بات من المؤكد أن الخلافات بين الحوثيين وصلت إلى درجة غير مسبوقة، بعد أن أصبح عبدالكريم الحوثي المدير الفعلي للعمليات وللانقلابيين عامةً، بل والقائد الفعلي لصنعاء. وعقد عبدالكريم الحوثي اجتماعًا سريًّا مع 8 أشخاص منهم فارس مناع، وحسين العزي، وحسن زيد، ومحمد عاطفي، والناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، واستمر الاجتماع أكثر من 8 ساعات. وتقدم محمد عبدالسلام الذي عاد من طهران مؤخرًا، بخطة إيرانية جديدة لمعالجة الموقف الراهن، ونقص المقاتلين والأسلحة، باللجوء إلى طلب جلسة مشاورات وتهدئة. ويسعى المخطط الإيراني إلى فتح متنفس للحوثيين والإيرانيين، عندما تضيق عليهم الأمور؛ إذ يلجؤون إلى طلب محادثات ومشاورات لترتيب صفوفهم، خاصةً بعد فشل طلال عقلان وعدد من الشخصيات والقيادات الحوثية في دعم جبهات القتال بالمقاتلين، بحسب ما أكدته مصادر لـ"المشهد اليمني". واجتمعت قيادات إيرانية وأخرى من حزب الله مع عبدالكريم الحوثي قبل الاجتماع السابق، وتم الاتفاق على المطالبة بوضع هدنة أو جولة مشاورات جديدة، وإيقاف القتال؛ لاستعادة قوتهم وترتيب صفوفهم. وجاءت زيارة القيادات المذكورة إلى مخازن الأسلحة والمقذوفات، وفق توجيهات إيرانية للإيحاء بأن لديهم كثيرًا من الأسلحة والصواريخ، وحتى يكون ذلك تلميحًا بأن طلبهم المشاورات ليس ضعفًا، بل يأتي في ظل قوتهم. وهذا الأمر غير صحيح أبدًا؛ لأنهم محاصرون من كل الجهات، ويفقدون المقاتلين، ويتلقون ضربات جوية قاصمة. وورقة المشاورات هي ورقة يلجؤون إليها في الظروف الصعبة؛ لذا إذا رفضت المشاورات معهم فإن نهايتهم لن تتجاوز الأسبوعين فقط. وأوضحت المصادر أن حكومة بن حبتور شكلية ووهمية، وأن إيران تستعين بأسماء في الصف الثاني غير معروفة، لأشخاص كانوا موجودين في إيران منذ وقت مبكر، ولديهم تعليمات وخطط، وتحفظ على ظهورهم الإعلامي أو معرفة أسمائهم؛ للقيام بتحركات لإغراء الشباب والمشايخ بالانضمام إلى صفوفهم، وهو الأمر الذي فشل تمامًا. واتهم الحوثي محمد علي عددًا من المشايخ بالتقاعس والفشل، مهددًا إياهم بأن حسابهم سيكون عسيرًا إذا لم يتم دعم الجبهات بالعدد المطلوب منهم خلال مدة لا تتجاوز 10 أيام. وتوقفت اجتماعات المجلس السياسي تمامًا خلال الشهر الماضي، خاصةً أن بعض أعضائه أغلقوا هواتفهم، ولا يُعرف مكان جودهم، وأن بعض القيادات الحوثية غادر صنعاء إلى مواقع وأماكن غير معروفة، وفر بالأموال التي نهبها من البنك المركزي، وانتقل إلى مواقع تحت سيطرته خارج صنعاء، وبعيدًا عن صعدة معقل الحوثيين التي يرون أنها أصبحت تحت مرمى الشرعية. كما تردد ما يُسمى رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي على محافظة ذمار كثيرًا خلال الفترة القريبة الماضية، مستغلًّا علاقته بأحد الوجهاء في ذمار لترتيب اختيار موقع مناسب لإقامته هو وباقي أسرته. ويعاني الحوثيون حاليًّا من نقص كبير في المقاتلين، وهزائم متوالية في الجبهات، إضافة إلى خلافات بين كبار القادة الحوثيين، وصل إلى تبادل التهم بينهم بالعمالة، وبعضهم أطلق ألفاظًا ضد بعض القيادات الحوثية بأنهم غير أوفياء، وأن النساء أشرف منهم، ويقصدون بذلك الذين أغلقوا هواتفهم وغابوا عن حضور بعض اللقاءات المهمة.
مشاركة :