجم الصادرات البريطانية للكويت يرتفع حوالي 23 في المئة سنويا، كما رافقها ارتفاع في حجم الاستثمارات الكويتية حيث نحتفل هذا العام بالذكرى الـ65 لانشاء صندوق الاستثمار الكويتي في لندن، والذي يعتبر أول صندوق سيادي يتم انشاؤه في العاصمة البريطانية، ونحن سعداء بالتزام الكويت برفع حجم استثماراتها في بريطانيا.أما على الصعيد السياسي، فعلاقاتنا جيدة جدا، ووزير الدفاع البريطاني زار الكويت في يناير الماضي، ونترقب زيارة لوزير الدولة لشؤون ويلز قريبا، وبعد انضمام الكويت كعضو غير دائم في مجلس الأمن، هناك تطابق كبير في آرائنا مع الكويت حول العديد من المواضيع ونشعر بالامتنان لدعم الكويت للمواقف البريطانية، خاصة بشأن الاستعمال المريع للأسلحة الكيماوية في سورية وفي بلدة سالزبري البريطانية. ●  ماذا عن التبادل الثقافي بين البلدين؟- لقد وجدت اهتماما كبيرا من الطلبة الكويتيين بالدراسة في الجامعات البريطانية، ويوجد حاليا حوالي 5500 طالب كويتي في الجامعات البريطانية، وهذا العدد يرتفع سنويا، وهذا ما يعكس قوة التعليم في جامعاتنا، حيث انه وبحسب التصنيفات العالمية، فان 6 جامعات بريطانية تدخل ضمن الـ20 جامعة الأولى عالميا، وهناك اقبال شديد على التعليم العالي الموجود في كافة الجامعات البريطانية في مجالات الهندسة والطب والقانون وعلوم البيئة والفنون والسياسة والعلاقات الدولية، ونحن نشجع الطلبة الكويتيين على الدراسة في المملكة المتحدة، بسبب الاعتراف العالمي بجميع الشهادات البريطانية، بالاضافة لترحيب جامعاتنا بالطلبة الأجانب، وعملها على دمجهم في الحياة الجامعية، ونحن ندعم الطلبة من خلال المجلس الثقافي البريطاني، لتحسين مستوى اللغة لديهم، ليرتقي للمستوى المطلوب في الجامعات، كما نشجع الطلبة الذين يحصلون على قبول في الجامعات البريطانية، بضرورة التقدم للحصول على التأشيرة في أبكر وقت ممكن، حيث إن مدة إصدارها تستغرق 15 يوم عمل. وقد وصلت نسبة إصدار التأشيرات إلى حوالي 97 في المئة من عدد الكويتيين المتقدمين.وبشأن التبادل الثقافي زارت أواخر العام الماضي ولأول مرة في الكويت الأوركسترا السيمفونية البريطانية، وأقامت حفلتين في مركز جابر الثقافي، والذين لم يعزفوا الموسيقى التقليدية فقط، بل كانت هناك معزوفات كويتية، وسط حضور مميز من المواطنين، ولدينا فعاليات ثقافية مستقبلية خلال الذكرى الـ120 لمعاهدة الصداقة بين بلدينا، منها مسرحيات لويليام شكسبير.●  هل هناك اتفاقيات جديدة في مجال الدفاع بين البلدين؟- كما تعلم في يناير الماضي وقع وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط البريطاني، مع نائب وزير الخارجية الكويتي اتفاقية المساعدة القانونية الثنائية، بعد مناقشات جرت في اجتماع لجنة التوجيه المشتركة وبالنسبة لمجال الدفاع، فعلاقاتنا مع الحرس الوطني الكويتي ممتازة، وهذا ما نريد أن نعمل عليه عبر التجهيز لاتفاقية جديدة توقع مع الجانب الكويتي، لرفع مستوى علاقاتنا الدفاعية، وهناك تعاون كبير مع الأسلحة الأخرى كالبحرية الكويتية، حيث زارت مؤخرا سفن من البحرية الملكية البريطانية الكويت وأجرت تمارين مشتركة مع الجانب الكويتي وسيتم مناقشة هذه الأمور خلال اجتماع اللجنة في يونيو المقبل، ومن الأمور التي سوف يتم نقاشها في الشأن الدفاعي خلال اجتماع اللجنة المقبل هو تحليل الوجود البريطاني البري الدائم في الكويت وفوائده لكلا البدين، ونحن لدينا حاليا 38 عسكرياً بريطانياً يعملون مع الجيش الكويتي على سبيل الإعارة، وهناك مناقشات جارية حاليا بين وزارتي دفاع بلدينا والقوات المسلحة للبلدين حول مقترحات الوجود العسكري البري البريطاني الدائم في الكويت، ونأمل أن يتخذ القرار بهذا الشأن قبل نهاية العام الحالي.