تحركات دولية هزيلة تجاه جرائم الحرب الكيمياوية في سوريا

  • 4/25/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

هجمة كيميائية قاسية ومميتة استهدفت منطقة دوما، كان أول ضحايا هذه الجريمة اللا إنسانية الأطفال والنساء والعجائز. وتناثرت غازات الكلور البيضاء في الهواء المغبر والملوث وأنهت حياة الكثيرين من سكان المنطقة بلا رحمة. أكثر من عشرات القتلى ومئات الجرحى ذهبوا ضحية هذه الهجمات. وبسبب حصار قوات بشار الأسد المجرمة لمنطقة دوما لم يتمكن المراسلون والمنقذون والمراقبون من التحقيق في أبعاد هذه الهجمة الإجرامية؛ لأن نظام الأسد أراد إخفاء أبعاد هذه الجريمة البشعة خلف الستار قدر الإمكان. في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي في يوم 9 أبريل 2018 بهدف إدانة الهجوم الكيميائي الذي قام به بشار الأسد في دوما قالت نيكي هيلي ممثلة الولايات المتحدة في منظمة الأمم المتحدة في إشارة إلى هذه الهجمة الكيميائية على دوما وقتل الأطفال الابرياء: «فقط الوحش هو من يستطيع عمل هكذا هجمات ضد المدنيين. الوحش والمسخ الذي تسبب في مثل هكذا هجمات فقَدَ عقله وكل مشاعره وأحاسيسه ولا يدهشه رؤية هذه الصور». على الرغم من أن هذه الهجمة ليست أولى هجمات الاسد المميتة ومعاونيه مثل مرتزقته الإيرانيين الذين تم استئجارهم من قبل خامنئي ولن تكون آخر الهجمات، ولكن يجب القول هنا إنه بالتأكيد بسبب الضغوط الإقليمية، مثل تلك الأيام التي وقع فيها النظام الدكتاتوري الحاكم في هوة السقوط من قبل الشعب الإيراني الغاضب وأيضا عمليات الكشف الدولي التي تقوم بفضحها المقاومة الإيرانية للعالم، فإنه سوف يسعى بكل استطاعته لإنقاذ صديقه وحليفه بشار الأسد. والمثير للاهتمام هنا أن هناك دكتاتوريين دمويين متحالفين مع بعضهما بعضا وهما النظامان الإيراني والسوري، كما كانا يقدمان الدعم والإمدادات لبعضهما بعضا في السابق. نظام الملالي الفاشيستي عن طريق الفرار للأمام في رؤية هذه المشاهد ومن أجل إنقاذ حليفه ونظيره من نار الغضب الدولي بدأ سلسلة سخيفة ومضحكة من قلب الحقائق، حيث ظهر ذلك في حديث وزارة خارجيته التي قالت: «إن ادعاء استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما لا يتوافق مع معطيات الواقع الحالي. الحكومة السورية قدمت التعاون المطلوب مع منظمة الأمم المتحدة حول الموضوع الكيميائي.. في حين أن الجيش السوري كان له اليد العليا في ميدان القتال مع الإرهابيين المسلحين.. استخدام المواد أو الأسلحة الكيميائية من قبلهم أمر لا يقبله المنطق» (وكالة أنباء اري ايرنا 8 أبريل 2018). كما نفت وزارة الخارجية والدفاع التابعة لبشار الأسد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. واعتبر النظام السوري المجرم في تلفيق واضح منه بمعرفة الهجوم الكيميائي موضوع اتهام استخدام جيش هذا البلد للغازات الكيميائية السامة أمرا سخيفا ومضحكا!! من جهة أخرى طالبت 9 دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي وهم فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وأيضا دول ساحل العاج وهولندا والبيرو وبولندا والكويت والسويد بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن من أجل التحقيق في هذه الجريمة. وعلى هذا الأساس يتم تسليط الضوء على المتواطئين في هذه الجريمة البشعة والمروعة. واليوم من واجب كل سياسي شريف وحر ومدافع عن حقوق الإنسان أن يدين هذه الجريمة وأن يطالب بفضح وكشف المتواطئين فيها، وذلك لأن العالم اليوم بحاجة إلى أن ينظر بعين وعقل متفتحين بعيدا عن المؤامرات والتواطؤات السياسية مع الانتهازيين وكاسبي الفرص. ‭{‬ كاتبة إيرانية

مشاركة :