كشفت البرقيات السرية، المسربة لصحيفة الأخبار اللبنانية، الصادرة عن السفارة الإماراتية في بيروت، عن عزم أبوظبي تمويل المرشحين الشيعة في لبنان المعارضين لحزب الله وحركة أمل ونشرت الصحيفة برقية أعدها الدبلوماسي حمدان سيد الهاشمي، الذي يتولى منصب القنصل، وبعث بها إلى بلاده، وتحديداً إلى مكتب مساعد الوزير للشؤون الأمنية والعسكرية.كان موضوع البرقية، «قائمة بأسماء الشخصيات الشيعية المعارضة لثنائية حزب الله وحركة أمل»، والتي أعدها الهاشمي بناء على طلب مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون الأمنية والعسكرية (الطلب ورد إلى السفارة بكتاب حمل الرقم 1814 بتاريخ 19/12/2017). والهدف، على ما هو مدرج في البرقية، إعداد قائمة بتلك الشخصيات، بما فيها المرشحة للانتخابات النيابية في لبنان على لوائح معارضة لتلك الثنائية، والتي تحتاج إلى تمويل في حملاتها الانتخابية. وذكرت الصحيفة أن القائمة الواردة في البرقية، أظهرت خفة الدبلوماسية الإماراتية في اختيار الأسماء وجمع المعلومات وعدم تدقيقها. ووفقاً للصحيفة فالقائمة تضمنت المحامي غالب ياجي، الرئيس الأسبق لبلدية مدينة بعلبك، وذكرت البرقية عن ياجي: كان يُعتبر أحد أبرز الكوادر اللبنانية الأساسية في حزب البعث سابقاً، خاض الانتخابات البلدية الأخيرة في وجه حزب الله، عبر لائحة (بعلبك مدينتي) التي ضمّت عائلات وكفاءات وشخصيات مستقلة وحزبية سابقة من بعلبك، ولكنه لم يستطِع حصد عدد كافٍ من الأصوات (حصل على 46 % من الأصوات)، ويعتبر من أبرز الشخصيات المناهضة لحزب الله ويُصنّف ضمن «المعارضة الشيعية» التي ترفض هيمنة الحزب وإيران على لبنان. كان من ضمن الشخصيات التي اجتمعت خلال الأشهر الماضية لإطلاق حركة سياسية شيعية تتحرر من ثنائية حزب الله، وحركة أمل، ويهمه الوصول إلى المجلس النيابي بأي طريقة، ومطالبه المالية كثيرة وعليه شبهات فساد مالي، يستفيد من أصوات السنة في بعلبك، لكنه يبقى حاجة لإزعاج حزب الله. وأضافت القائمة: «حارث سليمان، باحث ومحلل السياسي، عضو اللجنة التنفيذية لـ (حركة التجدد الديمقراطي). حركة التجدد الديمقراطي، هي حركة سياسية لبنانية أُسِّست في 15 يوليو 2001، وما لبثت أن اعتُبرت ضمن قوى 14 آذار، تراجع وجودها ونشاطها بعد وفاة رئيس الحركة نسيب لحود، وتضم اليوم عدداً من القيادات منهم: أنطوان الخوري طوق، أنطوان حداد، أيمن مهنا، رامي شما، سرج يازجي، سمير لحود، شفيق مراد، ويعد من أبرز الشخصيات الفكرية والإعلامية الرافضة لسياسة الحزب في لبنان، وهو يعبر عن ذلك من خلال تحليلاته السياسية أو المقالات التي ينشرها في عدد من الوسائل الإعلامية المكتوبة، وشارك في الاجتماع الأخير الذي عُقد من أجل خلق «حراك شيعي جديد» لا يدخل ضمن سياسة الأحزاب القائمة أي حزب الله، وحركة أمل. كان يُعتبر من الشخصيات الشيعية المنضوية ضمن التحالف العريض لقوى 14 آذار، ولم يكن له أي نشاط سياسي سابق». وأضافت القائمة الدكتورة منى فياض، التي تحمل دكتوراه في علم النفس من جامعة باريس، وهي تدرس علم النفس في الجامعة اللبنانية في بيروت، وذكرت برقية الهاشمي: «كانت عضواً مشاركاً في العديد من الجمعيات العلمية والفكرية، ومنذ عام 2001 كانت العضو المؤسس لـ «حركة التجديد الديمقراطي» وعضواً في اللجنة التنفيذية للحركة حتى عام 2010، عادت إلى اللجنة في الانتخابات الداخلية التي جرت في 19 يوليو وانتُخبت في أعقابها نائبة للرئيس، وخلال حرب 2006 كتبت العديد من المقالات التي انتقدت فيها سياسات الابتزاز والضغط التي تعرض لها المثقفون الشيعة غير المنتمين إلى حزب الله. وتعد من الشخصيات الرافضة لهيمنة حزب الله، وهي واجهت انتقادات عديدة وصلت إلى حد التكفير والدعوة إلى الاقتصاص منها على خلفية تصريحاتها ومقالاتها، وتتميز بالجرأة في الطرح وتقديم رؤية سياسية واضحة وتقدم المجتمع الشيعي كمكمل لدور مجتمعه ولا يرتبط بأي محاور، و لم تخض يوماً أي عمل سياسي، ولكنها تعتبر من أهم الشخصيات المثقفة التي تخاطب البيئة الشيعية». وشملت القائمة أيضاً هدى الحسيني، وذكرت الرسالة: «إعلامية متزوجة من عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، الإعلامي والمحلل السياسي راشد فايد، وسبق أن تولت عدة مهام وأقسام في مؤسسات إعلامية تابعة لـ المستقبل.;
مشاركة :