●  كيف رأيتم اطلاق اسم القدس على القمة العربية الأخيرة؟- هنا أعيد التأكيد على ان الموقف البريطاني لا يتفق مع قرار الادارة الاميركية بنقل سفارتها للقدس، والاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل قبل اتفاقية الحل النهائي، ونحن لدينا سفارة في تل ابيب وليس لدينا خطة لنقلها الى القدس، فبريطانيا تقول ان وضع القدس يجب ان يحدد عبر مفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل، ونرى في النهاية ان القدس يجب ان تكون عاصمة مشتركة للدولتين، ونحن بحسب قرارات الأمم المتحده نعتبر القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونحن نؤيد تعهد والتزام الرئيس الأميركي بانهاء الصراع وحل الدولتين حيث ذكر أن لديهم مقترحات ونحن نشجع الادارة الأميركية للإعلان عن مقترحاتهم لتحقيق هذا الهدف، وأفضل أسلوب يتبع لحل هذه القضية هو تجنب العنف والسير في المفاوضات.●  لماذا لا نرى مبادرة بريطانية لحل القضية الفلسطينية أو ضغطاً على اسرائيل من أجل الحل؟- بريطانيا تشجع وتدعم الحل التفاوضي القائم على قرارات مجلس الأمن وحل الدولتين، وهي تدعو الطرفين للانخراط في المفاوضات للوصول الى الحل المنشود، وهو اسرائيل آمنة ودولة فلسطينية قابلة للحياة ذات سيادة، واللجنة الرباعية المختصة بعملية السلام، في عام 2016 قالت ان هناك حاجة عاجلة لمنع حل الدولة الأحادية، والذي يعكس الاحتلال الدائم، وان يكون هناك صراع لا يؤدي لتحقيق الطموحات ونحن ندعو قيادتي البلدين للتوصل لحل وسط وتسوية لخلافاتهم.●  هناك تناقض في مواقف بريطانيا تجاه ايران، فالحكومة تندد بما تقوم به ايران والشركات البريطانية تسعى للاستفادة من الفرص الاستثمارية، هناك فكيف تفسرون ذلك؟- نحن لا نرى أي تناقض، بل نرى ان الفرص التجارية عامل مهم لتحسين علاقاتنا الاقتصادية مع ايران، ويعود بالفائدة على الشركات في كلا البلدين، ونحن نسعى لتطوير علاقاتنا التجارية، ونحن نريد العمل مع ايران بشكل إيجابي وبناء، والاتفاقية النووية التي وقعت بين الدول الخمسة زائد ألمانيا وإيران، كانت انجازا سياسيا مهما وندعم بقاءها والبناء عليها.●  ولكن ألن يكون هناك تأثير جراء ذلك على علاقاتكم مع دول الخليج؟- لدينا علاقات قوية مع جميع دول الخليج، ونتشارك معهم مخاوفهم وقلقهم من التهديدات التي قد تؤثر على استقرار الاقليم واستقرار بعض الدول، وبريطانيا تشعر بالقلق جراء التوترات الجارية حاليا بين أصدقائها في دول الخليج، ونتواصل معهم ومع الأمانة العامة لدول المجلس، لدعم جميع جهود الوساطة التي تقودها الكويت بقيادة سمو الأمير لانهاء هذه التوترات من أجل استقرار المنطقة ووحدة الخليج.●  رأى الكثير من المحللين السياسيين أن الضربة الأخيرة لسورية من قبل بريطانيا وفرنسا وأميركا، كانت لحفظ ماء وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولم يكن لها تأثير وأدت لتقوية نظام الأسد، فماذا تقول؟