تواصلت أمس، لليوم الثاني على التوالي، الحملة الأمنية التي أطلقتها قوات الجيش في تعز، لوقف الفوضى الأمنية في الأجزاء المحررة من المدينة وملاحقة الجماعات الإرهابية المسلحة والخارجين عن القانون فيها من عناصر تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، بعد مقتل موظف لبناني في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، السبت الماضي. وبينما رفض الخارجون عن النظام والقانون حلول اللجنة الأمنية وتسليم مقرات رسمية، اجتمع محافظ محافظة تعز الدكتور أمين محمود، مع قوى التحالف السياسي المساند للشرعية، لمناقشة الإجراءات التي تم اتخاذها لتطبيع الأوضاع في المحافظة. وشدد المحافظ على «أهمية تكاتف جميع القوى السياسية لتوحيد الجبهة الداخلية في مواجهة ميليشيات الحوثي الانقلابية التي لا تزال تحاصر المدينة وتمارس القتل الممنهج والعشوائي ضد المواطنين»، وعلى ضرورة «تعزيز الثقة بالسلطة الشرعية لدى كل المكونات والأطياف، على اعتبار أن الدولة هي الكيان الحامي والضامن للجميع»، طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». من جانبه، ثمّن تحالف القوى السياسية، جهود السلطة المحلية، وشدد على الوقوف صفاً واحداً لمساندة توجيهات المحافظ ومقررات اللجنة الأمنية من أجل تطبيع الأوضاع في المحافظة. وأكد التحالف «وقوفه إلى جانب السلطة المحلية بقيادة محافظ المحافظة، وعودة المؤسسات الحكومية إلى مقرات عملها الرسمية وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة». وطالب «بإخلاء جميع مؤسسات الدولة وعودة العمل فيها، واستكمال دمج فصائل القوات المسلحة وإلغاء جميع المسميات خارج مسمى الجيش الوطني والمؤسسة الأمنية الرسمية». وقال المتحدث باسم محور تعز العسكري، العقيد عبد الباسط البحر، إن «العناصر الخارجة عن النظام والقانون رفضت الحلول المقترحة من اللجنة التي شكّلها المحافظة وقرار المحافظ تسليم المقرات الرسمية الحكومية وتسليم المطلوبين أمنياً على خلفية حوادث الاغتيالات». وأكد في بيان مقتضب له نشره على صفحته في موقع «فيسبوك»، أن «العناصر الخارجة عن القانون استمرت بإطلاق النار بكثافة على القوات الحكومية واستهدفت بالأسلحة النوعية والثقيلة وبالقناصات والمدرعات، المقرات الحكومية، ما استدعى الرد عليها وتأمين المقرات الحكومية في العرضي والجحميلة والمربع الشرقي للمدينة». وأشار إلى «وقوع عدد من الجرحى في صفوف القوات الحكومية نتيجة القنص المستمر من قبل العناصر الخارجة عن النظام والقانون». على صعيد متصل، التقى محافظ تعز عدداً من ممثلي المنظمات الإغاثية العاملة بالمحافظة، واستمع منهم إلى الدور الذي تقوم به في التخفيف من معاناة المواطنين وحرصها على تقديم المساعدات الإنسانية رغم الظروف التي تمر بها المحافظة. وأكد المحافظ استعداد السلطة المحلية بالمحافظة لتقديم التسهيلات اللازمة لعمل لمنظمات بالمحافظة. وشدد على ضرورة التنسيق المسبق مع السلطة المحلية لمعرفة احتياجات المحافظة وتجنب العشوائية في التوزيع. وأوضح أن السلطة المحلية اتخذت تدابير لتسهيل مهام العاملين في المنظمات، وأنها لن تتهاون مع قوى الشر التي تسعى لإقلاق السكان وحرمان أبناء المحافظة من المساعدات. وبالتوازي مع ذلك، تستمر العمليات العسكرية ضد ميليشيات جماعة الحوثي الانقلابية في أكثر من جبهة بغرب تعز. وسيطرت قوات الجيش الوطني على مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين. وأكد مصدر عسكري في اللواء 17 مشاة، أن قوات الجيش الوطني سيطرت على تباب الزوم والردمة والشاهدة وقرية عودين بمديرية مقبنة، في غرب تعز. وأوضح أن «المعارك العنيفة تركزت في محيط جبل قهبان بعزلة اليمن عقب شن ميليشيات الحوثي هجوماً عنيفاً على تحصينات قوات الجيش الوطني في ذات المنطقة، علاوة على احتدامها في محيط جبل قهبان وتبة القوز وتبة الخزان». وأشار إلى «دفع ميليشيات الحوثي أطقماً عسكرية ومسلحين من الجهة الشمالية للمديرية ومن قرية الطوير، وعززت مواقعها في الجبهة الجنوبية خصوصاً في محيط قرية القوز ومنطقة الأشروح في جبل حبشي»، مؤكداً سقوط «19 قتيلاً في تلك المعارك إضافة إلى عدد من الجرحى في صفوف الانقلابيين». إلى ذلك، أفاد موقع الجيش الوطني «سبتمبر.نت»، تقدم قوات الجيش الوطني في محور صعدة، خلال اليومين الماضيين والتقدم باتجاه الحدود مع السعودية، في الوقت الذي تستمر المعارك في محافظة البيضاء وسط سقوط قتلى وجرحى من الانقلابيين بينهم قيادات بارزة. ونقل الموقع عن قائد اللواء 102، خصوصاً في محور صعدة، العميد ياسر الحاري، أن الجيش الوطني «نفّذ عمليات عسكرية نوعية خلال اليومين الماضيين وتمكن من تحرير 8 كيلومترات باتجاه محافظة صعدة الحدودية»، وأن قوات الجيش «مشّطت بشكل كامل الجبال والهضاب والتباب الواقعة ما بين سلسلة جبال الوعواع حتى قمم رأس الطير، وتمكنوا من تحرير جبال الضراوي وتاج الهرم وسلسلة جبال رأس الطير وسبعة عليب وضبعة، بعد معارك ضارية مع عناصر الميليشيات». كما قُتل 3 من قيادات ميليشيات جماعة الحوثي، أول من أمس، في جبهة قانية بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، إضافة إلى أسر قيادي آخر مع مرافقيه، وذلك في معارك مع الجيش الوطني. وحسب مصدر عسكري، فإن القيادات البارزة التي تم القضاء عليها هم المدعو أبو عماد الحمزي، مشرف رادع سابقاً، والمدعو أبو حمزة الرازحي، ومحمد مطهر العزاني، وهؤلاء قُتلوا في جبهة قانية مع عدد من مرافقيهم، علاوة إلى أسر القيادي الحوثي المدعو أبو حسين العربجي مع عدد من مرافقيه في الجبهة ذاتها.
مشاركة :