- ان مشاركة بريطانيا في هذا الهجوم الثلاثي، كانت عملية عسكرية ذات هدف محدد، ولم تكن بهدف تغيير النظام السوري أو تغيير معايير القوى في المعارك الجارية في سورية، بل هي رد على استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام، وآخرها في منطقة دوما، والتي أدت لمقتل 75 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وكان الهدف من العملية تقويض قدرة النظام على انتاج الأسلحة الكيماوية. والهدف الثاني للعملية كان ردع النظام عن استخدام الاسلحة الكيماوية، في انتهاك صارخ لمعاهدة استخدام الاسلحة الكيماوية، والتسوية في سورية تأتي عبر الحل السياسي القائم على مفاوضات السلام في جنيف.●  ولكن سعادة السفير كان هناك العديد من الخروقات للاتفاقيات الدولية من النظام السوري، عبر إلقاء البراميل المتفجرة على المدن وغيرها في بعض دول العالم، ولم يكن هناك تدخل ثلاثي كما حصل هذه المرة؟- كما رأينا فإن معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية تنص على عدم استخدام الاسلحة الكيماوية، وأن تكون هناك شفافية كاملة في هذا الموضوع. وقد لاحظنا عدم احترام هذه المعاهدة خلال اعمال النظام السوري، بالاضافة الى الهجوم الروسي في بريطانيا، والذي لم يحصل حتى أيام الحرب الباردة، وبخلاف المعاناة الانسانية بسبب هذه الاسلحة المحرمة، فإن هذا التصرف يعتبر تحديا للنظام العالمي، والحكومة البريطانية لا تقبل بذلك ويجب ان يكون هناك ردع.●  سورية أعلنت انها استطاعت التصدي لأكثر من 60 صاروخا أطلقتها الدول الثلاثة تجاهها، فهل هذا يعني تفوقا في المنظومة الدفاعية السورية ولم يعمل حسابها خلال هجومكم؟- كل الدلائل حتى الآن تشير الى أنه وبسبب دقة الأسلحة المستخدمة في الهجوم، والبحث الذي جرى قبله عن الأهداف، فانه نتج عن الضربات تقويض كبير لقدرة النظام السوري في مجال الأسلحة الكيماوية، وهناك تحليل لنتائج هذا الهجوم سيصدر لاحقاً. عيد ميلاد الملكة ومولد حفيد وزفاف هاريقال السفير البريطاني إن عيد ميلاد جلالة الملكة يتزامن مع مناسبة سعيدة على قلوب جميع البريطانيين، وهو مولد طفل جديد لحفيد الملكة سمو الأمير وليام أول من أمس (الإثنين)، كما نتطلع قدما للاحتفال الشهر المقبل بالزفاف الملكي لسمو الأمير هاري وميغان ماركل.استمتعت بالشتاء... وأنتظر الصيف ورمضان والديوانيات● ما أكثر ما أحببته خلال الأشهر الستة الماضية؟- أحببت الترحيب الحار والودي من الكويتيين، حيث تمكنت من الحصول على أصدقاء كثيرين خلال هذه الفترة القصيرة. وقد استمتعت بالشتاء الكويتي وانا بانتظار شيئين، الأول رؤية الصيف الكويتي وشهر رمضان في الكويت، حيث رأيت أجواءه عندما عملت سابقا في مصر، وأتطلع لرؤية أجوائه في الكويت، من خلال نظام الديوانيات الفريد من نوعه في الكويت، والتي زرت الكثيرمنها وأعجبت بها.سنحافظ على المنزل التاريخي● ماذا عن هذا المنزل وهل لديكم نية بالانتقال لمكان آخر؟- بالنسبة للمبنى التاريخي الذي أسكن به والذي بني في عام 1935، فنحن محظوظون في موقعه الرائع على كورنيش الخليج، ولدينا مسؤولية كبيرة في الحفاظ عليه، كونه من التراث الكويتي، ولا نية لدينا للانتقال منه، حيث نحب هذا المكان كثيرا.

مشاركة :